الرباط: ينتظر أن يكون محمد أمين إحَتارين (17 سنة)، لاعب نادي بي إس في آيندهوفن الهولندي، عنوان صراع كروي جديد بين مسؤولي المغرب وهولندا، لاستقطابه إلى أحد منتخبي البلدين في كرة القدم.

ويعد إحَتارين، المغربي الأصل، الذي ولد بأوتريخت الهولندية في 12 فبراير 2002 من أبوين مغربيين، والذي تدرج في مختلف الفئات السنية للنادي الهولندي، كما نودي عليه للعب للمنتخبات الهولندية لأقل من 15 و17 و19 سنة، من أبرز المواهب الصاعدة في الدوري الهولندي، والتي يتوقع لها المتتبعون مستقبلا زاهرا في كرة القدم العالمية.

وتزايدت، في الأيام الأخيرة، التقارير التي تنقل للصراع الدائر بين مسؤولي الكرة في المغرب وهولندا لاستقطاب هذا اللاعب، صغير السن، الذي يلعب في مركز وسط الميدان الهجومي ويتمتع بيسرى ساحرة، كما كسب رسميته ضمن تشكيلة بي إس في آيندهوفن متصدر الإيرديفزي، وأحد أكبر الأندية في هولندا.

وتحدثت تقارير إخبارية هولندية عن مسارعة رونالد كومان مدرب المنتخب الهولندي إلى ربط الاتصال باللاعب في مسعى لإقناعه بمجاورة "منتخب الطواحين". وأشارت ذات التقارير إلى أن اللاعب رد على المدرب الهولندي بأنه "لم يقرر بعد بخصوص البلد الذي يرغب في تمثيله"، وأنه "طلب مهلة من أجل التشاور مع عائلته واتخاذ القرار النهائي".

في غضون ذلك، تحدثت تقارير هولندية ومغربية عن تحرك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لإقناع إحَتارين بتمثيل بلد أجداده، وذهبت بعض هذه التقارير إلى الحديث عن استعانة المسؤولين المغاربة بعادل رمزي، الدولي المغربي السابق، لإقناع اللاعب بالسير على خطى حكيم زياش ونصير مزراوي وأسامة إدريسي.

وكان المسؤولون المغاربة قد نجحوا، خلال السنوات الأخيرة، في تعديل كفة صراع المواهب الكروية لصالحهم، نسبياً، ضد نظرائهم الهولنديين، بعد أن استقطبوا لاعبين مميزين، كان آخرهم أسامة إدريسي نجم إي زد ألكمار الهولندي.

وكانت حالة حكيم زياش، نجم أياكس الهولندي، قد شكلت محطة فارقة في سباق استقطاب المواهب بين مسؤولي الكرة في المغرب وهولندا، إذ أظهرت حجم الصراع الذي يخوضه الطرفان، على أكثر من صعيد، لاستقطاب هؤلاء اللاعبين مزدوجي الجنسية، خصوصاً بعدما رافق اختيار زياش تمثيل منتخب المغرب، سواء تعلق الأمر بإغراءات الهولنديين أو استفزازات الجمهور والانتقادات التي تعرض لها من عدد من نجوم الكرة الهولندية السابقين، الذين لم يستسيغوا أن يفضل صاحب اليسرى الساحرة "أسود الأطلس" على "الطواحين الهولندية"، إلى درجة أن النجم الهولندي السابق ماركو فان باستن، قال إن "زياش غبي لاختياره المغرب عوض هولندا".

وفشل المسؤولون المغاربة، في سنوات سابقة، في إقناع لاعبين تميزوا في ملاعب هولندا باختيار منتخب المغرب، بينهم خالد بولحروز وإبراهيم أفلاي وادريس بوستة وأنور غازي وآدم ماهر.

وكان فوزي لقجع،رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم &، قد تحدث، في أحد خرجاته الإعلامية، قبل أشهر، عن متابعة الجامعة ، لأكثر من 400 موهبة كروية تمارس بدوريات أوروبا.

وأكد لقجع أن المغرب يلعب أوراقاً كثيرة لدفع هؤلاء اللاعبين لارتداء الألوان المغربية، ومن ذلك ورقة العائلة، مشدداً، في هذا السياق، على الدور الحاسم الذي يلعبه المحيط العائلي لهؤلاء اللاعبين، في سبيل إقناعهم بحمل قميص المنتخب المغربي، ممثلاً لذلك بالدور الذي لعبته والدة زياش في إقناع هذا اللاعب الموهوب باللعب للمنتخب المغربي.