اصبح الطريق معبداً وممهداً امام نادي ليفربول ليحقق لقب الدوري الإنكليزي لأول مرة في تاريخه منذ إطلاق نسخة "البريميرليغ" في موسم (1992-1993) ومنذ تتويجه الأخير بالنسخة السابقة في عام 1990 .

ويمكن لجماهير ليفربول ان تحلم اكثر من أي وقت مضى بالتتويج و رفع كأس البطولة في قلب "الانفيلد رود" في الثاني عشر من شهر مايو المقبل عندما يستضيف فريقهم وولفرهامبتون في الجولة الختامية من الموسم الرياضي (2018-2019).

وحملت نتائج مباريات الجولات الأخيرة بشائر سارة لجماهير ليفربول التواقة للاحتفال بلقب "البريميرليغ" الأول في تاريخ النادي ، بعدما اعتلى صدارة جدول الترتيب على حساب حامل اللقب مانشستر سيتي.

ويؤكد جدول الترتيب خلال الموسم الحالي ، بأن ليفربول يمتلك افضل واقوى فرصة لإنهاء حالة الصيام عن التتويج باللقب التي لازمته 29 عاماً ، وهي فرصة لم تكن متاحة امامه في كافة المواسم التي نال خلالها مركز الوصافة.

والحقيقة ان هناك ثلاثة عوامل تعزز آمال وحظوظ ليفربول في تحقيق تتويج تاريخي بلقب الدوري المحلي ، وإنهاء حقبة من تاريخه وتدشن حقبة اخرى ، يكون الفريق خلالها مهيمناً على البطولة لسنوات طويلة في سيناريو مشابه لما فعله غريمه مانشستر يونايتد.

الفارق المريح معنوياً

نجح الفريق في إحداث فارق مريح إلى حد كبير ، حيث يبتعد في الصدارة بفارق 7 نقاط عن ملاحقه المباشر وحامل اللقب مانشستر سيتي ، و 9 نقاط عن توتنهام هوتسبير المتواجد في المركز الثالث ، و 11 نقطة عن تشيلسي صاحب المركز الرابع.&

و رغم ان الفارق الذي يفصل ليفربول عن منافسيه يُعد ضئيلاً من الناحية الحسابية ، إلا انه يعتبر فارقاً جيداً من الناحية المعنوية &، إذ يتعين على ملاحقيه الفوز في جميع مبارياتهم مع ترقب خسارته لمباراتين من أجل معادلته نقطياً دون الإنفراد بالصدارة ، وهي مهمة صعبة على ضوء نتائج الفرق الأربعة خلال الموسم الجاري، كما ان فارق التسع نقاط يمنح "الريدز" فرصة خوض بقية الجولات بإريحية كبيرة ، لأنه لو تعثر في إحدى المباريات بتسجيله هزيمة أولى، فإنه سيبقى متصدراً حتى لو فاز ملاحقيه بمبارياتهم.

الأداء والنتائج&

لم يكن لليفربول ان يتصدر بفارق 9 نقاط لولا الأداء الفني المتميز الذي ظهر به منذ الجولة الأولى من منافسات الموسم وتحقيقه نتائج مرضية لجماهيره ، حيث أن الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة حتى الآن رغم مرور 19 جولة على إنطلاقة البطولة ، أي انه واجه جميع الفرق المنافسة له على اللقب، حيث فاز في 16 مباراة وتعادل في ثلاثة لقاءات، مكتفياً بإهدار 6 نقاط فقط &.

ومما يؤكد العروض القوية التي قدمتها كتيبة يورغن كلوب هذا العام ، هو تحقيقهم ثاني أعلى رصيد من النقاط في المباريات التي جمعتهم بالأندية الخمسة الكبار، بعدما حصدوا 12 نقطة من اصل 18 نقطة ممكنة.

وفضلاً عن الأداء المتصاعد للفريق، فإن مهاجمه المصري محمد صلاح استفاق واستعاد عافيته التهديفية في الوقت المناسب بعد بدايته المتعثرة، إذ عاد للتألق وهز الشباك وتقديم المساهمة الفعالة في الانتصارات التي حققها الفريق بواسطة أهدافه الإثني&عشر التي أحرزها حتى الآن.

تراجع المنافسين

المتتبع لمسيرة ليفربول من بداية الدوري وحتى صعوده إلى قمة جدول الترتيب ، يلاحظ ان نتائجه لم تتغير منذ بداية البطولة ، ولكنه استفاد كثيراً من تراجع منافسيه وتذبذب أدائهم ونتائجهم .

وفي الوقت الذي احتفظ ليفربول بإيقاعه الإيجابي ، فقد سجل حامل اللقب مانشستر سيتي ثلاث خسائر منهما خساراتان متتاليتان ، مما جعله يقدم الصدارة على طبق من ذهب لأبناء "الانفيلد رود" &في صورة توحي بأنه فقد مستواه مقارنة بالموسم الماضي ، اما توتنهام هوتسبير فقد كشفت نتائجه بأنه يفتقد لشخصية الفريق القادر بالمنافسة على البطولة بدليل انه خسر خمس مباريات ، مثله مثل تشيلسي الذي اهدر 17 نقطة كاملة كانت كافية لتصعد به إلى صدارة الترتيب.

ونجح ليفربول في تجنب الخسارة امام منافسيه من كبار الأندية في البطولة وعلى رأسهم مانشستر سيتي الذي سقط أمام منافسين متواضعين ، حيث تعثر على ارضه أمام كريستال بالاس ، كما خسر أمام ليستر سيتي ووولفرهامبتون واندررز، مما أوحى للجميع بأن هذه الهزائم الثلاث تؤكد خسارة الفريق لمخزون موسمين من اجل ان يتوج بلقب الدوري الموسم الماضي ، مما جعله غير جاهز للمنافسة على لقب الموسم الجاري.