حقق بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون الأحد انطلاقة سريعة انتزع بها المركز الأول والفوز في السباق الألف في بطولة العالم للفورمولا واحد، متقدما في جائزة الصين الكبرى على زميله في مرسيدس الفنلندي فالتيري بوتاس.

وفي المرحلة الثالثة من بطولة 2019 التي أقيمت على حلبة شنغهاي، حقق هاميلتون بطل العالم خمس مرات، فوزه الثاني تواليا، فانتزع صدارة الترتيب العام من بوتاس، ومنح وإياه فريقهما مرسيدس ثنائية المركزين الأول والثاني للمرة الثالثة هذا الموسم، وثبتا التفوق على فريق فيراري الذي حل سائقه الألماني سيباستيان فيتل ثالثا.

وهي المرة الأولى منذ وليامس 1992، يتمكن فيها فريق من تحقيق الثنائية ثلاث مرات في السباقات الثلاثة الأولى للموسم.

وتمكن البريطاني الذي حقق الفوز الـ75 في مسيرته والسادس في الصين، من تخطي زميله الفنلندي عند المنعطف الأول بعد الانطلاق، ومضى ليحقق فوزا سهلا جعله في صدارة الترتيب العام مع 68 نقطة، بفارق ست نقاط عن زميله بوتاس الذي كان متصدرا قبل السباق بفارق نقطة.

وقال هاميلتون الباحث عن لقبه العالمي السادس هذا الموسم للانفراد بالمركز الثاني خلف الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر (سبعة ألقاب) "من الواضح أن الانطلاق كان رائعا، وكان اللحظة الحاسمة في السباق. بعد ذلك، كانت الأمور بسيطة بشكل لا بأس به".

ورأى أن نيل "المركزين الأول والثاني هو أمر مميز فعلا في السباق الألف في بطولة العالم للفورمولا واحد، لكن الانطلاق هو ما صنع الفارق".

وعبر هاميلتون خط النهاية متقدما بفارق أكثر من 6,5 ثوانٍ عن زميله الفنلندي، في تكرار لترتيبهما في نهاية المرحلة الثانية في البحرين، بعدما كان بوتاس فاز بوتاس بالسباق الافتتاحي في أستراليا متقدما على زميله.

وحقق الفنلندي السبت التوقيت الأفضل في التجارب الرسمية أمام هاميلتون الذي أكد أنه كان يعاني من بعض الصعوبات مع سيارته. وأشار البريطاني الأحد الى أنه اعتمد خلال السباق "بعض التغيير في أسلوب القيادة ما أتاح لي الحصول على أداء أفضل بعض الشيء من السيارة".

وشدد هاميلتون على إيجابيته في ظل بدايته الجيدة لهذا الموسم، بعدما احتاج في العام الماضي الى انتظار هيمنته على النصف الثاني من الموسم لضمان اللقب على حساب فيتل.&

من جهته، أقر بوتاس بأنه "خسر" السباق عند المنعطف الأول، مقرا بأن انطلاقته كانت "مؤسفة فعلا".

- مرسيدس "سريعة جدا" -

وتقدم ثنائي مرسيدس على فيتل الذي أنهى السباق ثالثا، وهو مركز انطلاقه الذي استعاده خلال السباق بعدما خسره في البداية لصالح زميله شارل لوكلير، ابن إمارة موناكو الذي أنهى السباق الصيني في المركز الخامس، خلف سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن الرابع.

وصعد فيتل، السائق الذي فاز بالسباقين الأوليين في الموسم الماضي، الى منصة التتويج في شنغهاي للمرة الأولى في 2019. وأقر الألماني بطل العالم أربع مرات بأن سيارتي مرسيدس "كانتا سريعتين جدا من البداية".

وشدد الألماني على أنه "غير سعيد بشكل كامل" من أداء سيارته بعد.

وعلى حلبة شنغهاي، تمكن كل من هاميلتون ولوكلير من انتزاع مركز في الأمتار الأولى من السباق، اذ تخطى البريطاني صاحب المركز الثاني عند الانطلاق، زميله بوتاس الأول، بينما تمكن سائق فيراري الشاب الذي انطلق من المركز الرابع من تجاوز فيتل الثالث، مستفيدا من تعرض الأخير لبعض العرقلة خلف بوتاس عند المنعطف الأول.

لكن لوكلير وجد نفسه في اللفة 11، مضطرا للالتزام بتعليمات فيراري بإفساح المجال أمام فيتل للتقدم الى المركز الثالث، بعد دقائق من تأكيد الفريق عبر الجهاز الاتصال الداخلي مع سائقهم الشاب (21 عاما) بأنه سيكون عليه القيام بذلك في حال لم يتمكن من زيادة سرعته واللحاق بالثنائي هاميلتون-بوتاس اللذين كانا بدآ يبتعدان في الصدارة.

وفي المؤتمر بعد السباق، وجه فيتل انتقادات للصحافيين لأسئلتهم المتكررة عن تعليمات الفريق للوكلير بمنحه الأفضلية. وقال "من المؤلم الإجابة عن السؤال نفسه مرارا وتكرارا".

وأقر السائق الألماني بأن طلبا من هذا النوع ليس "مدعاة للسرور (...) وليس سهلا على أي من له علاقة به".

وعلق لوكلير الذي حرمه عطل في المحرك من الفوز بالسباق الماضي في البحرين بعد تصدره لفترة طويلة، بالقول "نقوم بعملنا ونحافظ على تركيزنا".

وردا على سؤال عن طلب الفريق، قال "علي أن أناقش الموضوع وأنظر الى الصورة العامة للسباق. من داخل قمرة القيادة يصعب أحيانا ان نتقبل كل شيء، لكن أحيانا لا نرى الأمور بالطريقة ذاتها" مثل إدارة الفريق.

وتابع "لكنني قبلته، نفذته، وتابعت التركيز على سباقي".

وتمكن فيرشتابن من انتزاع المركز الرابع على حساب لوكلير بفضل استراتيجية فريقه ريد بول بدخول مبكر الى الحظيرة لتبديل الاطارات.

وكان الهولندي (21 عاما) المعروف بجرأته التي تلامس حدود التهور، قد أقدم على مناورة لافتة ضد فيتل في اللفة 20 عندما كان الألماني رابعا. وتمكن الهولندي من تخطي سيارة فيراري بعد تأخره في الكبح عند أحد المنعطفات، لكن فيتل استعاد سريعا مركزه بعد الخروج من المنعطف، وسط منافسة شرسة كادت أن تتسبب باحتكاك إطارات السيارتين.

وحل سادسا زميل فيرشتابن الفرنسي بيار غاسلي، متقدما على الأسترالي دانيال ريكياردو سائق ريد بول السابق، والذي تمكن اليوم من إنهاء أول سباق له مع فريقه الجديد رينو بعد انسحابه في المرحلتين الأوليين.

ونال غاسلي أيضا النقطة الإضافية التي تمنح للسائق مسجل أسرع لفة.

واختير التايلاندي ألكسندر ألبون على متن تورو روسو، أفضل سائق في سباق اليوم، بعدما تمكن من إنهاء المرحلة في المركز العاشر، علما بأنه انطلق من المركز الأخير لعدم تمكنه من المشاركة في التجارب الرسمية بعد تعرضه لحادث قوي السبت في الجولة الأخيرة من التجارب الحرة.

ويخوض ألبون موسمه الأول في الفئة الأولى، ووجه الشكر الى فريقه "على العمل الكبير الذي قاموا به أمس".

ويقام السباق المقبل على حلبة باكو في أذربيجان بعد أسبوعين.