الرباط: تتوالى ردود الفعل المغربية المنددة والمستنكرة لما وصف بـ"فضيحة" إياب نهائي عصبة الأبطال الأفريقية 2019، التي جرت، الجمعة، على أرضية ملعب رادس بتونس، بين الوداد المغربي ومستضيفه الترجي التونسي، بعد توقف المقابلة في الدقيقة الـ62 إثر مطالبة لاعبي ومسؤولي الفريق المغربي بالعودة إلى تقنية (الفار)، للتأكد من مدى صحة هدف التعادل الذي سجله وليد الكارتي وألغاه الحكم الرئيسي بمساعدة من حكمه المساعد.

وأجمعت مختلف مكونات الجمهور المغربي، بمن فيهم التقنيون والإعلاميون على أن "نهائي العار" قد "فضح الوجه القبيح" لكرة القدم الأفريقية، وشددوا على أن الطريقة التي أعلن بها "الكاف" تتويج الترجي التونسي "مهزلة حقيقية ووصمة عار ستظل موشومة في تاريخ كرة القدم الأفريقية".

وأكد سعيد الناصيري رئيس الوداد البيضاوي أن فريقه لم ينسحب من إياب النهائي الأفريقي، بل أصر على حقه في عدم مواصلة المباراة دون العودة إلى تقنية (الفار) للتأكد من حالة الهدف الودادي الملغى. وشدد على أن الاتحاد الأفريقي "هو من أشرف على المهزلة"، وزاد: "سنلجأ إلى كل السبل القانونية للدفاع عن حقنا. إنها كرامة فريق، كرامة بلد".

وكتب الإعلامي والناقد الرياضي جمال اسطيفي على حسابه بـ"فيسبوك": "من حسنات نهائي أبطال أفريقيا بين الوداد والترجي التونسي هو أن الوداد زاد في تعرية الفساد المستشري في الاتحاد الإفريقي "كاف"، وفضح الممارسات التي تتم في كواليسه، وفضح أيضا سيناريوهات سرقة الألقاب. تعطيل "الفار" بشكل متعمد مهزلة، ووضع الجهاز في منتصف الملعب وبشكل تدليسي للإيحاء بأنه سيستخدم فضيحة كبرى تسائل المنظمين والفريق المستقبل، وعلى وجه الخصوص الاتحاد الإفريقي "كاف"، أما الطريقة التي أعلن بها "الكاف" تتويج الترجي فهي مهزلة حقيقية ووصمة عار ستظل موشومة في تاريخ كرة القدم الأفريقية".

وزاد اسطيفي في تدوينة ثانية: "أول قرار يجب أن تتخذه إدارة الوداد هو اللجوء إلى الفيفا ثم محكمة التحكيم الرياضية "الطاس". ومن المؤكد أن الحكم سيكون في صالح الفريق لأن المباراتين معا يجب أن تلعبا مع استخدام تقنية "الفار"، لا أن تكون التقنية حاضرة في مباراة وغائبة في أخرى أو موجودة بشكل تدليسي. هذه ليست أول مرة تتم فيها سرقة لقب أفريقي ومع الترجي على وجه التحديد، الجديد هذه المرة أن السرقة تمت أمام أنظار العالم. في مباراة الذهاب استخدمت تقنية "الفار"، ومع ذلك رفض الحكم المصري جهاد جريشة هدفا صحيحا وضربة جزاء مشروعة، قبل أن يتم توقيفه كإجراء تأديبي لستة أشهر. أما في الإياب، فإن إدارة الترجي عطلت تقنية "الفار"، وفعلت كل شيء من أجل سرقة اللقب، وقد تم ذلك بمباركة "كاف" أحمد أحمد".

