امتنع الزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي عن حضور مباراة "سلام" ودية في كرة القدم أقيمت الثلاثاء بحضور الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ضمن مبادرة لجمع شطري الجزيرة المقسمة، بسبب عدم تنظيمها في المنطقة المنزوعة السلاح.

وجمعت المباراة في قرية بيلا التي يقطنها قبارصة أتراك ويونانيون، والواقعة في المنطقة المنزوعة السلاح التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بين فريقين أحدهما من الشطر الجنوبي اليوناني المعترف به دوليا، وآخر من "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.&

وأقيمت المباراة في جزء من البلدة يتبع الشطر الجنوبي، ما دفع أكينجي الى عدم الحضور. وقال زعيم القبارصة الأتراك للصحافيين "لم يكن ممكنا بالنسبة إلينا أن نشارك بعدما فقدت (المباراة) أي صلة لها بما تم اعلانه بداية".

وتابع "في المنطقة المنزوعة السلاح (...) كان ليحصل تعامل متساو بين الطرفين. لكن هذا التطور (إقامتها في الشطر الجنوبي) خلق وضعا جديدا"، مشددا على عدم ممانعته حضور أحداث كهذه في الشطر الجنوبي، لكن شرط تنظيم أحداث مماثلة في الشطر الشمالي أيضا.

ولم يعلق أناستاسيادس على غياب أكينجي، قائلا للصحافيين "يمكننا أن نتذكر الأيام الجميلة التي لم تكن فيها فرقنا تواجه أي مشكلة لخوض مباريات ضد بعضها البعض، وآمل في أن نختبر مجددا هذه الأوقات في أقرب وقت ممكن".

وقبرص مقسمة منذ عام 1974 بعدما غزتها القوات التركية واحتلت ثلثها الشمالي ردا على انقلاب رعاه المجلس العسكري في أثينا سعياً لتوحيد الجزيرة مع اليونان.

وأجرى الرئيس القبرصي وزعيم القبارصة الأتراك سلسلة من محادثات السلام غير المثمرة سعيا لتوحيد شطري الجزيرة.

وانهارت آخر محادثات من هذا النوع رعتها الأمم المتحدة في سويسرا في العام 2017.

من جهته، أعرب عليم صدّيق، المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في قبرص، عن أمله في قيام الطرفين "باستئناف المحادثات قريبا".

وأوضح لوكالة فرانس برس إن مبادرة كهذه "مهمة في المساعدة على تجاوز انعدام الثقة (...) في هذه الجزيرة المقسمة، وتقريبهما (الطرفين) من بعضهما البعض وخلق ظروف تساعد عملية السلام".

وكانت مباراة اليوم الثانية من نوعها منذ تقسيم الجزيرة المتوسطية، بمبادرة من جمعية "بيس أند سبورت (سلام ورياضة)" التي حضر منها نائب رئيسها، نجم كرة القدم السابق العاجي ديدييه دروغبا.

وقال ياسين كورت لاعب الفريق القبرصي التركي "كانت مباراة سلام. الهدف كان أن نظهر عدم وجود مشاكل بيننا. ربما يساهم ذلك في تكرار إقامة منافسات كهذه تشجع اللعب النظيف والصداقة لكي يستفيد أبناؤنا".