جاء تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا بعد موسم شاق كانت نهايته سعيدة قارياً وتعيسة محلياً بعدما خسر قبل اسابيع المنافسة مع مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق نقطة واحدة فقط بعد صراع شرس امتد من الجولة الأولى و حتى الجولة الختامية.

ووجدت جماهير ليفربول باللقب القاري السادس في مسابقة دوري أبطال أوروبا عزاءً&لها في مداوة جراح إخفاق فريقها في بطولة الدوري المحلي ، خاصة ان الفرصة كانت مواتية له للجمع بين اللقبين بعدما تمكن من تصدر جدول ترتيب البطولة في الكثير من الجولات قبل ان يخسر رهانه المحلي ويكسب القاري.

ومنذ آخر تتويج لليفربول بلقب الدوري الإنكليزي في عام 1990 ، فإن النادي و جماهيره يعيشون متلازمة التألق القاري والخيبة المحلية، ففي الوقت الذي استعصى عليه الصعود الى منصة الدوري المحلي ، فإنه لم يجد صعوبة في صعود منصة الدوري القاري، لدرجة ظهر خلالها "الليفر" وكأنه يمتلك فريقين احدهما يخوض به المنافسات المحلية و الآخر للمسابقات القارية.

ويعتبر ليفربول الفريق الوحيد من الأندية الستة الكبار الذي لم يفز حتى الآن بلقب الدوري الممتاز منذ إطلاقه في موسم (1992-1993) رغم انه كان الأكثر تتويجاً باللقب بمسماه القديم برصيد 18 مرة.

وفي وقت نجح كبار الأندية الإنكليزية في التفوق على ليفربول محلياً بعدما احرزت لقب الدوري الممتاز مرة واحدة على الأقل، فإن ليفربول تفوق عليهم أو عادلهم قارياً.

وهكذا تدارك ليفربول إخفاقاته محلياً بإحراز ثلاثة ألقاب قارية تشمل لقبين في مسابقة دوري أبطال أوروبا عامي 2005 و 2019 والحلول ثانياً في ذات المسابقة عامي 2007 و 2018 ، كما حقق لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001 &واحتل المركز الثاني فيها في عام 2017 ، ليتفوق على أندية مانشستر سيتي و أرسنال و تشيلسي &التي&تفوقت&عليه محلياً، كما أن مانشستر يونايتد الذي نجح في الجمع بين التألق المحلي والقاري لم ينجح في التفوق على ليفربول خارجياً بعدما فاز بلقب الدوري المحلي 18 مرة ، إلا انه يمتلك نفس الرصيد القاري الذي يمتلكه ليفربول بإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 1999 و 2008 و الوصافة مرتين عامي 2009 و 2011 ، بالإضافة إلى إحرازه لقب كأس أبطال الكؤوس الأوروبية عام 1991.

و لم يحرز نادي أرسنال (المتوج باللقب الدوري الممتاز ثلاث مرات) سوى لقب قاري وحيد هو كأس ابطال الكؤوس عام 1994 مع حلوله ثانياً في عام 1995 ، كما جاء وصيفاً في دوري أبطال اوروبا مرة واحدة عام 2006 ، بالإضافة الى تواجده في المركز الثاني في كأس الاتحاد الأوروبي مرتين عامي 2000 و 2019.

اما نادي تشيلسي (الفائز بلقب الدوري الممتاز خمس مرات) فإن رصيده القاري يشمل ثلاثة ألقاب تتضمن لقب كأس أبطال الكؤوس عام 1998 و لقب دوري أبطال أوروبا عام 2012 ولقبين في مسابقة الدوري الأوروبي عامي 2013 و 2019 ، والوصافة في دوري أبطال أوروبا عام 2008 ، ليبقى متخلفاً عن ليفربول ، على اعتبار ان "الريدز" فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين مقابل مرة واحدة لـ"البلوز".

وفي وقت كانت جماهير مانشستر سيتي تنهي احتفالاتها بالثلاثية المحلية ، فإن جماهير ليفربول كانت تُعد للاحتفالات الأكبر، حيث يتفوق "الليفر" على "السيتي" بشكل لافت على الصعيد القاري ، إذ ان مانشستر سيتي لا يزال يلهث خلف لقبه الثاني بعدما نال الأول متمثلاً بلقب كأس ابطال الكؤوس الأوروبية عام 1970 في وقت بلغ رصيده أربعة ألقاب فقط في بطولة الدوري الممتاز .

وأخيراً، فإن المتتبع لمشوار الأندية الإنكليزية يشعر وكأن هناك عقدة او لعنة تعاني منها الأندية الخمسة الكبار، حيث فشلت أندية مانشستر سيتي وتشيلسي و أرسنال في تمديد هيمنتهم المحلية لتشمل الأوروبية واخفقوا في المسابقتين القاريتين من موسم لآخر، وفي المقابل فإن ليفربول عجز عن نقل سيطرته من الملاعب الأوروبية إلى الملاعب الإنكليزية ليستمر صيامه حتى الموسم الرياضي (2019-2020) على الاقل ، ليبقى مانشستر يونايتد تحت إشراف المدرب الإسكتلندي السير اليكس فيرغسون يمثل الاستثناء الوحيد بعدما نجح في تحقيق ثنائية الدوري الإنكليزي و دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 1999 و 2008.