تفوقت بلجيكا في مواجهتها مع إنكلترا في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لكأس العالم في كرة القدم، الا ان هذا الفوز الذي سمح لها بتصدر المجموعة السابعة لمونديال روسيا 2018، سيكون ثمنه غاليا، اذ وضعها في القسم الأصعب من الأدوار الاقصائية.

بتصدرها المجموعة بفضل هدف رائع للاعب مانشستر يونايتد السابق وريال سوسييداد الإسباني الحالي عدنان يانوزاي الذي افتتح سجله التهديفي مع "الشياطين الحمر" في مشاركته التاسعة بقميص المنتخب، تجنبت بلجيكا مواجهة كولومبيا في ثمن النهائي، وستلتقي الإثنين في روستوف مع اليابان التي حلت ثانية في المجموعة الثامنة بعد خسارتها أمام بولندا (صفر-1).

لكن ما ينتظر "الشياطين الحمر" بعد اليابان، السهلة على الورق نظرا الى الفوارق الفنية بين الطرفين، هو أكثر تعقيدا... تصدرها بلجيكا للمجموعة وضعها على مسار منتخبات عملاقة مثل فرنسا والبرازيل والارجنتين والأوروغواي والبرتغال.

كان المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيز مدركا لهذا الأمر بعد الفوز على إنكلترا في المباراة التي خاضها المنتخبان بتشكيلة رديفة الى حد كبير، إذ قال "صحيح أن إنكلترا ستواجه كولومبيا، لكن إذا بدأت النظر الى أبعد من ذلك، فأعتقد أن المخاطر كبيرة".

في إنكلترا ورغم الخسارة التي تلت انتصارين على تونس 2-1 وبنما 6-1 بفضل 5 أهداف للقائد هاري كاين، أشادت الصحف بالمنتخب الوطني وعنونت "ذي صن" في صفحتها الأولى "حسنا فعلتم أيها الشبان"، موضحة "الخسارة فتحت للأسود الثلاثة طريقا أسهل الى النهائي".

ونشرت "ذي ميرور" صورة لمدرب المنتخب غاريث ساوثغيت يشير بأصبعه نحو جملة كتبتها الصحيفة "هذا هو الطريق نحو النهائي".

لكن رغم التفاؤل الإعلامي، لا يبدو الطريق سهلا حقا، لأنه في حال تجاوزها لكولومبيا في ثمن النهائي، ستلتقي إنكلترا في ربع النهائي مع السويد أو سويسرا، ثم تواجه احتمال لقاء إسبانيا (تلتقي في ثمن النهائي مع روسيا المضيفة) وكرواتيا (تلتقي الدنمارك) التي فرضت نفسها أحد أفضل المنتخبات في النهائيات خلال الدور الأول.

وحاول ساوثغيت حتى قبل انطلاق النهائيات أن يخفف من حجم الآمال والتوقعات، ثم رأى بخسارة الخميس أمام منتخب بلجيكي متغير بأكمله باستثناء لاعبين فقط، فرصة لاعادة التفكير بالأمور. وقال "ندرك بأنه يتوجب علينا أن نقدم أفضل ما لدينا من أجل الفوز على أفضل الفرق".

وأشار المدرب الإنكليزي الى أن التغييرات التي اعتمدها وطالت الهداف والقائد كاين ايضا، كانت تهدف للحفاظ على لاعبيه الأساسيين تحضيرا للادوار الاقصائية، ولم يكن يفكر بمن سيواجه فيها.

وواصل "حاولت الافادة قدر الامكان على الصعيد البدني. كان القرار الصائب بغض النظر عما سيحصل الأسبوع المقبل".

- اتخاذ القرارات لصالح المجموعة -

وكان قرار ساوثغيت نابعا من ايمانه بضرورة أن يكون اللاعبون الـ23 في تشكيلته منخرطين في النهائيات، بعدما خبر هو نفسه احباط عدم المشاركة لدقيقة واحدة في المباريات الخمس لإنكلترا في مونديال 2002، عندما بلغت ربع النهائي قبل أن تخرج على يد البرازيل.

وبادخاله داني ويلبيك في ربع الساعة الأخير من مباراة الخميس، عوضا عن الزج بهاري كاين لمحاولة ادراك التعادل، ضمن ساوثغيت بأن جميع لاعبي الميدان (من غير حراس المرمى) كانوا طرفا في المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب في الدور الأول.

وركز ساوثغيت على هذه المسألة بالقول "لدينا 20 لاعب ميدان لعبوا الآن في كأس العالم. هذا أمر في غاية الأهمية للأجواء في معسكرنا خلال الأسابيع القليلة المقبلة" في حال ذهبت إنكلترا بعيدا، لكن في حال انتهى مشوارها بعد 5 أيام قد يلام المدافع السابق على خوضه مباراة بلجيكا بتشكيلة رديفة، بحجة أن هذا الأمر أثر على اندفاع ووتيرة المنتخب.

لكن ساوثغيت يرى أنه "عندما تكون قائدا، مدربا، عليك اتخاذ القرارات الصحيحة لصالح المجموعة. أتفهم سبب تشكيك الناس بهذه القرارات، لكن علينا تحضير الفريق بالطريقة التي نراها صحيحة".

وعلى لاعبي "الأسود الثلاثة" الآن أن رد الجميل للمدرب من خلال منح بلادهم بطاقة التأهل الى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2006 وربما الذهاب حتى النهاية والفوز باللقب الثاني في تاريخهم بعد مونديال 1966 على أرضهم.