إقرأ أيضا
السنة العاشرة لـ إيلاف وللصحافة الإلكترونيَّة العربيَّة

يصف حافظ البرغوثي quot;إيلافquot; بـ quot;المغامرة الذاتية لصحافي يحقق نجاحًا حتى الآن، فيما يقول عبدالناصر النجار إن quot;إيلافquot; تجربة رائدة في مجال الإعلام الالكتروني واستطاعت خلال الـ 9 سنوات الماضية أن تحقق تقدمًا ملموسًا، واعتبر ياسر البنا أن quot;إيلافquot; من أوائل المواقع الإلكترونية العربية التي تركت بصمة على جمهور واسع.



ملكي سليمان، حمزة البحيصي، ميرفت أبو جامع: أجمع رؤساء ومدراء تحرير صحف ورقية فلسطينية على أهمية تجربة إيلاف، ووصفها حافظ البرغوثي رئيس تحرير جريدة quot;الحياة الجديدةquot; بـquot;المغامرة الذاتية، لصحافي يحقق النجاح حتى الآن داعيًا إلى تطويرها وإعطائها نكهة خاصة، موضحًا أنه يقرأ quot;ايلافquot; يوميًّا ويتصفحها ويستعين بأشياء منها لثقته بمصداقيتها ومهنيتها الصحافية، أما عبد الناصر النجار، مدير تحرير صحيفة الأيام ونقيب الصحافيين الفلسطينين، فيرى أن إيلاف تجربة رائدة في مجال الإعلام الالكتروني واستطاعت خلال ال 9 سنوات الماضية أن تحقق تقدمًا ملموسًا، و لها جمهورها الخاص على الانترنت بشكل كبير، مشيرًا إلى أنها باتت اليوم مصدرًا مهمًا للأخبار والمعلومات لكثير من القراء في الشرق الأوسط. بينما اعتبر ياسر البنا مدير تحرير جريدة فلسطين في قطاع غزة ان quot;إيلافquot; من أوائل المواقع الإلكترونية العربية التي تركت بصمة على جمهور واسع على امتداد العالم العربي، متوقعًا مستقبلاً زاهرًا للصحافة الإلكترونية نظرًا إلى الاهتمام الكبير من قبل الجمهور بالإنترنت.

لعنة الأزمة الإقتصادية أرهقت الصحافة المطبوعة
يقر عبد الناصر النجار، ان الصحافة المطبوعة تراجعت بسبب الازمة المالية، قياسا بالصحافة الإلكترونية، وقال إن هذا التراجع كان ملموسًا ليس في فلسطين وحسب، وإنما في العالم بأسره، مشيرًا إلى أن ذلك يتضح من خلال انخفاض مستوى توزيع الصحف الورقية، كما أشار إلى أن الصحف المحلية في فلسطين ممنوعة من التوزيع في قطاع غزة منذ 3 سنوات بسبب الإجراءات الإسرائيلية .

وأوضح النجار أن تأثير الاعلام الالكتروني أخد يزداد كل عام بشكل أكبر مما ينعكس سلبًا على الصحافة الورقية، حيث اغلقت كثير من الصحف في العالم أبوابها، وبالنسبة لصحيفة الايام اليومية بفلسطين قال النجار:quot; اتخذت الصحيفة قبل ثلاثة أشهر قرارًا بمنع عرض الصحيفة بصيغة ال PDF قبل الساعة 12 صباحًا، ولاحظنا أن القراء يطالعون الصفحة الكترونية للصحيفة، ولا حاجة لشرائها بنسختها الورقية، مما اثر على توزيعها لذلك درسنا الأمر واتخذنا هذا القرار كخطوة لحماية الصحيفة الورقية، ومع ذلك نؤكد أنها لن تؤثر كثيرا على وضع الصحف الورقية، لأنه لا يمكن حجب موقع الصحيفة بالكامل عن القراء، وارتأينا تفعيل الموقع الالكتروني للصحيفة فقط الساعة الثانية عشر ظهرًا بعد توزيع نسخ الجريدة الورقية، ولاحظنا ارتفاعًا في نسب توزيع الصحيفة بشكل أفضل من السابق خاصة في ساعات الصباحquot;.

