برغم إشادات هائلة نالها لصدته "الخرافية" أمام الاسطورة البرازيلية بيليه، لم يعتبرها الحارس الإنكليزي غوردون بانكس الأروع في مسيرته الزاخرة.

حجز بانكس الذي توفي الاثنين عن 81 عاما، مكانا له بين عظماء كرة القدم الإنكليزية، عندما حلق مرتميا نحو الجهة اليمنى حارما بيليه من التسجيل برأسية متقنة في دور المجموعات لمونديال 1970.

كانت رأسية بيليه رائعة لدرجة انه بدأ بعملية الاحتفال قبل ولوجها مرمى بانكس المتألق. قال بانكس "سمعت بيليه يقول "+هدف!+ بعدما ضربها برأسه. بالطبع اعتقد انها كانت ستتجاوزني".

شرح زميله بوبي تشارلتون أهمية الصدة على ملعب خاليسكو في مدينة غوادالاخارا المكسيكية عاكسا مشاعر الملايين الذين شاهدوها لاحقا "من دون أي شك كانت أروع صدة شاهدتها". كان ذلك تكريما أيضا لاجتهاد بانكس وانتباهه.

لاحظ ان ارتداد الكرة كان أعلى من التمارين الاعتيادية على الملاعب المكسيكية المشبعة بالشمس. عدل تقنيته وكانت مكافأته الحصول على لقطة خالدة في عالم كرة القدم.

قال لصحيفة "دايلي مايل": "لاحظت في تمارين التسديد، ان الكرة ترتد أعلى أحيانا. كنت قادرا على توقع ارتدادها إلى أعلى وتمكنت من لكزها فوق (العارضة)".

لم يعترض بانكس على الربط بين اسمه والصدة الشهيرة أمام بيليه. لكن بالنسبة اليه، يصنفها بعد صدة مع فريقه السابق ستوك سيتي في أمسية لندنية رهيبة.

سئل عام 2016 عما اذا كانت صدة بيليه الأهم في مسيرته فأجاب "كلا، كانت ركلة جزاء لجيف هيرست ضد وست هام في نصف نهائي كأس الرابطة موسم 1972".

- رد فعل القطط -

برغم صدة بانكس الرائعة ضد بيليه، خسرت انكلترا المباراة صفر-1 أمام البرازيل التي حرمتها إمكانية الدفاع عن لقبها. لكن بعدها بسنتين، احتفل بانكس بثاني لقب له على صعيد الأندية، بفضل صدة خارقة لركلة جزاء هيرست مع فريقه ستوك سيتي.

كان ستوك متقدما 1-صفر في إياب نصف النهائي معوضا سقوطه ذهابا 1-2، عندما حصل وست هام على ركلة جزاء قبل 4 دقائق من نهاية الوقت على ملعب أبتون بارك. أطلق هيرست كرة صاروخية إلى يمين بانكس، لكن رد فعل الحارس كان مشابها للقطط، فقفز وأبعد الكرة بكفه فوق العارضة.

بلغ ستوك النهائي بعد مباراتين معادتين، قبل مواجهة تشلسي في النهائي واحراز اللقب (2-1) على ملعب ويمبلي.

لعب هيرست دورا هاما في مسيرة الحارس، فقبل ركلة الجزاء الشهيرة، سجل ثلاثية في نهائي مونديال 1966 في مرمى ألمانيا العربية، أحدها من كرة لا تزال جدلية حتى الآن بسبب تجاوزها خط المرمى من عدمه.

ثلاثية ساهمت في منح انكلترا لقبها الأول والوحيد حتى الآن في العرس العالمي الكبير على أرضها.

يوم ذهبي لم يكن بانكس ليتخيله عندما بدأ حياته الكروية مراهقا مع تشسترفيلد بينما كان يحفر الخنادق ويحمل احجار الطوب إلى مواقع البناء.

صنع اسمه مع ليستر حيث توج بكأس الرابطة عام 1964، قبل انضمامه الى ستوك في 1967، واختارته رابطة الكتاب الرياضيين أفضل لاعب في عام 1972.

استهل مشواره في 1963، حمل ألوان انكلترا في 73 مباراة واختاره الاتحاد الدولي فيفا افضل حارس لست سنوات قبل انتهاء مسيرته بسبب فقدانه البصر في عينه اليمنى نتيجة حادث سير.

في السنوات اللاحقة، حارب بانكس السرطان مرتين، لكنه حاول البقاء نشطا في منصبه كرئيس لستوك مدى الحياة وكان دائم الحضور في مدرجات ملعب بريتانيا.

وعلى غرار الكثيرين من ابطال مباراة ويمبلي، باع بانكس ميداليته الذهبية لمساعدة أطفاله الثلاثة على شراء منازلهم. لكن مع تلاشي قيمة الميداليات لا شيء سيمحو ذكريات عظمة الحارس غوردون بانكس.