شارك المجلس الثقافي البريطاني مع السفارة البريطانية في القاهرة في إقامة دوري كروي ضم 45 من عشاق كرة القدم من اللاجئين الأفريقيين ومن المصريين، وذلك بالتزامن مع انعقاد كأس الأمم الأفريقية 2019.

إيلاف: قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه تمت دعوة المدرّبة هيلين أوريندا، وهي مدرّبة كينية الجنسية معتمدة من الدوري الإنكليزي الممتاز، لتقديم الأنشطة الكروية الخاصة ببرنامج "مهارات الدوري الممتاز"، التي تتناول العنف ضد المرأة. وموّلت السفارة البريطانية المهرجان بالكامل، واستضافته في مقرها.

حظي مهرجان كرة القدم بمشاركة 70 % من الإناث، وأعقبه حفل توزيع جوائز للاحتفال بالمدربين التربويين المشاركين في البرنامج، رجالًا ونساءً، ممن يعملون على تمكين المرأة ودمجها.

يتماشى هذا الحدث أيضًا مع التزام المملكة المتحدة المستمر بإعادة توطين اللاجئين ودعم الحكومة المصرية في حماية واستضافة اللاجئين.&

وكانت المملكة المتحدة التزمت بمبلغ 1.6 مليار جنيه لدعم المنطقة، حيث تم تخصيص 73.3 مليون جنيه لمصلحة مصر دعمًا للمهاجرين المستضعفين وخلق بدائل للهجرة غير النظامية.

العنف ضد المرأة
وقال تقرير لموقع وزارة الخارجية إن تناول مشكلة العنف ضد المرأة من خلال برنامج كرة القدم بمثابة برنامج تجريبي تموّله وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة والمجلس الثقافي البريطاني في موقعين في غرب كينيا، ويهدف إلى الحد من العنف ضد المرأة عن طريق مواجهة المواقف والسلوكيات الضارة باستخدام نموذج "الرياضة لتحقيق التنمية".&

يتم اعتماد المدرّبين التربويين من قبل الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث يتلقون تدريبات مباشرة من مدرّبي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، الذين يمنحونهم المهارات والدعم لتطوير مشاريعهم المجتمعية لكرة القدم.

وقالت الكابتن فايزة حيدر، المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم النسائية وأول المدرّبين التربويين المشتركين في برنامج مهارات الدوري الممتاز في مصر، إن "تعليم الأطفال أهمية التنوع يساعد مجتمعنا على أن يصبح أكثر قربًا وأكثر تأثيرًا".

تلاشي الاختلاف
يهدف البرنامج إلى أن يتلاشى اختلاف الأجناس، أو القدرات العقلية أو الجسدية، أو المعايير الاجتماعية داخل الملعب، و"هذا ما نقوم به هنا، وقد نتجت من ذلك إنجازات مذهلة". على سبيل المثال، "أردت دمج الأطفال ذوي الإعاقة في اللعبة، لأن لديهم القدرة على الصمود، كما إنهم مصدر إلهام. لذلك، جمعت أول فريق كرة قدم وطنيًا متكاملًا، وقد حصلوا على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في شيكاغو عام 2018".

ومن خلال برنامج "مهارات الدوري الممتاز"، يتم منح الشباب، بما في ذلك أضعف الفئات في المجتمع، فرصًا للاندماج بشكل أفضل في مجتمعاتهم المحلية وتنمية مهاراتهم لتأهليهم إلى سوق العمل ورفع تقديرهم لذاتهم. يوجد اليوم 28 مدرب ومعلم مصري وأكثر من 80.000 طفل، معظمهم من الفتيات، اللاتي يتأثرن بالبرنامج.

لغة دولية
من جانبه، قال السفير البريطاني في القاهرة السير جيفري آدامز إن "كرة القدم هي لغة دولية تجمع الأمم مع بعضها البعض. لهذا السبب تعاوننا مع المجلس الثقافي البريطاني وبرنامج (مهارات الدوري الممتاز) حتى يشعر اللاجئون بالوطن من خلال هذا المهرجان".&

وأعرب عن سعادته بشكل خاص "لأن 70 % من لاعبي المهرجان هم من الإناث الذين لا يعرضون مهاراتهن الرائعة في كرة القدم فحسب، بل يبنون مستقبلًا أكثر إشراقًا، حيث يكون دمج النساء أمرًا عاديًا في جميع مناحي الحياة".

شراكة
وأعرب وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي عن اعتزازه بالشراكة الممتدة بين وزرة الشباب والرياضة والمجلس الثقافي البريطاني، و"هي الشراكة التي نشجع استدامتها، والتي تدعم الشباب المصري في مناحي مختلفة، ونطمح إلى أن يشاركنا المجلس الثقافي البريطاني تنفيذ استراتيجية الوزارة نحو تحويل مراكز الشباب لمراكز خدمة مجتمعية".

تابع الدكتور صبحي: "نسعى إلى خلق تعاون بين وزارة الشباب والرياضة والسفارة البريطانية في القاهرة في مجال ريادة الأعمال، مع مزيد من البرامج التي تسمح بتمكين المرأة والفتيات، خاصة في ظل اهتمام القيادة السياسية بالمرأة، والتي تعد أساسًا في كل الخطط والاستراتيجيات".

وأضاف وزير الشباب والرياضة: "هناك شراكة ناجحة بين وزارة الشباب والرياضة وبرنامج (مهارات الدوري الممتاز) بشأن مشروع "1000 فتاة؛ 1000 حلم"، والذي يهدف إلى إشراك 1000 فتاة تتراوح أعمارهن بين 12 و14 عامًا في مراكز تدريب كرة القدم في ثماني محافظات في صعيد مصر.

ختم الدكتور صبحي قائلًا "لا يوجد في مصر لاجئون، بل هم أخوة يعيشون في المجتمع المصري، ويندمجون فيه بسهولة، وهذا ما تشير إليه القيادة السياسية دومًا".