سيكون يوفنتوس الإيطالي، وصيف بطل الموسم الماضي، بوابة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو للتقدم خطوة اضافية نحو نادي كبار المدربين في الكرة الأوروبية، وذلك عندما يقود فريقه توتنهام الإنكليزي أمام بطل "سيري آ" الأربعاء في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

منذ تسعة أعوام حتى الآن، أي منذ أن بدأ مسيرته التدريبية عام 2009 مع اسبانيول الإسباني، فرض المدرب الأرجنتيني نفسه كأحد أكثر المدربين الواعدين في كرة القدم الأوروبية دون أن يترجم قدراته الى ألقاب، خلافا لزميله السابق في المنتخب الوطني دييغو سيميوني الذي يكبره بعام واحد (46 مقابل 47 عاما).

لم يحرز بوكيتينو أي لقب خلال تجاربه التدريبية الثلاثة مع اسبانيول (2009-2012) وساوثمبتون (2013-2014) وتوتنهام (2014 حتى الآن)، في حين أحرز سيميوني لقب الدوري الأرجنتيني مرتين مع استوديانتيس (2006) وريفر بلايت (2008) وتوج مع فريقه الحالي اتلتيكو مدريد الإسباني بخمسة القاب، بينها الدوري الإسباني ومسابقتا "يوروبا ليغ" والكأس السوبر الأوروبية.

كما وصل سيميوني مع نادي العاصمة الإسبانية الى نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 2014 و2016 حين خسر أمام الجار اللدود ريال مدريد، في حين أن أفضل نتيجة لبوكيتينو في مسابقة قارية وصوله الى ثمن نهائي الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" عام 2016.

وتبدو الفرصة ملائمة أمام بوكيتينو لتحقيق أفضل مشوار له في دوري الأبطال ببلوغ الدور ربع النهائي على حساب يوفنتوس عندما يحل الأخير ضيفا على "ويمبلي" الأربعاء. ويملك توتنهام الأفضلية بعد عودته من تورينو بالتعادل 2-2 في مباراة تخلف خلالها بهدفين نظيفين منذ الدقائق الأولى.

ويأمل بوكيتينو أن يعيد توتنهام الى أمجاد الأيام الغابرة حين توج بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين عامي 1972 و1984 وكأس الكؤوس الأوروبية في 1963، أي بعد عامين على تتويجه بلقبه الثاني والأخير في الدوري الإنكليزي (الدرجة الأولى سابقا).

وأكد المدرب الأرجنتيني الثلاثاء "أننا نملك فرصة كبيرة، لكن في كرة القدم نحن ندرك بأن عليك أن تستحقها (للفرصة). نحو نواجه فريقا وصل الى النهائي (دوري الأبطال) مرتين في الأعوام الثلاثة الأخيرة. ستكون معركة رائعة. يجب أن ينحصر تفكيرنا بعد وليس بالعواقب".

- "شجعان... ونحب التحدي" -

وإذا كانت الإمكانات المالية لتوتنهام أكبر بكثير مما كان في تصرف بوكيتينو خلال ايامه مع اسبانيول وساثمبتون، إلا انها لا تقارن بالميزانيات الهائلة للفرق المنافسة على الصعيد المحلي وعلى رأسها مانشستر سيتي وجاره مانشستر يونايتد وليفربول وتشلسي.

لكن هذا الأمر لم يقف عائقا أمام المدافع السابق لاسبانيول وباريس سان جرمان الفرنسي في قيادة فريقه الى المنافسة على مراكز الطليعة في الدوري الإنكليزي الممتاز أو حتى في دوري الأبطال، وأبرز دليل على ذلك فوزه هذا الموسم في دور المجموعات من دوري الأبطال على ريال مدريد بطل الموسمين الماضيين وتصدره مجموعته أمام النادي الملكي.

ورأى المدرب الأرجنتيني في مؤتمره الصحافي الثلاثاء "أننا عززنا سمعتنا في أوروبا. الموسم الماضي كان مخيبا في دور المجموعات (حل ثالثا وانتقل الى يوروبا ليغ حيث خرج على يد غنت البلجيكي)، لكن هذا العام، بدأنا بكسب احترام أوروبا بالتأكيد. إنهم يحترمون فلسفتنا والكرة التي نلعبها. نشعر بأننا محترمون بسبب أسلوب لعبنا".

ويؤكد "سنستمتع غدا (الأربعاء). نحن نلعب أحد أفضل الفرق في أوروبا لكننا فريق شجعان وأشخاص ايجابيون يحبون التحدي ونعتقد جميعنا أنه بإمكاننا الفوز. إنها فرصة كبيرة ويجب أن نستغلها".

وفي حال نجح توتنهام في استغلالها والاستفادة من النتيجة الايجابية التي حققها في تورينو بفضل المتألق هاري كاين والدنماركي كريستيان ايريكسن، سيسير بمدربه الأرجنتيني خطوة إضافية نحو الوصول الى نادي كبار القارة العجوز مثل الإسباني جوسيب غوارديولا (مدرب مانشستر سيتي الحالي) أو البرتغالي جوزيه مورينيو (مدرب مانشستر يونايتد) اللذين أحرزا كل الألقاب الممكنة خلال مسيرتهما رغم أنهما لم يتجاوزا الـ47 والـ55 عاما على التوالي.