&ودع المنتخب المصري منافسات كأس العالم من دورها الأول بعدما مني بخسارتين ، كانت الأولى من الأوروغواي أما الثانية من روسيا قبل ان يسقط في لقائه الثالث أمام شقيقه السعودي، لتعجل بعودته مخيباً الآمال التي علقت عليه لتحقيق نتائج جيدة تنسي جماهيره معاناة الغياب عن المحفل العالمي طيلة 28 عاماً.

وعجز المنتخب المصري عن استغلال الفرصة لتجاوز دور المجموعات والعبور إلى دور الستة عشر كثالث منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز ، بعدما اوقعته القرعة في مجموعة متوازنة ، حيث جاء الاقصاء المبكر للمنتخب المصري نتيجة اسباب متباينة ساهمت بشكل أو بآخر في التأثير على أداءه وتحديد نتائج مبارياته .
&
و قد طرحت "إذاعة روسيا" استطلاعاً للرأي للجماهير المصرية لتحديد السبب الرئيسي الذي ادى إلى اقصاء "الفراعنة" من كأس العالم.
&
فلسفة المدرب كوبر
&
يتحمل المدرب الارجنتيني هيكتور كوبر نصيبا هاماً من مسؤولية الإقصاء المبكر للمنتخب المصري من وجهة نظر المصريين بنسبة بلغت 31% ، وهي نسبة كافية لتكشف التأثير السلبي للمدير الفني على عناصر الفريق ، بسبب الفلسفة التكتيكية التي يحبذها كوبر ، و يُصر على اللعب بها منذ توليه مهام الإشراف الفني على المنتخب المصري .
&
وتعتمد خطة كوبر على المبالغة في اللعب بأسلوب دفاعي ، والاعتماد بشكل رئيسي على المرتدات ، و هي الخطة التي طالما انتقد بسببها ، غير ان بلوغه نهائي كأس أمم افريقيا عام 2017 ثم بلوغه نهائيات كأس العالم 2018 ، ساهم في إسكات المنتقدين ، ليستمر المدرب الأرجنتيني في اللعب بنفس خطته الدفاعية .
&
وفي مونديال روسيا اختلف الأمر ، حيث لم يكن لهذا الأسلوب ان يكون مجدياً خاصة في مباريات حاضرة في أهم وأكبر البطولات في العالم على مستوى المنتخبات ، حيث سقطت مصر أمام الأوروغواي بهدف قاتل ،& ثم جاءت الطامة بحالة الإرتباك التي اصابت المدافعين المصريين ، والتي اجبرت احمد فتحي على هز شباك حارسه الشناوي بهدف فتح شهية الروس ، وحطمت معنويات زملائه الذين اصبحوا غير قادرين على الانتقال للتكتيك الهجومي في نفس المباراة.
&
إصابة محمد صلاح&
&
و برأي 15% من المشاركين في الاستطلاع ، فإن إصابة المهاجم محمد صلاح هداف نادي ليفربول و الدوري الإنكليزي ، قد كانت احد الأسباب الرئيسية في اقصاء مصر من كأس العالم بالنظر إلى التداعيات السلبية التي خلفتها على أجواء المعسكر المصري ، خاصة انها جاءت قبل مغادرة البعثة إلى روسيا بفترة قصيرة .
&
هذا وصاحبت إصابة محمد صلاح هالة إعلامية كبيرة ، جعلت جميع المصريين يركزون حديثهم على هذه الإصابة التي جعلت المتابعين يشعرون بإن محمد صلاح يمثل منتخب مصر بأكلمه، و هو ما يؤكد ان طريقة معالجة إصابته إعلامياً و جماهيرياً اعطت انطباعاً سلبياً عن أداء "الفراعنة" بدونه ، و جعلته يخوض المنافسة بروح إنهزامية مسبقة اثرت على الفريق ككل ، بعدما جعلت كافة الجهات المعنية و غير المعنية بالمنتخب المصري من إتحاد و مدرب و إعلام و جمهور تركز اهتمامها على صلاح و تنسى بقية أفراد المنتخب ، ليصبح غيابه عن التشكيلة ضعفاً و فراغاً يستحيل على اي لاعب تعويضه ، فيما حضوره و هو غير جاهز سوف يتحول إلى عبء على الفريق يستحيل تحمله.
&
اسباب اخرى
&
وبعيداً عن تكتيك المدرب كوبر و تداعيات إصابة محمد صلاح ، فإن هناك فئة من الجماهير المصرية ترى اسباباً آخرى معلنة و غير معلنة تكون قد ساهمت في الخروج المبكر لمنتخب بلادها بنسبة بلغت 54% ، وهي نسبة تؤكد ان الإمكانيات الفنية التي يتمتع بها منتخب "الفراعنة" لا تؤهله للمنافسة على احدى التأشيرتين لبلوغ دور الستة عشر، فحظوظ اي منتخب من المنتخبات المشاركة في البطولة لتجاوز الدور الأول مرتبطة بشكل كبير بتصنيف من الاتحاد الدولي لكرة القدم ، و اي منتخب يصنف في المستوى الثالث او الرابع يكون مصيره الاقصاء المبكر في غالب الدورات كقاعدة لها حالات استثنائية ، لم ينجح المنتخب المصري في احداثها ، فمنافسة منتخبي الوعاء الأول والثاني عسيرة وتحتاج الى جهود مضنية لتجاوزهما او احدهما.
&
وفضلاً عن ذلك فإن المنتخب المصري مثله مثل اي منتخب عربي غير قادر على تطوير مستواه و أداءه من مرحلة التصفيات إلى مرحلة النهائيات في ظل اعتماده على مرحلة إعداد قصيرة المدى ، يشوبها العديد من المشاكل و الصعوبات في اختيار لقائمة اللاعبين النهائية المشاركة في المونديال الروسي، بسبب الضغوط الإعلامية و التدخلات من بعض الجهات ، مما يصعب من مهمة المدرب و تفرض عليه اسماء لا يريدها& قبل ان السفر إلى الدولة المستضيفة ، ثم تبدأ التدخلات لتحديد عناصر التشكيلة الأساسية ، ويضطر المدرب إلى بذل جهد للتركيز على فرض الهدوء و الاستقرار بدلا من تركيزه على المباريات.