كان شينول غونيش واضحا بأهدافه حين تعهد بأن يجعل "تركيا بين أفضل 10 منتخبات" في التصنيف العالمي، وذلك بعد عقد من الخيبات التي جعلت المنتخب الوطني يغيب عن أربع نهائيات كأس عالم على التوالي، ويودع كأس أوروبا 2016 من الدور الأول.

المدرب الذي ترك بشكتاش من أجل العودة الى المنتخب الوطني ومحاولة انتشاله من كبوته، يواجه الاختبار الكبير الأول يوم السبت حين تحل فرنسا بطلة العالم ضيفة عليه في قونية ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس أوروبا 2020.

ويعتبر ابن الـ67 عاما أحد أفضل المدربين الذين عرفتهم البلاد، وخلافا لغريمه فاتح تيريم المعروف باندفاعه المبالغ به، يتميز غونيش بصبر المعلم العاطفي، لكنه لا يتوانى عن استخدام الصلابة إذا كان الأمر يستدعي ذلك.

بالنسبة للأتراك، غونيش يبقى البطل الذي حقق الانجاز عام 2002 حين قاد البلاد الى مركز ثالث تاريخي في مونديال 2002 قبل أن يترك المنتخب في 2004 لقدره المخيب الذي أدى به الى الغياب عن النهائيات العالمية منذ حينها.

ويرى مؤسس موقع "توركيش فوتبول" الكروي إيمري ساريغول أن "لشينول غونيش مكانة خاصة في قلوب غالبية الجمهور التركي. لقد وضع تركيا على خريطة" كرة القدم العالمية.

عندما كان يبحث الاتحاد التركي عن بديل للروماني ميرشيا لوشيسكو في 11 شباط/فبراير الماضي، كان غونيش خيارا بديهيا بالنسبة لمعظم الأتراك فأحد "لن يسأل في تركيا +لماذا هو؟+" بحسب ما أفاد ساريغول الذي عمل مع غونيش كإداري في بشكتاش.

وتابع "في كرة القدم التركية حيث الغرور الكبير، تحتاج الى قائد صاحب كاريزما، يحظى بالاحترام على أساس مسيرته ومعرفته بكرة القدم. في تركيا، ليس هناك سوى مدربين أو ثلاثة يلبون كافة هذه المعايير، وغونيش أحدهم".

- أسطورة البحر الأسود -

مرت 15 سنة منذ أن أنهى غونيش مغامرته الأولى مع المنتخب الوطني والتي امتدت من 2000 حتى 2004، ومنذ حينها أصبح اسمه بمرتبة الأساطير في إثنين من أكبر أندية البلاد: بشيكتاش الذي أشرف عليه من 2015 حتى 2019 وقاده الى لقب الدوري المحلي مرتين، وطرابزون سبور، فريق مسقط رأسه على البحر الأسود.

هناك في طرابزون سبور، أمضى غونيش معظم مسيرته الكروية حيث دافع أولا عن مرماه وأحرزه معه 6 ألقاب في غضون 15 عاما (1972-1987)، قبل أن يتولى بعدها الاشراف عليه في عدة مناسبات، حافرا اسمه في تاريخ النادي وملعبه الذي أصبح على مسماه.

وإذا كانت الأولوية في وظيفته الجديدة-القديمة قيادة بلاده الى نهائيات كأس أوروبا 2020، فإن المهمة الأصعب الذي تنتظره هي إعادة ثقة الجمهور بمنتخب عاش الصعاب في العقد الأخير من الزمن، وتحديدا منذ وصوله الى نصف نهائي كأس أوروبا عام 2008.

عندما استلم المهمة، تعهد غونيش "القيام بكل شيء ممكن لبناء منتخب وطني يفخر به الجميع".

ورغم خلفيته الدفاعية كحارس مرمى سابق، يروج غونيش لأسلوب هجومي ممتع يعتمد على التمرير السلس والضغط على الخصم.

- فرصة للبناء -

غالبا ما يوصف غونيش بـ "المعلم" الذي يقضي ساعات في تقديم المشورة للاعبيه، ولن يختلف الوضع في المنتخب الوطني الذي يجد فيه لاعبين واعدين شبان مثل جناح طرابزون سبور عبد القادر عمر أو مدافع شتوتغارت الألماني أوزان كاباك اللذين يتطلعان اليه لتطوير إمكاناتهما.

ويمكن لمهارات جنغيز أوندر ومايسترو الركلات الحرة هاكان جالهانوغلو أن تكون أسلحة فتاكة في تصرف غونيش الذي "لديه فرصة لإعادة بناء فريق قوي" بحسب الصحافي الرياضي باغيس إرتن الذي رأى أن "لديه الكثير من اللاعبين الذين يكادوا يكونون نجوما. الأمر منوط به لتحويلهم الى نجوم كبار".

حتى الآن، تبدو الأمور واعدة، إذ حقق غونيش أربعة انتصارات في مبارياته الأربع الأولى منذ عودته الى المنتخب الوطني الذي يخوض مباراة السبت وهو على المسافة ذاتها من نظيره الفرنسي بطل العالم، ولكل منهما 6 نقاط.

ورأى ساريغول أنه "لم يكن هناك حماس مماثل بشأن المنتخب الوطني منذ أكثر من عقد. هناك شعور بأنها بداية شيء مميز".