أضاف أسطورة سويسرا روجيه فيدرر إنجازا آخر الى سجله التاريخي، وذلك بتحقيقه فوزه الـ350 في بطولات الغراند سلام (رقم قياسي عند الرجال والسيدات)، ليتأهل بصحبة غريمه الإسباني رافايل نادال والأسترالية أشلي بارتي والأسطورة الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس الى الدور الرابع.

وتغلب فيدرر (37 عاما) السبت على الفرنسي لوكا بوي 7-5 و6-2 و7-6 (7-4) في مباراة استغرقت ساعتين و6 دقائق، منها 52 دقيقة في المجموعة الثالثة، محققا فوزه الثاني على منافسه من أصل مواجهتين مع المصنف 28 عالميا.

ويلتقي فيدرر، المصنف ثانيا في البطولة، في الدور الرابع الإيطالي ماتيو بيريتيني الذي خاض مباراة ماراتونية ضد الأرجنتيني دييغو شفارتسمان استغرق 4 ساعات و22 دقيقة لحسمها 6-7 (5-7) و7-6 (7-2) و4-6 و7-6 (7-5) و6-3.

وأقر فيدرر أن الفوز "كان صعبا. كانت مباراة صعبة، لاسيما في المجموعة الأولى التي كانت ربما مفتاح المباراة لأني تقدمت بعدها بمجموعتين. الثالثة كانت صعبة أيضا. كان الأداء متقاربا جدا...".

ورأى أن "هناك دائما شعورا بالارتياح عندما تفوز بالمجموعة الثالثة بشوط فاصل لأن الأمور قد تذهب بأي من الاتجاهين، قد تضطر للبقاء هنا (في الملعب) لعدة ساعات أخرى (في حال لو خسر المجموعة الثالثة)".

أما بخصوص تحقيقه فوزه الـ350 في الغراند سلام (بينها 98 في ويمبلدون)، وهو رقم لم يصل اليه اي لاعب أو لاعبة سابقا، على غرار وصوله الى الدور الرابع للمرة الـ65 في البطولات الكبرى (رقم قياسي في عصر الاحتراف)، فقال فيدرر "إنه رقم جميل، استمتعت بوقتي في الغراند سلام. كان من الجميل الفوز بهذا العدد... لا أعلم كم من الوقت ما زال أمامي، لكن في الوقت الحالي أنا أستمتع حقا. أحب طريقة التحرك على العشب والأمور تكون طبيعية بالنسبة لي".

ووصل فيدرر الى الدور الرابع على أقل تقدير في جميع مشاركاته الـ16 الأخيرة في البطولة الإنكليزية منذ تتويجه بلقبه الأول فيها من أصل ثمانية عام 2003، باستثناء واحدة عام 2013 حين انتهى مشواره عند الدور الثاني.

وبتأهله الى هذا الدور للمرة السابعة عشرة في مسيرته الأسطورية المتوجة بعشرين لقبا في الغراند سلام، تخطى انجاز الأميركي جيمي كونورز في البطولة البريطانية.

- نادال يتخطى تسونغا بسهولة -

وبدوره، لم يجد نادال المصنف ثالثا صعوبة في تخطي الفرنسي جو ويلفريد تسونغا 6-2 و6-3 و6-2، على غرار بارتي المصنفة أولى عند السيدات والتي اكتسحت البريطانية هارييت دارت 6-1 و6-1، وسيرينا الحادية عشرة التي تخطت الألمانية يوليا غورغيس الثامنة عشرة 6-3 و6-4.

وباستثناء المجموعة الثالثة التي أظهر فيها بعض المقاومة والحماس، لم يقدم تسونغا المستوى الذي يمكنه الحؤول دون تلقيه الهزيمة التاسعة من أصل 13 مواجهة جمعته بنادال الذي احتاج الى ساعة و48 دقيقة لحسم اللقاء.

ورأى نادال "أني لعبت مباراة جيدة جدا منذ بدايتها، نجحت في الكثير من الأمور. +جو+ (تسونغا) هو من اللاعبين الذي يريد الجميع تجنبه، لكن اليوم كان يومي".

ويلتقي الإسباني في الدور الرابع التاسع له في البطولة الإنكليزية والـ45 في بطولات الغراند سلام التي أحرز فيها 18 لقبا حتى الآن، مع البريطاني دانيال إيفانز أو البرتغالي جواو سوزا.

وتوج نادال بلقب ويمبلدون عامي 2008 و2010 بعد احرازه رولان غاروس أيضا في المرتين، وسيحاول هذا العام تحقيق ثنائية البطولتين في عام واحد للمرة الثالثة في مسيرته ومعادلة انجاز السويدي بيورن بورغ (1978، 1979 و1980).

- بارتي في الدور الرابع لأول مرة -

وعند السيدات، بلغت بارتي المصنفة أولى الدور الرابع من البطولة الإنكليزية للمرة الأولى في مسيرتها بفوز كاسح على دارت 6-1 و6-1.

واحتاجت بارتي، الساعية إلى أن تصبح أول لاعبة تحرز لقب بطولتي رولان غاروس وويمبلدون في موسم واحد منذ الأميركية سيرينا وليامس عام 2015، الى 52 دقيقة فقط لتخطي عقبة منافساتها البريطانية المصنفة 182 عالميا.

