توجت الأميركية سيرينا وليامس عام 1999 بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للمرة الأولى، محرزة باكورة ألقابها الكبيرة في كرة المضرب. بعد 20 عاما، تسعى المخضرمة الى لقبها الـ24 في الغراند سلام، لمعادلة الرقم القياسي للأسترالية مارغريت كورت.

قبل عقدين من الزمن، فاجأت وليامس إبنة الـ17 عاما، المصنفة أولى عالميا حينها السويسرية مارتينا هينغيس. ومنذ ذلك التاريخ، دوّنت سيرينا اسمها في السجلات التاريخية للعبة باحتلالها صدارة التصنيف لفترات طويلة، وتتويجها بـ23 لقبا كبيرا آخرها في بطولة أستراليا مطلع 2017.

نجحت سيرينا التي ستتم الثامنة والثلاثين من العمر في 26 أيلول/سبتمبر المقبل، في إحراز 72 لقبا خلال مسيرتها الاحترافية، ستة منها في بطولة فلاشينغ ميدوز (أعوام 1999، 2002، 2008، 2012، 2013 و2014)، حيث تبدأ حملتها الإثنين بمواجهة مرتقبة مع الروسية ماريا شارابوفا.

وعلى رغم تراجعها حاليا الى المركز الثامن في التصنيف العالمي للاعبات المحترفات، وغيابها لأشهر عن الملاعب بسبب الحمل ووضع مولودتها الأولى، الا أن سيرينا تركت بصمة كبيرة على اللعبة أكان على الملاعب العشبية، الترابية أو الصلبة.

وإذا كان الثنائي المخضرم لدى الرجال، السويسري روجيه فيدرر (38 عاما) والإسباني رافايل نادال (33 عاما)، قد تمكنا من تطوير طريقة لعبهما للاستمرار فترة أطول في الملاعب وتحديدا من خلال التقدم بشكل أكبر الى الشبكة ومحاولة إنهاء النقاط بشكل أسرع، بقيت سيرينا وفية لأسلوبها الذي يعتمد على تبادل الكرات القوية من الخط الخلفي للملعب.

ويقول زميلها السابق في التدريب (2008-2015) الألماني الجنسية الصربي الأصل ساشا بايين "إذا قارنا بين سيرينا عام 1999 وسيرينا اليوم، لا يوجد الكثير من الفوارق، فأسلوب لعبها لم يتغير، (لم) يصبح أكثر تنوعا" مشيرا الى تحسن طفيف في الارسال والكرات الساقطة.

وأضاف "ما يدهشني فعلا لديها، أنها نجحت في المحافظة على مستواها على مدى 20 عاما، وهي تبذل قصارى جهدها كل يوم!" لا سيما من ناحية التركيز، التصميم والانضباط.

وأوضح بايين الذي أشرف على تدريب اليابانية ناومي أوساكا عندما تغلبت الأخيرة على سيرينا بالذات العام الماضي في النهائي المثير للجدل في فلاشينغ ميدوز، "في كل مرة تدخل فيها سيرينا أرضية الملعب، تؤمن بقدرتها على الخروج فائزة".

منذ تلك المباراة النهائية التي شهدت جدلا حادا بين وليامس والحكم البرتغالي كارلوس راموس، بلغت سيرينا مرة واحدة النهائي في إحدى البطولات الكبرى وحدث ذلك في ويمبلدون في تموز/يوليو الماضي، حيث خسرت بسهولة أمام الرومانية سيمونا هاليب.

ولم تكن استعدادات سيرينا للمشاركة في فلاشينغ ميدوز كما تشتهي اللاعبة الأميركية المخضرمة، فقد اضطرت الى الانسحاب باكية من نهائي دورة تورونتو الكندية بسبب أوجاع في ظهرها، وقد اجبرتها هذه الاصابة على الانسحاب من دورة سينسيناتي الأميركية أيضا.&

كما واجهت سيرينا مشاكل في ركبتها في الاشهر الاخيرة.

- الحمل والاصابات -

ويعود آخر تتويج لسيرينا بلقب كبير الى بطولة أستراليا عام 2017 وذلك في مباراة نهائية تفوقت فيها على شقيقتها الكبرى فينوس، قبل أن تغيب عن الملاعب بسبب الحمل وتضع مولودتها أليكسيس أولمبيا في أيلول/سبتمبر من العام ذاته، وتعود الى الملاعب في آذار/مارس 2018.

لكن على الرغم من الاصابات وخوضها 26 مباراة فقط منذ مطلع العام الحالي، تبقى سيرينا من أبرز المرشحات لاحراز اللقب في فلاشينغ ميدوز حيث تنطلق المنافسات الاثنين.

وقالت الكندية بيانكا أندرييسكو التي أحرزت اللقب في تورونتو بسبب انسحاب سيرينا، إن الأخيرة و"من دون أدنى شك، اذا نجحت في المحافظة على حالتها الصحية، قادرة على تحقيق نتيجة جيدة".

بيد ان الفرنسي جو ويلفريد تسونغا حذر من أن العودة بعد الاصابة غالبا ما تكون صعبة بقوله "عموما، لا نكون جاهزين مئة في المئة لاننا في حاجة الى خوض المباريات من أجل الدخول في الايقاع".

ولم تبتسم القرعة لسيرينا لأنها ستواجه في الدور الأول الروسية شارابوفا المصنفة أولى عالميا سابقا، والفائزة بالبطولة الأميركية عام 2006.