أكد الأمين العام للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) المغربي معاذ حجي الجمعة، النظر بإيجابية الى المهمة التي ستبدأها الأمينة العامة للاتحاد الدولي (فيفا) السنغالية فاطمة سامورا كمفوضة عامة لإفريقيا بعد أسابيع.

وأعلن الفيفا والكاف في 20 حزيران/يونيو تسمية سامورا "مفوضة عامة لإفريقيا" لستة أشهر قابلة للتجديد، في خضم سلسلة مشاكل شهدها الاتحاد، وعشية انطلاق بطولة كأس الأمم التي تستضيفها مصر حتى 19 تموز/يوليو. وتبدأ سامورا مهامها في الأول من آب/أغسطس، على أن تشمل مسؤولياتها "الإشراف على الإدارة العملانية للكاف بما يشمل الحوكمة والإجراءات الإدارية، ضمان فعالية واحترافية كل منافسات الكاف، دعم النمو وتطوير كرة القدم في كل البلاد ومناطق الكاف".

وفي مؤتمر صحافي عقده على هامش البطولة القارية، قال حجي إن "وصول السيدة فاطمة سامورا هي فرصة كبيرة".

أضاف "تعرفون أن الفيفا هو العائلة الكبيرة لكرة القدم العالمية، لذا فهذا شأن عائلي. فرصة كبيرة للكاف أن تتوفر له خبرة مماثلة (...) وهذا لن يمضي سوى في اتجاه تسريع اصلاحات من قبل الرئيس أحمد أحمد ولجنته التنفيذية مع مبادئ مثل الحوكمة الجيدة، الشفافية، والمساواة".

وانتخب الملغاشي أحمد على رأس الاتحاد الإفريقي في 2017 خلفا للكاميروني عيسى حياتو الذي شغل المنصب لزهاء ثلاثة عقود لم تخل من شبهات الفساد وسوء الإدارة.&

وتعهد الرئيس الجديد إصلاح شؤون الاتحاد وكرة القدم الإفريقية، لكنه واجه سلسلة مسائل مثيرة للجدل في الآونة الأخيرة، شملت خضوعه مطلع حزيران/يونيو لاستجواب في باريس بتهم فساد قبل الافراج عنه من دون توجيه أي تهم، وسحب تنظيم أمم إفريقيا 2019 في الكاميرون في أواخر 2018 ومنحه لمصر على خلفية التأخر في انجاز البنى التحتية ومخاوف أمنية، والجدل حول مباراة الإياب لنهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي والوداد المغربي وقرار إعادتها على أرض محايدة.

واعتبر حجي في مؤتمره في ستاد القاهرة الدولي أن الاتحاد القاري ينظر الى قدوم سامورا "بإيجابية (...) هذا تعاون (مع الفيفا) نقوم به بشكل يومي، ليس أمرا جديدا، فقط الآن سيكون هناك حضور جسدي وسيسمح ذلك لنا بكسب الكثير من الوقت بشأن الإصلاحات التي نريد تطبيقها".

وشدد الأمين العام الذي عين في منصبه في وقت سابق هذا العام بعد إقالة المصري عمرو فهمي عقب تقارير عن توجيهه اتهامات بالفساد الى أحمد، على أن الكاف بدأ بتطبيق بعض الخطوات العملية، لاسيما على صعيد اللجان وهيئات تنظيم العمل مثل "لجنة الحوكمة التي سيتم وضعها موضع التنفيذ في الجمعية العامة المقبلة (18 تموز/يوليو)، لكن أيضا لجنة التدقيق"، موضحا أن اللجنة المالية "التي توقف نشاطها بشكل أو بآخر لنحو عام، قد عاودت العمل".

وأثار تكليف سامورا تعارضا بين الفيفا والاتحاد الإفريقي من جهة، والاتحاد الاوروبي من جهة أخرى، اذ أبدى رئيس الأخير السلوفيني ألكسندر تشيفيرين عدم موافقته على تعيين المسؤولة الثانية من حيث التراتبية في الفيفا، مفوضة عامة على اتحاد آخر.

وقال تشيفيرين في رسالة اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها "لم يحدث من تاريخ مؤسساتنا أن تم نقل أمين عام فيفا الى مهمة التحكم في اتحاد قاري، حتى إن كان ذلك بموافقة الأخير. يجب أن تفهموا، أن هذا القرار ليس من النوع الذي يجب اتخاذه باستخفاف".

وستحتفظ سامورا خلال الأشهر الستة بمنصبها الدولي، وستفوض مهامها بموافقة من مجلس الفيفا "على هذا الإجراء الاستثنائي والموقت".