وحول قرار بعض الصحف العالميَّة وقف نسخاتها المطبوعة، والاكتفاء بنسختها الالكترونيَّة يشير النجار إلى وجود نوعين من الصحف التي توقفت، منها بسبب الإفلاس ولم تستطع منافسة ومجاراة الصحافة الالكترونية، وأخرى تحولت من ورقية إلى الكترونية واكتفت بذلك، أي طورت نفسها واستفادت من الصحافة الالكترونية، داعيًا لوجود نوع من العصف الذهني والفكري لمعرفة ماذا يمكن فعله ووضع خطط مستقبلية للحفاظ على استمرارية الصحافة الورقية.

ويرفض النجار فكرة أن يكون حجم الإعلانات في الصحف الورقية قد تأثر بسبب الإعلام الإلكتروني وقال: quot;الإعلانات لم تتأثر بالصحافة الالكترونية، وإنما هي مرتبطة بالقرار السياسي والأمني، فالضفة الغربية تعيش خلال الثلاث سنوات الماضية، حراكًا وانتعاشًا اقتصاديًا، وهذا انعكس على حجم الإعلانات بالصحيفة بشكل إيجابي.

وبين النجار ان الموقع الإلكتروني لصحيفة الأيام يزداد زواره بشكل مطرد، وأحيانًا يصل عددهم إلى 30 ألف زائر يوميًا وقال:quot; هذا بالطبع مرتبط بالأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمناسبات المختلفة، وهناك فرق شاسع بين عدد زوار الموقع قبل 10 أو 15 سنة من انشاء الموقع، والآن ففي بعض الأحيان يتجاوز عدد الزوار 30 ألف زائر يوميًاquot;.

البرغوثي: الصحافة الإلكترونية.. البديل السهل للإعلام المطبوع
من جهته، قال حافظ البرغوثي إن الأزمة كان لها تأثير كبير على الصحف الورقية وحجم التوزيع والإعلانات quot;لأن ثورة الاتصالات والمعلومات جعلت قارئ الصحافة المطبوعة يبحث او يجد البديل بسهولة وباقل التكاليف أي الصحف والمواقع الالكترونية، وذلك من اجل الحصول على المعلومات وغير ذلكquot;. وأضاف: quot;كما ان الازمة الاقتصادية العالمية خفضت من ميزانيات الاعلانات والدعايات فالاقتصاد والمال هما المحرك الاساسي لصناعة الاعلام بشكل عام، فإذا ضرب هذا القطاع الاعلام ووسائله بالدرجة نفسها او اكثر، وبالتالي اذا شاهدنا ميزانيات الشركات الاعلانية، نجدها تنخفض وفي الصحف نجد الدخل الاعلاني يتراجع وكذلك انخفاض القراء باتجاه الصحافة الالكترونية. وهذا يؤثر على حجم مبيعات الصحافة الورقية والاعلانات المجانية على بعض المواقع الالكترونية يؤثر ايضًا على الصحافة المطبوعةquot;.

ويؤكد البرغوثي أن الصحافة المطبوعة تاثرت بالازمة الاقتصادية العالمية نظرًا لتكاليف اصدارها الباهظة، وقال:quot; فمثلاً تستطيع ان تنشئ محطة اذاعة او تلفزيون لأنك تستخدم الاثير بعكس الصحافة المطبوعة التي تريد قارئًا يشتريها، ويجب ان تتفاعل الصحف الورقية مع القارئ، بينما الاذاعة لا تتوقف عن البث ان اغلقت مذياع سيارتك، ولكن الصحيفة الورقية تتوقف ان لم تقم بشرائها او توقف اشتراكك فيها او يتوقف المعلن عن نشر الاعلانات فيها، لأن عملية الصحافة المطبوعة هي الاصعب مهنيًّا وهي الخاضعة للقانون أكثر من غيرها. بمعنى يمكن ان تسمع عبر الاذاعة او تشاهد عبر التلفاز الشتائم والالفاظ النابية ويعاقب عليها القانون ولكن لا احد ينتبه إليها. ولكن اذا اعيد نشر هذا الكلام في الصحف الورقية فإنّ القانون يعاقبك لأن الكلمة المطبوعة مثبتة واهميتها انها تثبت على الورق ويرى بعضهم أنها تعطي دليلاً وزخمًا للانتقاد او الاهتمام، بينما على الهواء في الاذاعة او التلفزيون بعد ربع ساعة ينسى ما قيل، فالكلمة المطبوعة باقية وتخضع للقانون ولها مقر وعليها مصاريف يومية قاتلة، حبر وورق وعمال ومراسلون ومحررون واشتراكات مع وكالات الانباء وتوزيع واعلانات كلها تكاليف يومية وان اقل تكاليف لصحيفة يومية يوازي تكاليف محطة تلفزيونية او اكثرquot;.

