تصالح إدينسون كافاني أخيرا مع بطولة كوبا أميركا المقامة بنسختها السادسة والأربعين في البرازيل، واضعا حدا لصيامه عن التهديف بتسجيله هدفه الأول في أربع مشاركات من خلال قيادة الأوروغواي للفوز على الإكوادور 4-صفر الأحد في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة.

وانتظر مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي 11 مباراة لكي يجد طريقه الى الشباك في البطولة القارية التي تحمل بلاده رقمها القياسي (15 لكن آخرها يعود الى عام 2011)، وقد فك النحس بهدف يعكس تماما تعطشه للتسجيل إذ جاء من تسديدة أكروباتية رائعة، رافعا رصيده الإجمالي الى 47 هدفا بقيص "لا سيليستي" في 111 مباراة.

وتوج إبن الـ32 عاما جهوده في تلك المباراة باختياره أفضل لاعب من قبل الاتحاد القاري "كونمبيول"، وهو يأمل في أن يواصل تألقه حين تتواجه بلاده مع اليابان الخميس في الجولة الثانية على ملعب "أرينا دو غريميو" في بورتو أليغري، حيث سيعادل شخصيا رقم دييغو فورلان (112 مباراة) في المركز الثالث على لائحة أكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب الوطني خلف دييغو غودين (128) وماكسي بيريرا (125).

ولا يخفي كافاني، القادم من موسم صعب مع سان جرمان حيث غاب لفترات طويلة بسبب الإصابة، طموحه في البطولة القارية "عندما يقولون لنا بأننا مرشحون (للقب)، فذلك ليس من فراغ..."، محذرا في الوقت ذاته "يجب أن نبقي أقدامنا على الأرض".

والى جانب كولومبيا التي أسقطت ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني 2-صفر، كان منتخب الأوروغواي الأفضل في مستهل المشوار البرازيلي، على أمل أن يواصل فريق المدرب أوسكار تاباريز على هذا المنوال ليتوج بطلا على أرض الغريم، مكررا انجاز عام 2011 حين أحرز اللقب على أرض الغريم الآخر، أي منتخب الأرجنتين.

وعندما توجت الأوروغواي بلقبها الأخير عام 2011، لم يحظ كافاني بفرصته الكاملة إذ أصيب بركبته في المباراة الثانية، ولم يعد الى المنتخب إلا للمشاركة لدقائق في المباراة النهائية ضد الباراغواي (3-صفر).

- "نعرف كيف نتعامل مع المعاناة" -

وفي نسخة عام 2015 في تشيلي، خاض كافاني بطولة للنسيان بعدما استفز من قبل مدافع المنتخب المضيف غونزالو خارا بحركة غير أخلاقية خلال مباراة الدور ربع النهائي، فقام بصفع الأخير وطرد بإنذار ثان، ما ساهم بخسارة بلاده في نهاية المطاف بهدف سجل في الدقيقة 80.

وخلال النسخة المئوية الاستثنائية عام 2016 في الولايات المتحدة، خاض كافاني البطولة دون أي إصابات أو مواقف مثيرة للجدل، لكن المنتخب بأكمله لم يكن موفقا وخرج من الباب الضيق بعد فشله في تجاوز دور المجموعات.

وفي الحدث الكبير الأخير، أي مونديال روسيا 2018، تجلت قيمة كافاني في المنتخب الأوروغوياني، إذ بعدما تألق في ثمن النهائي بتسجيله ثنائية الفوز على كريستيانو رونالدو ورفاقه البرتغاليين أبطال أوروبا (2-1))، غاب مهاجم سان جرمان عن لقاء ربع النهائي ضد فرنسا، فخسرت بلاده صفر-2 وودعت النهائيات.

ولحسن الحظ الأوروغويانيين ورغم الاصابات التي لاحقته في الموسم المنصرم، وصل كافاني الى كوبا أميركا 2019 في قمة عطائه ليشكل مع شريكه مهاجم برشلونة الإسباني لويس سواريز قوة ضاربة تعتبر الأخطر في العالم حاليا.

بالنسبة للحارس فرناندو موسليرا فإن "هذين اللاعبين يتمتعان بخبرة كبيرة وهذا الأمر يمنحنا الكثير من الهدوء. نعرف كيف نتعامل مع المعاناة، وهذا أمر هام للغاية".

ستكون مباراة الخميس ضد اليابان قريبة من الأوروغواي، في بورتو أليغري بجنوب البرازيل، ما جعل رجال تاباريز يشعرون وكأنهم يلعبون على أرض الوطن في ظل الترحيب الحار الذي حظوا به.

وحتى أن مشجعي الفريق المحلي غريميو أطلقوا حملة على مواقع التواصل تناشد كافاني بالانضمام الى ناديهم، في تفسير محتمل لما قاله المهاجم مؤخرا لشبكة "أي أس بي أن" حول رغبته الكبيرة بإحراز لقب بطولة كوبا ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية، الموازية لدوري أبطال أوروبا، والتي أحرزها الفريق البرازيلي ثلاث مرات (1983، 1995 و2017).