زياد عطية - تونس :& تتجه أنظار الجماهير التونسية صوب مدينة فولغوغراد الروسية والتي تبعد 905 كلم عن العاصمة موسكو، حيث يخوض "نسور قرطاج" لقاءهم الأول ضمن منافسات كأس العالم على الملعب الرئيسي والذي يتسع لـ 45 ألف متفرج ، حينما يواجه ضمن مجموعته منتخبات بلجيكا، إنكلترا وبنما في خامس ظهور لزملاء محترف رين الفرنسي وهبي الخزري.&

وكان الكثيرين قد اطلقوا على المجموعة السابعة بالمجموعة الحديدية ، وهو ما يصعب المهمة على المنتخب التونسي ممثل شمال أفريقيا في المسابقة، الذي يطارد حلم المرور إلى الدور الثاني للمرة الأولى في مسيرته وقيادة الكرة العربية نحو إنجاز جديد سبقه إليه 3 منتخبات هي السعودية في عام 1994، المغرب في عام 1998، والجزائر في عام 2014.&
&
ويصطدم "نسور قرطاج" بإثنان من أفضل المنتخبات على الصعيد الكروي العالمي في الوقت الحالي هما بلجيكا وإنكلترا ، ما يقلل من فرص تأهلهم إلى دور الستة عشر& كأول أو ثاني المجموعة، غير أن عالم كرة القدم لا يعترف بالمستحيل ، فحقيقة الميدان مخالفة في بعض الأحيان لما هو على الورق وما إنجاز منتخب كوستاريكا في النسخة الماضية إلا دليل واضح على ذلك ، حينما حل أولاً عن المجموعة الرابعة أمام كل من إيطاليا، إنكلترا والأورغواي ، ثم فجر المفاجأة ببلوغه دور الثمانية على حساب اليونان.
&
ويحتل المنتخب البلجيكي المركز الثالث عالمياُ برصيد 1298 نقطة ، فيما يحتل المنتخب الإنكليزي المركز الثاني عشر برصيد 1051 نقطة ، فيما تحل تونس في المركز الواحد والعشرين برصيد 910 نقطة، أما& المنافس الثالث بنما فهي تحتل المركز الخمسة والخمسين برصيد 571 بعدما بلغت كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.
&
وما يجعل تونس أمام مواجهات قوية ومحتدمة في سعيها نحو حلم المرور إلى الدور الثاني ، إذ تصطدم أولا بمواجهة إنكلترا ثم العملاق البلجيكي المدجج بكامل نجومه يتقدمهم ساحر تشلسي إيدين هازارد والفتى المدلل بكتيبة مانشستر سيتي كيفن دي بروين.&
&
وتحتاج تونس إلى ظهور جيد منذ لقائها الأول أمام إنكلترا الذي يعتبر مفتاح المرور، وقد علق اللاعب السابق لأجاكس أمستردام والمنتخب التونسي حاتم الطرابلسي على لقاء الأسود الثلاثة قائلاً : " هناك بطء كبير في الخط الخلفي في صفوف المنتخب الإنكليزي، نحتاج إلى عامل السرعة في بناء الهجمة والضغط في الأمتار الأولى على دفاعات الإنكليز ، وبإمكاننا الخروج بنتيجة إيجابية رغم أن المهمة صعبة ولكنها ليست بالمستحيلة" ، مضيفاً : "هناك خلل دفاعي في المنتخب التونسي يؤرقنا كثيراً مع تواجد أحد أبرز المهاجمين في العالم هاري كاين ومهارات رحيم ستيرلينغ ".
&
ويبدو التفاؤل كبيراً لدى المدرب نبيل معلول الذي شدد على أن هدف تونس من مشاركته في المونديال هو المرور إلى الدور الثاني وبلوغ دور دور الستة عشر للمرة الأولى وإسعاد الجماهير التونسية.
&
ويتوقع أن يدخل المنتخب التونسي برسم تكتيكي يختلف عن بقية منتخبات المجموعة، حيث يراهن نبيل معلول على خطة 4-3-3 بالاعتماد على 3 لاعبين في تأمين عملية افتكاك الكرة في وسط الملعب ، والتي تعد سلاحا هاماً أمامهم 3 لاعبين ذو نزعة هجومية يقودهم مهاجم "وهمي" هو وهبي الخزري الذي نجح في مهمته مع نادي رين الفرنسي بتسجيله لـ 10 أهداف رغم أنه لاعب رواق.&
&
و تخلو قائمة "نسور قرطاج" من المهاجمين بعد إصابة هداف الترجي التونسي طه ياسين الخنيسي وعدم توجيه الدعوة لهداف الدوري البلجيكي حمدي الحرباوي واستبعاد مهاجم الاتحاد السعودي أحمد العكايشي.