وقال البرغوثي: quot;ان بعض الصحف المطبوعة بهدف المنافسة تلجأ الى الاناقة في الطباعة وتستخدم الورق المصقول، بينما تلجأ الصحف الذكية الى ابتداع اساليب كتابة صحافية جديدة وتدخل الى كل بيت وتصبح مع القارئ وتعطيه النصائح الاجتماعية والثقافية والصحية والبيئية وتلجأ الى اساليب صحافية كالقصة الصحافية والتحقيقات لاستقطاب القارئ واحساسه بانها الافضل من التلفزيون لأنه يبقى مجرد وسيلة للاستمتاع. كما أنّ الصحافة المطبوعة تبقى افضل من الصحافة الالكترونية ففي الأخيرة لا توجد حرارة بين القارئ وبين ما يقرأ بينما عندما تمسك صحيفة مطبوعة وتعتاد عليها، فتصبح رفيقة لك وتتعرف على كتابها وماذا يكتبون وهذه العلاقة غير موجودة بين القارئ والصحافة الالكترونيةquot;.

ياسر البنا: في غزة لم نشعر بالأزمة الاقتصادية
من جهته لا يرى ياسر البنا أي تأثير للأزمة الاقتصادية على حجم توزيع صحيفة فلسطين وقال:quot; نوزع ضعف أو مقدار ما توزعه صحف الضفة الغربية الثلاث مجتمعة، وليس لدي أرقام محددة لأنها متحركة، فمنذ نشأة الصحيفة قبل ثلاث سنوات والعدد في ازديادquot;.

ويعتقد البنا أن الوضع في الغرب يختلف عن الوضع في قطاع غزة والعالم العربي، وقال:quot; الصحافة المطبوعة في الغرب هي صحافة تجارية، أما في العالم العربي فهي صحافة مدعومة، حزبية أو تابعة لمؤسسات أهلية أو حكومية، فمن الطبيعي لأن الصحف في الغرب تجارية أن تتأثر بشكل كبير بالأزمة المالية، وذلك لم يكن له صورة مماثلة في العالم العربيquot;.

ويعتقد البنا أن صحيفة فلسطين لها وضعها الخاص، مشيرًا إلى أن الإعلان في الصحيفة يزداد بشكل كبير جدًا، وأضاف: quot;لم نتأثر إطلاقًا بموضوع الأزمة الإقتصادية وربما السبب يعود لأننا الصحيفة الوحيدة في قطاع غزة، فالصحيفة تغطي جزءًا كبيرًا من نفقاتها من وراء الإعلانات، وتحديدًا بناء مقرها الجديد، فقد كلف مبالغ طائلة، وتمت تغطيته من وراء الإعلانات ولم نتأثرquot;.

وحول الموقع الإلكتروني لصحيفة فلسطين يقول:quot;لدينا موقع إلكتروني جديد، وهو موقع فلسطين أون لاين، وأطلقناه قبل حوالي شهرين، وهو موقع تفاعلي ويتجدد على مدار الساعة، ويتفاعل معه القراء بشكل ممتاز جدًا، فمنذ شهرين وحتى الآن تضاعف عدد القراء، وقد كان موقعنا السابق موقعًا تكميليًا ويتحدث مرة واحدة كل 24 ساعة، ولم يكن عليه الكثير من الزوار، أما موقعنا الجديد فهو موقع شامل وعليه إقبال متزايد، ومن الطبيعي أن يكون زوار الموقع الإلكتروني أضعاف مضاعفة عن الصحافة المطبوعة، ولكن التأثير مختلف، فمتصفح الإنترنت عجول ولا يقرأ بشكل جيد، على عكس الصحيفة المطبوعة لها مميزات نادرة، فقارئ الصحيفة يمتلك مطبوعة واحدة يقرؤها متى يشاء، أما المتصفح فلديه ملايين المواقع، والانترنت يغلب عليه الطابع الترفيهي، فالمتصفح يبحث عن التسلية، وجزء محدود من المثقفين يقرأون الكتب والمواضيع الجادة، ولا يقرؤونها بشكل مريح لأن الكمبيوتر متعب، لذلك ليست العبرة في عدد المتصفحين الكثر، فمواقع الإثارة تجتذب ملايين المتصفحين، لكن ما تأثيرها؟quot;.