وتلتقي الأسترالية البالغة 23 عاما في الدور المقبل الأميركية أليسون ريسك المصنفة 55 عالميا والتي تغلبت بدورها على السويسرية بيليندا بنسيتيش الثالثة عشرة 4-6 و6-4 و6-4.

وكانت بارتي التي أصبحت أول أسترالية تتأهل الى الدور الرابع في ويمبلدون منذ 2010، راضية تماما عن أدائها الذي كان "جيدا جدا. أرسلت بشكل ممتاز... أمر مذهل، هذه المرة الأولى لي (تصل الى الدور الرابع)، هذه أراضي جديدة بالنسبة لي".

وستحاول بارتي جاهدا أن تصبح أول أسترالية منذ إيفون غولاغونغ-كاولي عام 1980 تتوج بلقب ويمبلدون.

- "كان عاما شاقا علي" -

ورغم أعوامها لـ37 وتراجع مستواها بعد ابتعادها بسبب الحمل ووضعها مولودتها الأولى في أيلول/سبتمبر 2017 ثم بسبب الإصابات المتلاحقة، واصلت الأسطورة سيرينا مسعاها لمعادلة الرقم القياسي المطلق لعدد الألقاب الكبرى الذي تحمله الأسترالية مارغريت كورت (24 لقبا)، وذلك بتأهلها الى الدور الرابع للمرة السادسة عشرة في مسيرتها بعدما جددت تفوقها على غورغيس بالفوز عليها 6-3 و6-4.

وكانت الأميركية، المتوجة بسبعة ألقاب في ويمبلدون، تخطت غورغيس في نصف نهائي النسخة الماضية في طريقها الى النهائي حيث خسرت أمام الألمانية الأخرى أنجيليك كيربر، وهي حققت السبت فوزها الخامس على منافستها من أصل خمس مواجهات بينهما، اثنان منها في رولان غاروس ومثلهما في ويمبلدون.

وستكون العقبة التالية في طريق سيرينا التي أقرت "أنه كان عاما شاقا علي، لذلك في كل مباراة آمل أن أتحسن كثيرا. أحاول في كل مرة أخرج فيها (الى الملعب)"، الإسبانية كارلا سواريز نافارو التي خسرت جميع مواجهاتها الست السابقة مع الأسطورة الأميركية.

وعجزت الهولندية كيكي برتنز الرابعة عن تكرار سيناريو العام الماضي حين وصلت الى ربع النهائي، وذلك بخسارتها في الدور الثالث أمام التشيكية باربورا ستريكوفا 5-7 و1-6، فيما حجزت التشيكية بترا كفيتوفا السادسة مقعدها في الدور الرابع للمرة الأولى منذ عام 2014 حين توجت بلقب البطولة الإنكليزية للمرة الثانية في مسيرتها، وذلك بفوزها السهل على البولندية ماغدا لينيت 6-3 و6-2.

وتتواجه كفيتوفا مع البريطانية جوهانا كونتا التي تغلبت على الأميركية سلون ستيفنز التاسعة وبطلة فلاشينغ ميدوز لعام 2017 بثلاث مجموعات 3-6 و6-4 و6-1.

شاهد ملخص مباراة نادال و تسونغا

وشهدت منافسات السبت حادثة غريبة إذ علقت مباراة الدور الثالث أيضا بين الكازخستاني ميخائيل كوكوشكين والألماني يان-لينارد شتروف في الملعب 12 والنتيجة 2-2 في المجموعة الرابعة، بعد أن فاز الأول في الأولى 6-3 والثانية 7-6 (7-5) قبل أن يخسر الثالثة 4-6، وذلك بسبب وعكة صحية ألمت بأحد المتفرجين.

وذكر المنظمون أن المتفرج احتاج الى "رعاية طبية"، ما دفع باللاعبين ومن بعدهما الجمهور الى مغادرة الملعب في الوقت الذي توجت الاسعاف اليه لنقل المتفرج المتوعك الى المستشفى.

واستكملت المباراة لاحقا وحسمها كوكوشكين لصالحه بعد أن أنهى المجموعة الرابعة بنتيجة 7-5.

ولم تكن تلك الحادثة الغريبة الوحيدة السبت، إذ تهجم الإيطالي فابيو فونييني على البطولة الإنكليزية بعد خروجه من الدور الثالث بخسارته أمام الأميركي تينيس ساندغرن 3-6 و6-7 (10-12) و3-6، متمينا أن "تنفجر قنبلة" في ويمبلدون.

وتذمر فونييني من اضطراره لخوض المباراة على الملعب 14 الذي يتسع لـ318 متفرجا فقط رغم أنه كان رابع أفضل مصنف بين اللاعبين الذين يخوضون منافسات السبت (الثاني عشر)، متسائلا "هل من العدل أن ألعب هنا؟ اللعنة على الإنكليز، حقا. أتمنى لو تنفجر قنبلة في هذا النادي (نادي عموم إنكلترا). يجب أن تنفجر قنبلة هنا".

ورأى الإيطالي البالغ 32 عاما والمعروف بطباعه الحادة أن "الملعب لم يكن جيدا حقا"، مضيفا "أتأسف إذ شعر أحد بالإهانة. أنا أعتذر، لا مشكلة".

ويلتقي ساندغرن (27 عاما) في الدور الرابع الثاني له في الغراند سلام، بعد بطولة أستراليا العام الماضي حين بلغ ربع النهائي، مع مواطنه سام كويري.