ماساتشوستس (الولايات المتحدة): وفقا للباحثين في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة، فإن النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي معلومة طبية وعلمية متعارف عليها، ولكن لماذا وكيف يحدث ذلك؟

هذا يحدث لأن النشاط البدني يقلل من الإشارات المرتبطة بالتوتر داخل الدماغ، وفقاً للدراسة التي نُشرت في عدد أبريل 2024 من مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.

ومن المعروف بالفعل أن النشاط البدني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال التأثير على عوامل الخطر مثل نسبة الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين.

ما نعرفه يمثل 59 % فقط
ومع ذلك، وفقا لمؤلفي الدراسة، فإن الآليات التي نعرفها تمثل 59٪ فقط من فوائد النشاط البدني على مخاطر القلب والأوعية الدموية، وكان الهدف من الدراسة الحالية هو معرفة المزيد عما يمكن أن يشكل الـ 41٪ الأخرى.

وفي صياغة فرضيتهم، أخذوا في الاعتبار حقيقة أن النشاط البدني معروف بأنه يقلل من التوتر والاكتئاب، كما يرتبط التوتر والاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

من الممكن أن تكون تأثيرات النشاط البدني على آليات الدماغ المرتبطة بالتوتر هي كيفية تأثيره على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

آلية الدراسة
قام فريق الدراسة بفحص السجلات الطبية لأكثر من 50.000 مريض من الذين شاركوا في دراسة استقصائية حول نشاطهم البدني، ومن بين هؤلاء الأشخاص، تم إجراء تصوير للدماغ لـ 774 شخصًا وتم إجراء قياسات لنشاط الدماغ المرتبط بالتوتر.

وكان متوسط طول المتابعة 10 سنوات، وخلال هذا الوقت، أصيب 12.9% من الأشخاص بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومع ذلك، فإن أولئك الذين استوفوا التوصيات المتعلقة بالنشاط البدني كانوا أقل عرضة للإصابة بهذه الأمراض بنسبة 23٪.

أولئك الذين مارسوا القدر الموصى به من النشاط البدني كان لديهم أيضا نشاط دماغي أقل مرتبطا بالتوتر.

ولاحظ الباحثون أن هذه التخفيضات ترجع بشكل رئيسي إلى المكاسب الوظيفية في قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن اتخاذ القرار والتحكم في النبضات. ومن المعروف أيضا أنه ينظم ردود أفعالنا تجاه التوتر.

علاوة على ذلك، فإن الانخفاض في إشارات الدماغ المرتبطة بالتوتر يفسر جزئيا مدى فائدة النشاط البدني لنظام القلب والأوعية الدموية.

ومن النتائج الإضافية التي أبلغ عنها الفريق أن النشاط البدني كان فعالا بنحو الضعف في الحد من مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى أولئك الذين يعانون من الاكتئاب الموجود مسبقا.

ووفقاً لموقع "هيلث لاين" الطبي يقول جون هيغينز، طبيب القلب عن نتائج الدراسة : "في الأساس، مسارات التوتر لها آثار سلبية على النظام الشرياني عن طريق رفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى الإضرار بالبطانة الداخلية للأوعية الدموية مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة الالتهاب وإتلاف جهاز المناعة".

وفقًا لهيغنز، كل هذه الأشياء يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الشريان التاجي، بما في ذلك النوبات القلبية وفشل القلب والأمراض الدماغية الوعائية (السكتة الدماغية) وأمراض الأوعية الدموية الأخرى.