يواجه اتحاد كرة القدم الإماراتي، ورئيسه مروان بن غليطة، سلسلة من المشاكل ستؤثر على مسيرته، وتكاد أن تعصف بوجوده خلال الفترة المقبلة قبل أن يكمل عامه الأخير، في ظل القرار المرتقب لثلاثة من أعضاء الاتحاد بتقديم استقالاتهم من مواقعهم الحالية، بسبب إصرار الهيئة العامة للرياضة على تنفيذ قرارها الخاص بعدم "ازدواجية" المناصب في الاتحادات الرياضية والأندية على السواء.

وفي ظل ارتفاع وتيرة الشد والجذب بين اتحاد الكرة والهيئة العامة للرياضة الإماراتية، رفضت الأخيرة الاستجابة لمطلب الاتحاد بالإستثناء من اللوائح على اعتبار أنه يتمتع بلائحة استثنائية يستمد بنودها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، "فيفا"، وأصرت على تقنين وضعية الأعضاء الذين يجمعون بين منصبين في وقت واحد، وتحديد موقفهم ما بين الاستقالة من الاتحاد أو الأندية التي يتبعون لها.

وكانت الهيئة قد أعلنت في بيان صحافي أصدرته الخميس أنها طرحت خلال الاجتماع المرئيات القانونية التي تتمحور حول وضع نظام متكامل يتعلق بمنع ازدواجية المناصب، وفقاً لنص المادة 19 من الميثاق الأخلاقي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مؤكدة أن هذا النظام سيتم تطبيقه على الاتحادات الرياضية كافة دون استثناء

الهيئة ترفض مطالب بن غليطة

&الأزمة بين اتحاد الكرة والهيئة العامة للرياضة وصلت إلى طريق مسدود، وقد ظهر ذلك خلال اجتماع مروان بن غليطة مع الأمين العام لهيئة الرياضة، سعيد عبد الغفار، اذ رفض الأخير الاستجابة لمطلب "بن غليطه"، باستثناء الاتحاد من اللائحة التي تعتزم الهيئة تطبيقها على اعتبار أن أعضاء الاتحاد قد خاضوا الانتخابات دون وجود لائحة تفرض عدم الازدواجية في المناصب، على أن يتم تأجيل العمل باللائحة الجديدة اعتباراً من الدورة الانتخابية المقبلة، اذ شددت الهيئة على أن قرار تجميد المُخصصات المالية للاتحاد ستظل سارية لحين تحديد موقف الأعضاء الثلاث بشكل رسمي.

وفسر المراقبون هذا التعنت الشديد من جانب الهيئة العامة للرياضة تجاه الاتحاد إلى حالة الغضب الشديد التي تنتاب رئيسها محمد خلفان الرميثي من تلميحات مروان بن غليطة، والتي ألمح فيها إلى تسريب خطاب تجميد المستحقات المالية الخاصة بالاتحاد لوسائل الاعلام.

الأعضاء يفضلون الأندية

وعلمت&"ايلاف"&من مصادر رسمية أن الأعضاء الثلاثة الذين يدور حولهم اللغط، وهم خليفة الجرمن، ومحمد اليماحي، وراشد الزعابي، يفضلون البقاء بمناصبهم في أنديتهم على البقاء في اتحاد الكرة على الرغم من المحاولات التي قام بها مروان بن غليطة من أجل اقناعهم باستكمال دورتهم الانتخابية والتي تنتهي في 2020، لكنهم رفضوا جميعاَ مناقشة الفكرة وأعلنوا رغبتهم في الاستقالة من الاتحاد اذ ما تمسكت الهيئة بقرارها في هذا الشأن.

وتحوم الضبابية بشأن الأعضاء المستقيلين، وهل سيُكمل الاتحاد دورته بالأعضاء التسعة الباقون، خاصة أن منصب نائب الرئيس الثاني، مازال شاغراً بعد استقالة سعيد الطنيجي، منذ ما يزيد عن العام وعدم قيام الجمعية العمومية بانتخاب شخص أخر، اذ لم توضح الهيئة لاتحاد الكرة الموقف المفروض اتباعه في هذه الحالة انتظار لحين إيضاح موقف الأعضاء الثلاثة بشكل رسمي.

كما ينتاب الغموض الموقف المستقبلي للأعضاء الثلاث في حالة تقديم استقالتهم وهل سيحق لهم الترشح في الدورة الانتخابية المقبلة من عدمه، حالة اذ لم يتم التجديد لهم من قبل رؤساء أنديتهم، وتنص اللوائح في الامارات على أن أي عضو يتقدم باستقالته من منصبه يُحرم من الترشح لدورتين انتخابيتين يعقبان قرار الاستقالة.