&
طفرة نوعية في الأداء والنتائج&
&
سجل المنتخب التونسي تحسنا ملحوظاً على مستوى الأداء واللعب الجماعي في السنتين الماضيتين، يبدو فيه عامل الاستمرارية إيجابياً خصوصا على مستوى الرصيد البشري بالمحافظة على أهم العناصر بصفة منتظمة في التشكيلة الأساسية أبرزهم حمدي النقاز، علي معلول، صيام بن يوسف، فرجاني ساسي، محمد أمين بن عمر، وهبي الخزري، مع انضمام نجم ديجون الفرنسي نعيم سليتي ودخول المدافع الصلب للصفاقسي ياسين مرياح منذ سنة تقريباً في خريطة " النسور".&
&
ونجح المدرب نبيل معلول منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني خلفا للمدرب الفرنسي – البولوني هنري كاسبرجاك في توطيد العلاقة بين اللاعبين ، وصنع كاريزما خاصة ضمن أفراد المجموعة ، وهو ما كرس روحا جماعية قوية التي علق عليها معلول قائلاً : " نملك مجموعة متجانسة من اللاعبين ولدينا ثقة كاملة في كل العناصر، الروح الجماعية ضمن المنتخب عاملاً أساسياً في نجاحنا خصوصا في المونديال".
&
ظهور المنتخب التونسي في اللقاءات الودية أمام منتخبات في حجم البرتغال، إيران، كوستاريكا وتركيا كشف حجم التطور المذهل لأداء "نسور قرطاج" الذي جعل الكثير من المحللين يعتبرون تونس مرشحا بارزاً ومنافساً عنيدا لبلجيكا وإنكلترا في بلوغ الدور الثاني.
&
وواصل المنتخب التونسي نتائجه الباهرة حيث لم يتعرض للخسارة منذ تاريخ 28 يناير من عام 2017 ، حينما سقط أمام منتخب بوركينا فاسو بهدفين نظيفين في الدور ربع النهائي من بطولة كأس أفريقيا التي جرت في الغابون ، حيث تألق بشكل لافت في التصفيات المؤهلة إلى المحفل العالمي محققا 4 إنتصارات وتعادلين ، كما نجح في تخطي مصر في أول مواجهات التصفيات المؤهلة إلى كأس أفريقيا الكاميرون 2019.
&
اللاعب فخر الدين بن يوسف أبان بأن طموح منتخب بلاده في مونديال روسيا بلوغ الدور الثاني مشيراً إلى ضرورة كسر عقدة الدور الأول وتحقيق إنجازاً غير مسبوق.
&
سلاح هجومي قوي لإنكلترا وبلجيكا&
&
يتسلح منتخب بلجيكا بمدرب ذكي هو الإسباني روبيرتو مارتينيز الذي أحدث ثورة تكتيكية في صفوف "الشياطين الحمر" حيث طبع& أسلوب اللعب الإسباني على منتخبه الجديد غير أن ذلك لا يخفي بطء الدفاع خصوصا من الأطراف التي تبدو ثغرات هامة لـ "نسور قرطاج" من أجل فكها حيث عانى المنتخب البلجيكي من أخطاء عديدة خاصة في اللقاء الودي أمام البرتغال حيث كان قريب من تلقي الخسارة ثم تكررت ذات الأخطاء خلال لقاء مصر.
&
ويلعب منتخب إنكلترا بقيادة المدرب الشاب غاريث ساوثغيت على خطة هجومية بالتعويل على 4 لاعبين في الهجوم بوجود لاعبين مهاريين مثل ديلي ألي، رحيم ستيرلينغ، هاري كاين، جيسي لينغارد، ماركوس راشفورد، جيمي فاردي .. وهو ما يصعب من مهمة المنتخب التونسي عند مواجهته ، خصوصا مع الهشاشة الدفاعية التي ظهر عليها مدافعو تونس في أخر لقاءين وديين أمام كل من تركيا والبرتغال حينما تعرضت شباكه إلى 4 أهداف ، فيما يبدو خط الدفاع الإنكليزي بطيئاً خصوصا ثلاثي الخبرة غاري كاهيل و جون ستونز و كايل ووكر الذي بدا عليهم الإرهاق مع تقدم سنهم.
&
طارق ذياب " لا مجال للخوف"&&
&
وصف& طارق ذياب صاحب الكرة الذهبية في القارة السمراء عام 1977، وأحد نجوم انجاز مونديال 1978، أن القرعة أوقعت منتخب "نسور قرطاج" في مجموعة صعبة في ظل تواجد منتخبي إنكلترا وبلجيكا معلقا : " وضعتنا قرعة المونديال في مواجهتين في غاية الصعوبة، نحن أمام رهان جدي لإظهار المستوى الحقيقي الذي بلغته كرة القدم التونسي خصوصا هذا العام ".
&
تابع " لا مجال للخوف رغم صعوبة المهمة في روسيا ، و نحن مطالبون بالأداء قبل النتيجة في ظل حجم منافسينا، الضغوطات ليس كبيرة على لاعبينا لذا بإمكاننا تحقيق المفاجئة ".
&
قيس اليعقوبي " التحضير النفسي هام "&
&
ووصف المدرب قيس اليعقوبي بأن منتخبي إنكلترا وبلجيكا أفضل من المنتخب التونسي فنياً بإمتلاكهما أفضل اللاعبين الناشطين في الدوريات الأوروبية خصوصا مع قوة الخط الأمامي لكليهما.
&
وأضاف قيس اليعقوبي :" نحتاج إلى حسن التجهيز النفسي للاعبين قبل ضربة البداية والتحضير الجيد في المعسكرات في قيمة الحدث العالمي مع ضرورة الاستفادة من اللقاءات الودية ".