رواج الإعلام الإلكتروني يلاحق الصحف المطبوعة
وحول تأثير الانترنت بكل ما تتضمنه من صحف إلكترونيَّة ومنتديات ومواقع اجتماعيَّة ومدونات على الصحافة المطبوعة، يرى عبد الناصر النجار أن المعلومات متوفرة في الانترنت بشكل كبير وبأشكال كثيرة وهو ما ينعكس سلبًا على الصحافة يشكل عام ، لكنه يضيف:quot;على الرغم من ذلك لا يزال الكثير من القراء يثقون بالصحيفة الورقية أكثرquot;.

ويؤكد النجار أن هناك تهديدًا للصحف الورقية من رواج الإعلام الالكتروني، وقال: هذا ملموس خاصة في الأراضي الفلسطينية، حيث تزداد المواقع الالكترونية بشكل كبير واغلبها حزبية ومنتديات إلا أن ثقة الناس فيها اقلquot;.

ويرى النجار أن الصحيفة المطبوعة لا تتميز اليوم كثيرا عن الصحيفة الإلكترونيَّة، إلا أن الصحافة الورقية من جهة نظره يرتبط بها القارئ أكثر وقال:quot;هناك قراء يعتمدون عليها يشكل كبير خاصة فئة كبار السن والموظفين، والشباب الفئة الأكبر اعتمادا على الصحافة الالكترونيةquot;.

ويوضح النجار أن الكثير من الصحف تتكفي بنقل محتوى العدد اليومي إلى موقعها الإلكتروني من دون تحديث الأخبار على مدار النهار، مشيرًا إلى أن ذلك يخضع لإمكانيات كل صحيفة، معتبرًا ذلك احدى الإشكاليات التي تواجهها الصحافة الفلسطينية وقال:quot; للان لم نجد الحلول لمواجهتها فهناك محاولات، ولكن لم نتوصل لطريقة مثلى لحل تلك الاشكاليةquot;.

وحول انتشار الثقافة الالكترونية في مجال التعليم الإلكتروني والحقيبة الالكترونية للطالب، وزيادة استخدام التجارة الالكترونية قال النجار:quot; لم تتغير كثيرًا، ليس بالمستوى الملموس في واقع الفلسطينيينquot;.

هذا ويعتقد النجار أن الصحف الالكترونية مكملة للصحف الورقية ولكنها ليست بديلا عنا خاصة بالفترة الحالية ، مشيرًا إلى أنه خلال عقد وعقدين من الزمن ستصبح الصحف الالكترونية البديل عن ذلك، وهذا سيحدث إذا ما زاد التطور التكنولوجي، وأصبح الانترنت متاحًا للجميع .

وحول الاعتماد على وسائل الإعلام الالكترونيَّة كمصدر للأخبار، قال النجار:quot; قليل جدا نعتمد عليها ، اعتمادنا الأكبر على مراسلينا وعلى اشتراكاتنا في وكالات الأنباء العالمية والفلسطينيةquot;.
من جهة ثانية يرى نقيب الصحافيين الفلسطينيين أن أخلاقيات الإعلام ومفاهيم ومواثيق المهنة تأثرت مع رواج الإعلام الالكتروني، داعيًا إلى صياغة أخلاقيات مهنة الإعلام.