وتحدث الإعلامي المهدي الحداد، في موقع جريدة "المنتخب" الرياضية المتخصصة، عن "فضيحة تاريخية تسرق اللقب من الوداد تحت أعين "العار""، حيث كتب: "في مباراة تاريخية وعجيبة امتدت ليومين ولم تكتمل، وانطلقت في مايو ولم تنته في يونيو، وتوقفت في دقيقتها 62، توج الترجي التونسي بأكثر لقب مثير للجدل في العالم ومنذ بداية ممارسة اللعبة احترافيا تحت إشراف الفيفا قبل قرن، على حساب الوداد البيضاوي في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، بنتيجة غير مكتملة 1- 0 بملعب رادس بتونس، في موقعة أقل ما يقال عنها إنها فضيحة كارثية يندى لها الجبين"، قبل أن يختم: "رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد نزل للميدان ولم يجد حلا، واللقاء توقف لساعة ونصف ساعة بعد إصرار الوداد على عدم استكمال المباراة وتقديم اعتراض تقني، ليتلقى في الأخير الحكم غاساما الأوامر بإنهاء المباراة قبل نهايتها القانونية، بإعلان الترجي التونسي بطلا للقارة في مباراة أضحوكة ستبقى عالقة في السجل الوسخ للكرة الإفريقية".

فيما كتب الإعلامي منعم بلمقدم، بذات المنبر: "من منكم كان ينتظر سيناريو مثل هذا؟ من منكم انتظر أن يتورط غاساما في هكذا فعل وهكذا فضيحة وهكذا جرم..؟؟ إنه الإنصاف الإلهي في غرة هذه الأيام المباركة للمغرب والمغاربة والوداد.. هاهو غاساما الذي توجه التوانسة والترجي بخطاب للكاف يؤكدون أنه خديم الكرة المغربية سيذبحنا أمام الفيفا والعالم. هاهو غاساما يلبس ثوب جريشة ويلغي هدفا وداديا مشروعا صحيحا لا غبار عليه ويكرر ما فعله الحكم المصري بالرباط". وختم بملقدم: "شكرا غاساما على هذه النقمة التي جاءت حبلى بالنعم.. شكرا غاساما على كل شيء بهذه الفضيحة التحكيمية التي كان لابد منها كي يتعرف العالم على من يستفيد من ريع الحكام".

في غضون ذلك ، أعلن الـ(كاف) أن لجنة الطوارئ ستناقش أحداث مباراة الترجي التونسي والوداد المغربي يوم 4 يونيو المقبل. فيما سارعت الجامعة المغربية لكرة القدم إلى برمجة اجتماع لمكتبها المديري، السبت، لمناقشة الموضوع.

يشار إلى أن لقاء الذهاب بالمغرب، قبل أسبوع، بين الفريقين المغاربيين كان خلف بدوره تنديدا واستنكارا مغربيا لأداء الحكم المصري جهاد جريشة، الذي أعلن ‏الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الثلاثاء، إيقافه 6 أشهر، بسبب إدارته السيئة لمواجهة الرباط.

وكان النادي البيضاوي قد راسل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد لقاء الذهاب، مطالبا بـ"التدخل والبحث في هذه القضية"، لإنصافه، معددا في هذا الصدد جملة "أخطاء تحكيمية غيرت مجرى المباراة، بإجماع من كل من تابعها"، و"ساهمت بشكل كبير في تغيير النتيجة"، بينها التغاضي عن إنذار عدد من لاعبي الفريق المنافس، مقابل منح لاعب من الفريق المغربي إنذارا غير مستحق سيحرمه من خوض الإياب، أو عدم احتساب هدف بعد اللجوء إلى تقنية الــ(فار)، وكذا عدم احتساب ضربة جزاء بعد اللجوء إلى الـ(فار)، الشيء الذي كان يمكن أن ينتج عنه، أيضا، طرد اللاعب التونسي موضوع لمسة اليد داخل مربع العمليات.

وسعى الوداد البيضاوي، الممثل الوحيد لكرة القدم المغربية في دوري أبطال أفريقيا، تحت قيادة المدرب التونسي فوزي البنزرتي، إلى خطف لقب ثالث، بتكرار إنجاز 2017 حيث توج بطلاً للقارة في هذه المسابقة بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، بعد أن سبق له التتويج بكأس المسابقة في دورة 1992، فيما عمل الترجي التونسي على المحافظة على لقب الدورة الماضية، وإغناء خزانته برابع لقب في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، بعد تتويجه في 1994 و2011 و2018.