أبقى فريق فيراري الإثنين الجدل قائما حول جائزة كندا الكبرى، المرحلة السابعة من بطولة العالم للفورمولا واحد، باستئنافه العقوبة التي حرمت سائقه الألماني سيباستيان فيتل فوزه الأول هذا الموسم، ومنحته لسائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون.

لكن الخطأ الذي ارتكبه السائق الألماني في اللفة 48 (من أصل 70) في سباق الأمس، وكلفه عقوبة إضافة خمس ثوانٍ الى توقيته جعلته يحل ثانيا على رغم عبوره خط النهاية في المركز الأول، أعاد فتح باب الأسئلة حول بطل العالم أربع مرات، الباحث عن فوز أول له في سباقات الفئة الأولى منذ آب/أغسطس الماضي.

واعتبرت لجنة مفوضي سباق حلبة جيل فيلنوف أن عودة فيتل بعد خروجه عن المسار عند أحد المنعطفات، وتضييقه الطريق أمام هاميلتون للحؤول دون انتزاعه الصدارة، شكل محاولة "غير آمنة" تتطلب معاقبته.&

لكن فيتل المعروف بابتسامته المحببة على الحلبة، لم يكتم غيظه بعد تحقيق هاميلتون بطل العالم خمس مرات، فوزه الخامس في سبعة سباقات هذا الموسم، اذ رفض إدخال سيارته الى المكان المخصص للثلاثة الأوائل، وغاب عن التصريحات الصحافية التي تسبق مراسم التتويج، قبل أن يعود ويقوم بإبدال علامتي المركزين الأول والثاني، فوضع الرقم (1) في المكان الخالي المخصص لسياراته، و(2) أمام سيارة هاميلتون.

وفي بيان الإثنين، نقل فريق فيراري عن مديره ماتيا بينوتو قوله "في الوقت الحالي يشعر الفريق بخيبة أمل بطبيعة الحال. أما بالنسبة الى سيباستيان، لا أعتقد أنه كان بمقدوره أن يقوم بما قام بطريقة مختلفة ولهذا السبب قررنا استئناف قرار مفوضي السباق".

وستكون أمام الفريق الأحمر 96 ساعة لتقديم أدلة تدعم وجهة نظره.&

- هاميلتون متعاطف... ولكن -

وضعت العقوبة هاميلتون في موقف حرج تجلى في تصريحات راوحت بين اعتبار أن ما قام به فتيل مناورة خطرة، وتفهمه تشبث الألماني بمركزه الأول، لاسيما وأن البريطاني نفسه كان ضحية عقوبة مشابهة حرمته الفوز في بلجيكا 2008.

حاول بطل العالم بداية على منصة التتويج أن يوقف فيتل الى جانبه على أعلى عتبة (المخصصة لصاحب المركز الأول) وكأنه يقر بأحقية الألماني بالفوز، على رغم أن حصول ذلك كان ليحرم البريطاني من إنجاز حققه أمس، وهو الفوز في كندا للمرة السابعة في مسيرته، ومعادلة الرقم القياسي للسائق الأسطوري الألماني ميكايل شوماخر.

وقال هاميلتون "بالطبع لم أكن أريد أن أفوز بهذه الطريقة. ضغطت حتى النهاية في محاولة مني لتجاوزه (...) الأمر مؤسف ولكن هكذا هي سباقات السيارات"، مؤكدا أن ضغطه دفع فيتل للخروج عن المسار.

لاحقا، أكد البريطاني أنه شاهد أشرطة الإعادة و"بالطبع كان الأمر متقاربا جدا. لكن لو كنت أنا المتصدر وارتكبت خطأ دفعني للخروج عن المسار، لكنت على الأرجح قمت بالأمر ذاته (كما فيتل) لأن كل شيء حصل بسرعة والسائق سيحاول التشبث بمركزه".

وتابع "عندما أقول أنني لكنت قد قمت بالأمر ذاته، فهذا يعني حشره (على طرف الحلبة)"، معتبرا أن قيام فيتل بما قام به يعود "الى غزيرة طبيعية (...) لن يقول السائق +حسنا، سأبتعد الى الجهة اليسرى (من الحلبة) وأدع الجميع يتجاوزني+".

- حسرة تتجاوز العقوبة؟ -

رد فيتل التحية بدعوته المشجعين الى الكف عن صافرات الاستهجان التي أطلقوها بحق البريطاني خلال مراسم التتويج، معتبرا أن صافرات كهذه يجب أن توجه الى المفوضين الذين يتخذون قرارات "مضحكة".

قال الكثير بشأن القرار: وصفه بـ "غير العادل"، سأل أين كان في إمكانه أن يذهب على الحلبة، واعتبر أن الفوز "يسرق" منه ومن فيراري الذي رأى مرسيدس يحقق فوزه السابع في سبعة سباقات هذا الموسم.

نال الألماني دعم أبطال سابقين، مثل البريطاني نايجل مانسل الذي اعتبر أن ما حصل "محرج جدا جدا (...) بطلان يقودان بطريقة مذهلة لكن النتيجة مشوهة"، بينما رأى جنسون باتون أن ما حصل "حادث تسابق. لم يمكن في إمكان سيباستيان فيتل أن يتوقف وأن يبقى خارج الحلبة (...) لا أعتقد أن الأمر كان يستحق عقوبة".

ما يؤلم فيراري أكثر هو أن العقوبة أتت في سباق كان الفريق متمكنا منه، وشكل فرصة مثالية لكسر الهيمنة المطلقة لمرسيدس في 2019. عبر هاميلتون خط النهاية بين فيتل وزميله شارل لوكلير، وأظهر الفريق الأحمر على الحلبة الكندية سرعته وتفوقه على مرسيدس في الأجزاء المستقيمة.

كان الفريق يريد أن يمنح مشجعيه أملا بقدرته على كسر هيمنة مرسيدس، وفيتل كان يريد أن يحقق فوزا أول له في الفئة الأولى منذ جائزة بلجيكا في آب/أغسطس 2018، لكنه وجد هاميلتون يبتعد في صدارة ترتيب السائقين مع 162 نقطة، بينما يكتفي هو بـ100 نقطة في المركز الثالث.

ورأت صحف ألمانية وإنكليزية أن نقمة فيراري كانت لضياع فرصة فوز طال انتظاره، أكثر من عقوبة غير عادلة بحق سائقه الألماني الذي أعاد التذكير بسلسلة أخطاء مماثلة ارتكبها في العام الماضي لاسيما في النصف الثاني، سهلت درب هاميلتون نحو اللقب الخامس.

وكتبت صحيفة "ديلي تلغراف"، "ردود الفعل التي تلت تبدو مرتبطة أكثر بمضاعفات العقوبة من العقوبة ذاتها (...) بطولة العالم كانت في حاجة ماسة الى فوز لفيراري، لكن العقوبة أضرت بنهاية السباق"، معتبرة أن "السائق الذي عبر خط النهاية في المركز الأول لم يحقق الفوز".

وتابعت "لكن في ما يتعدى النقاش مع هذه العقوبة أو ضدها، خطأ جديد ارتكبه فيتل تحت الضغط هو ما أوصل الى هذا الوضع".

ورأت صحيفة "در تاغاشبيغل" الألمانية أن "فيتل لم يرغب في الاعتراف بخطئه".