الصحافة الإلكترونية لم تتبلور كإعلام مستقل
بينما يرى حافظ البرغوثي أن تأثير الاعلام الالكتروني على الاعلام المطبوع يكون احيانًا ايجابيًا واحيانًا اخرى سلبيًا، مشيرًا الى ان الصحافة الالكترونية لم تتبلور كإعلام مستقل في موازاة الصحافة المكتوبة او المقروءة او المرئية او المسموعة، معتبرًا ان الانترنت ما زال حقلاً ومشاعًا تستطيع اي جهة استخدامه اعلاميًّا وتدعي انها صحيفة الكترونية بينما الحقيقة تكون أن هذه المواقع او الصحف الالكترونية لا تمتاز بأي صفة من صفات المهنية الاعلامية، وبالتالي هذه الصفة لا تنطبق على 99% منها، خصوصًا أنّ الصحف الالكترونية تدعي انها صحف بمقاييس الصحافة الحقيقية وربما هذا النمط الاعلامي شائع في عالمنا العربي. وأشار إلى أن الصحف الإلكترونية في الغرب حقيقية وتخضع لقوانين المطبوعات والنشر في بلادها بينما الصحافة الالكترونية العربية لا تخضع للضوابط المهنية ولا للقوانين، وقلة منها تلتزم بالقوانين ويمكن مراجعتها والنشر فيها والرد عليها ضمن القانون. وبالتالي فإن الصحافة الالكترونية المهنية تضيع وسط هذا الازدحام والتضخم في الصحف والمواقع الالكترونية، خصوصًا تلك التي لا تكلف كثيرًا بينما الصحافة المهنية الالكترونية تكلف مبالغ كبيرة ولأنها تكلف الكثير فإنها تلتزم بالقوانين وهي تعاني من شحّ مصادر التمويل اسوة بالصحافة المطبوعة او الورقية.

اما عن الاثر الالكتروني فقال البرغوثي: quot;اذا تطورت تلك الصحف الالكترونية واصبحت لها ضوابط مهنية وقوانين تلتزم بها فإنها ستحصل على الجزء الأكبر من القراء ويمكن ان تكون بديلًا للصحافة المطبوعة او المرئية او المسموعة ولكن ظهور الصحافة الالكترونية دفع الصحف الورقية لأن تطور نفسها ويصبح لها مواقعها الالكترونية، وتنشر عليها نسخة الكترونية متطورة.

واعتبر البرغوثي أن تفاعل القارئ مع الصحافة العربية quot;غير صحيquot; وهذا ينتج من التعليقات التي تنشرها الصحف، وقال: quot; فمثلاً نجد التعليق على خبر معين لا علاقة له بالخبر وتستخدم الالفاظ والتعابير السوقية بينما هذا الشيء لا نجده في الصحف المطبوعة والتي لا تنشر هكذا تعليقات مليئة بالشتائم. فالقارئ الجيد يبقي تفاعله في داخله لأنه لا يريد وضع اسمه وسط ردود وتعليقات لا علاقة لها بالمواضيع احيانًا وفيها مواقف مسبقة وشتائم بالاضافة الى التعليقات غير الموضوعية مثل جريدة الحائط، وهذه التعليقات في مجملها لا تأتي بمعلومة جيدة ولا تضيف شيئًا جديدًا او تعطي تحليلاً او تعطي رأيًا معارضًا من دون شتائم. كما وان بعض التعليقات تتعرض لكتاب مهنيين ولكن بسبب مخالفتهم لرأيه يتعرض لشتائمهم وهذا ينم على ان المجتمع العربي غير مهيأ حتى الآن لانفتاح الديمقراطية الحقيقيةquot;.

واعتبر البرغوثي أن الديمقراطية ليست مجرد كلمة بل هي ثقافة وسلوك مجتمعي وذاتي وان الدول التي تمارس الديمقراطية فيها تراكم على مدى مئات السنين حتى وصلت الى هذه المرحلة من الديمقراطية.

وقال البرغوثي انه لا يعتمد على المواقع الالكترونية كمصادر للاخبار كونها تقوم على الشائعات واختلاق الاخبار وليست مهنية وأضاف: quot; لكن بعض الصحف الالكترونية جيدة ورائدة ومنها صحيفة ايلاف، التي سبق وان كتبت عنها مقالاً في صحيفة الحياة الجديدة كونها صحيفة مهنية وموضوعية كما اسلفت في بداية حديثيquot;.

