في خضم انشغال المصريين بخروج منتخبهم من دور ال 16 لبطولة أمم إفريقيا 2019 التي تستضيفها القاهرة ويسدل عليها الستار الجمعة بالمباراة النهائية بين منتخبي الجزائر والسنغال، ربما لم ينتبه كثيرون لظهور إعلانات في مجال المراهنات الرياضية على لوحات الليد الإعلانية بأرضية بعض الملاعب المستضيفة للبطولة وهي الإعلانات الخاصة بشركة تدعى "وان إكس بيت - 1XBET"، وهي بالأساس شركة روسية، وقررت مؤخراً توسيع نشاطها في المنطقة العربية عبر بوابة &كأس أمم إفريقيا المقامة في مصر .

الملفت أن الاتحاد الإفريقي "كاف" سبق أن أعلن في شباط/ فبراير الماضي عن إبرامه عقد رعاية مع تلك الشركة لتكون ضمن مجموعة الرعاة الرسميين للبطولة، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤل بشأن قانونية استعانة الاتحادات القارية بشركات تعمل في المراهنات لرعاية مسابقاتها مع العلم أن الفيفا نفسه يسعى منذ سنوات لتقنين أوضاع هذا النشاط.

كما جاءت تلك الخطوة من جانب الاتحاد الإفريقي بالرغم من وجود شركة "نظام التحذير المبكر"، التي يديرها الفيفا لمراقبة وتتبع مافيا المراهنات، وبرغم اتخاذ كثير من الإجراءات والمبادرات التي تعني بالتصدي لمافيا مراهنات كرة القدم، والتي باءت بالفشل وفقاً للأرقام.&

وفي ظل هذا الجدل المثار حول إقدام "كاف" على خطوة التعاقد مع شركة "1XBET " لتكون أحد رعاة بطولة الأمم الإفريقية في مصر، فقد أشار تقرير نشره موقع "sportsbettingdime " إلى استمرار تنامي شعبية سوق الرهانات الرياضية حول العالم، لاسيما في ظل تنامي الثورة الرقمية بشكل كبير، مع استمرار خضوع صناعة المراهنات للعديد من التغييرات الديناميكية، وتوسعها في أسواق قائمة وشقها طريقها لأسواق جديدة.

وكشف الموقع عن أن القيمة السوقية لعالم المراهنات الرياضية الدولية تقدر بـ 250 مليار دولار. وطبقاً لشركة "Statistica " بهذا الخصوص، فإن كازينوهات المقامرات المرخصة على الإنترنت تشكل ما يصل إلى 39.7 مليار دولار من كل هذه الإيرادات، ويبلغ العائد الإجمالي العالمي للألعاب/ المقامرات أكثر من 400 مليار دولار أميركي كل عام.

ووفقا لآخر التوقعات التي كشفت عنها شركة البحوث السوقية "Technavio" ، ينتظر أن يزيد معدل النمو السنوي المركب بنسبة كبيرة تقدر بحوالي 8.62 % في الفترة من 2018 إلى 2022.

وبينما يردد البعض أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يتحصل على نسبة من هذه الإيرادات التي تجنيها شركات المراهنات مقابل منحه الاعتماد الرسمي لمكاتب وشركات ومواقع الانترنت الخاصة بالمراهنات، لكن لا تتوافر إلى الآن معلومات عن قيمة هذه النسبة بالتحديد.

وجاءت كل هذه الأحداث والتطورات لتثير بعض التساؤلات الهامة التي من ضمنها: &هل تصير المراهنات جزءً من النشاط الرياضي في منطقتنا العربية خلال الفترة المقبلة ؟ هل يصبح الأمر طبيعياً في ظل انحراف بعض المسؤولين الرياضيين كما وجدت التحقيقات مؤخراً ؟ وهل تتحول تجارة المراهنات إلى مافيا خطيرة تشبه مافيا السلاح وتجارة المخدرات !
&