تشهد ملاعب كرة المضرب معركة تكنولوجية خفية بحثا عن "الحقيقة" في تحديد المكان الدقيق لملامسة الكرات الأرض، بين "الصقر" الحاضر منذ نحو عشرة أعوام، ومولود ناشئ يريد التقاط الطريدة.

لأكثر من عقد من الزمن، اعتمد لاعبو كرة المضرب والحكام على تقنية "هوك آي" ("عين الصقر") المبتكرة من شركة بريطانية، لتحديد مكان ملامسة الكرة الأرض بموجب تقنية تتبع مسارها. وباتت المحاكاة التي توفرها هذه التقنية، علامة فارقة في مباريات كرة المضرب عندما يعترض أحد اللاعبين على قرار للحكام ويطلب إجراء مراجعة للتأكد من صحته.

لكن شركة "فوكستن" الحديثة العهد، والتي تتخذ من مدينة برشلونة الإسبانية مقرا لها، تعتبر أنها قادرة على توفير أداء أفضل ودقة أكبر لا تترك مجالا للشك في هذه القرارات، انطلاقا من تعريفها الذي يرد فيه أنها "شركة تكنولوجيا ثورية ملتزمة التحليل الرياضي الفائق الدقة".

وتعتمد "هوك آي" على ما يقارب عشر كاميرات موزعة حول ملعب كرة المضرب، وهي تقر بوجود هامش للخطأ يبلغ ثلاث ملليمترات في عملية محاكاة مكان ملامسة الكرة لأرض الملعب، أي ان المكان الدقيق قد يكون بعيدا بفارق يصل الى ثلاثة ملم عن المكان الذي تظهره المحاكاة.

من وجهة نظر "فوكستن"، هذا الفارق الضئيل عمليا، هو أكبر مما يجب، وهي تدفع في اتجاه اعتماد مقاربتها التكنولوجية التي تشدد على أنها لا تترك أي مجال للخطأ أو التأويل.

ويوضح رئيس "فوكستن" خافيير سيمون لوكالة فرانس برس "ما نعرضه هو تكنولوجيا الحقيقة والشفافية، مع المكان الفعلي لملامسة الكرة الأرض".

وتعتمد هذه التكنولوجيا على ما يقارب 40 كاميرا موزعة في أرجاء الملعب، تضاف إليها ماسحات وأجهزة تعمل بأشعة اللايزر لتحديد المكان الدقيق للاحتكاك بين الكرة الصفراء والأرض.

- "لا أعرف عنها شيئا" -

وأصبحت "فوكستن"، بحسب موقعها الالكتروني، "أول تقنية تحصل على شهادة رسمية في الأعوام العشرة الماضية من الاتحاد الدولي لكرة المضرب، رابطة اللاعبين المحترفين، رابطة اللاعبات المحترفات، وبطولات الغراند سلام".

ويوضح سيمون أن التقنية حازت من هذه الهيئات، على شهادة تفيد بأن أسلوبها يخلو من أي خطأ، مشيرة الى أنها باتت معتمدة في قرابة 30 دورة للرجال والسيدات، أي ما يوازي 20 بالمئة من الدورات الاحترافية.

لكن التقنية لم تجد طريقها بعد الى الدورات المهمة، لاسيما دورات الماسترز للألف نقطة (تسع دورات خلال الموسم)، والبطولات الأربع الكبرى في أستراليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

ويوضح سيمون "هدفنا هو أن نزود كل الدورات"، لاسيما دورات الماسترز التي ينتهي العقد بينها وبين "هوك آي" في الأشهر المقبلة. وترى "فوكستن" في هذه المحطة، فرصة ملائمة لها لاثبات جدواها وتفوقها تكنولوجيا.

وتعتمد هذه التقنية في دورة مرسيليا الفرنسية التي أقر منظموها بوجود صعوبات في بداية استخدامها، قبل أن يتم التغلب عليها تدريجا بعد موسمين. ويوضح مدير الدورة جان-فرانسوا كوجول "في البداية، أعجبت بفكرة وجود تقنية تتحدى +هوك آي+ التي باتت أقرب الى الاحتكار".

ويشير الى أن "فوكستن" بدت "أقل وزنا، أدنى كلفة ماليا وتوفر صورا حية، وهذا أمر جيد (...) في البداية لم تكن بالسرعة المطلوبة، لكنهم حققوا تقدما، وباتت جيدة جدا. ربما تدفع +هوك آي+ الى التجديد".

ويبدو التنافس التكنولوجي بين المزودين آخر ما يشغل بال اللاعبين الذين يفضلون التركيز على الفوز بالمباريات والألقاب، بدلا من الاكتراث للتقنية التي يتم من خلالها تحديد ما اذا كانت كراتهم قد لامست الخطوط أم لا.

وقال كوجول لفرانس برس "اللاعبون لا يهتمون بهذا الأمر فعليا".

وردا على سؤال عما اذا كان قد خاض دورة استخدمت فيها تقنية "فوكستن"، قال المخضرم السويسري روجيه فيدرر على هامش دورة دبي التي فاز بلقبها مطلع الشهر الحالي "أشك بذلك. لا أعرف عنها شيئا".

أضاف "تعرفون الدورات التي شاركت بها. لا أعتقد أنه تم استخدامها فيها. كانت +هوك آي+ على الدوام، أليس كذلك؟".

أما الفرنسي غايل مونفيس فبدا مفضلا للتقنية الجديدة "لأننا نرى الكرة، الأمر مختلف بعض الشيء. لكنني اعتدت على +هوك آي+".