واشار البرغوثي الى ان قدرة الاعلام الالكتروني على منافسة الاعلام المطبوع يتطلب ان يكون المجتمع راق وموضوعي ويتسخدم التكنولوجيا، وقال: quot;لا نستطيع ان نأتي برجل في التسعين من عمره ونقول له اقرأ الموقع الفلاني وكذلك فإن وجود نسبة امية كبيرة في عالمنا العربي يبقى الحاسوب شاذ، وبالتالي ما لدينا هو مجرد تصفح للمواقع وليست مصدرًا للمعلومات، وكذلك هذه المواقع في نظر الكثيرين وسيلة للتسلية في عالمنا العربي، بينما في العالم الغربي هنالك تجارب ناجحة للصحافة الالكترونيةquot;.

ويقول البرغوثي:quot; اما اذا اردنا تأسيس صحافة الكترونية حقيقية على الانترنت فإن ذلك يكلف مالًا كثيرًا وهذا بحاجة الى شركاء ومستثمرين لتغطية التكاليف، ومطلوب منك اقناع المعلن بوجود ملايين القراء والمتصفحين لموقعك، فالصحافة الالكترونية ما زالت في مرحلة المخاض، لكن العالم شهد مؤخرًا انقراض للصحافة الاسبوعية والدورية ولم تبقى موجودة لكن بقية الصحف اليومية لم تنته على الرغم من وجود ضيف جديد وهو الصحافة الالكترونية والذي سيكون له حصة في القراء، فعندما جاء التلفزيون قالوا ان الاذاعة ستموت ولكنها بقيت موجودة وهكذا هي الحال في الصحافة المطبوعة لكنها ستفقد حصة من قرائها لصالح الصحافة الالكترونيةquot;.

صفحات متخصصة لحماية المطبوعة من الإعلام الإلكتروني
وحول تأثير الانترنت على الصحافة المطبوعة، يقول البنا:quot;بشكل عام، أنا غير مقتنع كثيرا بأن الصحافة الإلكترونية أثرت أو سوف تؤثر بشكل كبير جدا على الصحافة الورقية، فالصحافة المطبوعة لها مميزاتها وسوف تحافظ على هذا الأمر، ولكن بلا شك أن للصحافة الإلكترونية بكافة مكوناتها تأثير، ولكنه محدود، فقد تضعف الصحافة الإلكترونية الإقبال على شراء الصحيفة الورقية، كون أن الجمهور قد يلجأ لقراءة الصحيفة من خلال الإنترنت، وأيضًا الصحافة الإلكترونية مصدر للخبر والمعلومة، نظرًا لما يتمتع به الإنترنت من إمكانية تحميل الأخبار عليه بشكل سريعquot;.

ولا يشعر البنا بتهديد كبير على الصحافة الورقية من رواج الإعلام الإلكتروني ويقول :نحن لا نشعر بتهديد كبير لأننا قمنا بمراعاة هذا التطور الحادث، ووجود عوامل منافسة، ولجأنا إلى إستحداث صفحات وأبواب غير معهودة في الصحافة المطبوعة، كالصفحات المتخصصة، ولدينا خدمات تفاعيلة، 5 صفحات أسبوعية، ونحن ننصح كافة القائمين على الصحف المطبوعة في كل مكان إلى تطوير الصحف كي تستطيع منافسة وسائل الإعلام الأخرى الإلكترونيةquot;.

ويرى البنا أن هناك قصورًا كبيرًا في محاولة التمييز بين الصحيفة المطبوعة عن الصحيفة الإلكترونيَّة، وقال:quot; لو أجرينا دراسات على غالبية الصحف العربية في الفترة السابقة قبل إزدهار الإنترنت، وقارناها بالصحف الحالية فلا نجد اختلافا كبيرا، فالصحف المطبوعة لم تتجه إلى التقليل من أخطار وسائل الإعلام الأخرى، فنحن عمرنا الزمني فقط 3 سنوات، وربما من بداية ظهورنا إنتبهنا إلى هذه المسألة ولجئنا إلى عدة أمور أهمها الصفحات المتخصصة، ووجدنا أنها تحتاج إلى جهد كبير، ولكننا لم نجد إلا أن نستحدث صفحات وأقسام وأساليب جديدة من اجل منافسة الإنترنت، كذلك هناك أمور متعلقة بالشكل، مثلا نختصر الأخبار بشكل كبير، لأنه لم تعد الصحيفة المطبوعة مصدر للخبر كما كان في السابق، ونركز على التقارير والتحقيقات بشكل أساسي، ونبتعد عن أخبار العلاقات العامةquot;.

