يقف المصنف ثانيا السويسري روجيه فيدرر على عتبة انجاز تاريخي في سعيه لان يصبح أكبر لاعب في عصر الاحتراف يحرز لقب بطولة كبرى في كرة المضرب، عندما يواجه الأحد في نهائي ويمبلدون الإنكليزية، المصنف أول عالميا حامل اللقب الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

قبل أسابيع من احتفاله بعيد ميلاده الثامن والثلاثين، سيكون فيدرر المتوج ثماني مرات بلقب ثالثة البطولات الأربع الكبرى، أن يضيف مزيدا من السحر الى سجله المثقل بالألقاب، وأبرزها الـ20 القياسية في بطولات الغراند سلام، وذلك عندما يلاقي الأحد على الملاعب العشبية لنادي عموم انكلترا، منافسه الصربي الذي يصغره بخمسة أعوام.

تصب الارقام في صالح ديوكوفيتش الفائز باللقب على العشب البريطاني أربع مرات، مع أفضلية 25 فوزا مقابل 22 خسارة خلال 13 عاما من المواجهة بينه وبين فيدرر. كما تؤكد هذه الارقام تفوق الصربي على السويسري في اللقاءات الأخيرة بينهما، حيث فاز الصربي 14 مرة في آخر 20 لقاء، و8 مرات في المباريات العشر الأخيرة.

خسر فيدرر اللقاءات الأربعة الأخيرة بمواجهة ديوكوفيتش في بطولات الغراند سلام، ويعود آخر فوز له على منافسه إلى عام 2012 عندما هزمه في نصف نهائي ويمبلدون في مباراة حسمها بأربع مجموعات.

لا يعير فيدرر اهتماما كبيرا للأرقام في محاولته لان يصبح اكبر لاعب يحرز لقب إحدى دورات الغراند سلام في عصر الاحتراف خلفا للأسترالي كينيث "كين" روبرت روزوول الفائز ببطولة استراليا المفتوحة عام 1972 عندما كان يبلغ 37 عاما وشهرين ويوما.&

وقال "كان عاما قويا بالنسبة لي. فزت في (دورة) هاله (الألمانية على العشب تحضيرا لويمبلدون). النجوم متراصفة لصالحي حاليا"، مضيفا "انطلاقا من وجهة النظر هذه، بامكاني ان اخوض المباراة بثقة كبيرة".

وبالفعل اكتسب فيدرر جرعة إضافية من الثقة بعدما أقصى في نصف النهائي غريمه المصنف ثالثا في البطولة الاسباني رافايل نادال، وحقق في ربع النهائي فوزه الـ 100 في ويمبلدون أمام الياباني كي نيشيكوري.

ثأر فيدرر من نادال بعد شهر من فوز الأخير عليه في الدور نصف النهائي من بطولة رولان غاروس الفرنسية، في أسوأ خسارة للسويسري في بطولات الغراند سلام في 11 عاما.

يؤمن فيدرر الذي يخوض مباراته النهائية الـ 12 في ويمبلدون، بعد 16 عاما من لقبه الأول على العشب الإنكليزي، بأن ثمة القليل من التحضيرات الإضافية التي يمكن له أو لديوكوفيتش القيام بها قبل اللقاء المنتظر، نظرا لمعرفة الرجلين بعضهما البعض عن ظهر قلب.

ورأى فيدرر أن "الامر اشبه بما يحصل في المدرسة - في يوم الامتحان لن تعمد الى القراءة، لا أعرف، كم هو عدد الكتب في ذلك اليوم"، مضيفا "من الواضح أن العمل قد انجز قبل فترة طويلة".

- ديوكوفيتش ليس المفضل للمشجعين -

ديوكوفيتش الفائز بـ 15 لقبا كبيرا اكتسب احترام الجماهير الانكليزية، ولكن من المستبعد أن يلقى الترحيب الذي يلقاه فيديرر من الحاضرين في الملعب الرئيسي.&

وبخلاف السويسري، لم يواجه الرقم واحد عالميا منافسين من العيار الثقيل، وتغلب في نصف النهائي بدون عناء على المصنف 23 الإسباني روبرتو باوتيستا أغوت 6-2 و4-6 و6-3 و6-2. &

وبعد أحرز نقطة في ختام تبادل طويل للكرات (45 مرة)، عبر الصربي عن مشاعره بوضع يديه خلف اذنيه واصبعه على شفتيه، فيما كانت معظم الجماهير في مدرجات الملعب الرئيسي تساند اللاعب الاسباني.

يقول ديوكوفيتش في اشارة الى دعم الجماهير لمنافسه "ركزت على ما يجب أن اقوم به"، وتابع "في بعض الاحيان أرادوا (الجماهير) منه أن يعود الى اجواء المباراة، وربما التقدم لانه لم يكن مرشحا للفوز"، مضيفا "أتفهم ذلك. ولكني حصلت على الكثير من الدعم خلال الاعوام السابقة، لذا لن أتذمر".

لم يختبر ديوكوفيتش نفسه في ويمبلدون مع لاعبين من الطراز الاول، فهو واجه في ربع النهائي المصنف 21 عالميا البلجيكي دافيد غوفان وتغلب عليه بثلاثة مجموعات ولم يخسر سوى ستة أشواط.

وقال ديوكوفيتش الذي يتحضر امام فيدرر للقاء الـ 16 في الغراند سلام والـ 20 في مباراة نهائية لدورة كرة مضرب "مع فيدرر، نعلم جميعا كم هو جيد على مختلف الملاعب، ولكن تحديدا هنا (ويمبلدون). هذه النوعية من الملاعب تناسب لعبه تماما".

وتابع "يعشق اللعب بسرعة. لا يمنح خصمه الوقت. ولا يمنحك الفرصة ذاتها مرتين".

ويخوض ديوكوفيتش نهائي احدى البطولات الكبرى للمرة 25 في مسيرته، بينما يخوض فيدرر النهائي الـ 31.&

وبصرف النظر عن هوية الفائز، يرسخ نهائي ويمبلدون مجددا الهيمنة المطلقة على البطولات الكبرى "للثلاثة الكبار" فيدرر، ديوكوفيتش ونادال. فهؤلاء الثلاثة سيتقاسمون بينهم الألقاب الكبرى الـ 11 الأخيرة، والـ 15 من الـ 17 الأخيرة، والـ 54 من الـ 65 الاخيرة.