وينتقد البنا عدم تحديث الصحف الورقية مواقعها على مدار الساعة واعتبر ذلك جانب قصور كبير جدا، وأضاف:quot; المواقع الإلكترونية للصحف العربية، لا تزال في غالبيتها مواقع تكميلية، وتخدم النسخة المطبوعة بشكل كامل، فهي تحدث مرة كل 24 ساعة، ولكن في الغرب هناك اختلاف كبير في هذا الجانب، حيث أن غالبية الصحف الغربية طورت مواقعها منذ زمن بعيد، بينما صحفنا لا زالت تعمل بمواقع بدائية، لذلك لا بديل لجميع الصحف اليوم عن مواكبة التطور الحادث وتطوير مواقعها بحيث تكون شاملة وحيوية وتفاعلية وتتحدث على مدار الساعة، وليس ذلك فقط، بل يجب أن تلائم هذه المواقع الإلكترونية خصائص الإنترنت والمتصفحquot;.
ولا يرى البنا وجود دلائل ملموسة على تراجع شراء الصحف بشكل كبير جدًا قياسًا بالماضي، وقال:quot; مثلا على صعيد صحيفة فلسطين، لها وضع خاص في ظل الحصار، فالطلب على الصحيفة يزداد، بل على العكس نحن غير قادرين على تلبية حاجة السوق نتيجة غياب ورق الطباعة في قطاع غزة، خصوصًا أننا الصحيفة الوحيدة في القطاع، حيث أن الإحتلال يمنع صحف الضفة من الدخول منذ أكثر من عام، فيوميًا هناك اشتراكات جديدة وطلب متزايد على الصحيفة، وهذا حقيقي وليس مبالغ فيه.

ويوضح البنا أنه عندما انتشرت الإذاعة والتلفزيون تنبّأ بعض خبراء الإعلام بانتهاء الصحافة الورقية بشكل كامل، ولكن ذلك لم يحدث، وطورت الصحافة الورقية من خصائصها واستمرت، وأضاف:quot; اعتقد أنه من المبكر القول إن الإنترنت سيقضي على الصحافة المطبوعة، فالصحافة الورقية يظل لها سحر وجمهور خاص بها، أما الإنترنت فمتابعته على الحاسوب يظل أمر متعب على عكس قراءة الصحيفة، وفي النهاية قراء الصحيفة هم جمهور خاص ومثقف، وربما خطورة الإنترنت أنه يشترك مع الصحافة المطبوعة بأن كلاهما صحافة مكتوبة، ولكن تبقى مسألة وسيلة القراءة فهي عبر الإنترنت متعبة وسريعة، ولذلك نرى صحافة الإنترنت بالخارج تركز على الإختصار الشديد جدًاquot;.

وأقر البنا باعتماد صحيفة فلسطينية على المواقع الإلكترونية في بعض الأحيان لنقل المعلومات وقال:quot; هي جزء من المصادر، ولكننا نعتمد بشكل أساسي على مراسلينا، ووكالات الأنباء الخاصة التي نشترك بها، ولذلك فالصحافة الإلكترونية ليست مصدر أساسي، وإنما فقط تمثل 10 %quot;.

وفي الجانب الأخلاقي يرى البنا أن هناك تدني وانحدار على المستوى الأخلاقي، مؤكدًا أن الدليل على ذلك مسألة القرصنة الصحفية عبر الإنترنت، وقال:quot; هذا أمر شائع جدًا، فأي موقع مهني محترف ينتج موادّ خاصة به، وإذا تتبعت أغلببية هذه المواد ستجدها تسرق من قبل مواقع أخرى وصحافيين آخرين، دون الإشارة إلى مصدر المادة الأصلي، وهذا لم يكن شائعًا في السابق نظرًا لصعوبة نقل المواد المطبوعة، أما الآن فالأمر سهل ويحتاج فقط إلى نسخ ولصقquot;.

المستقبل لإيلاف والصحافة الإلكترونية
يرى عبدالناصر النجار أنه بعد بعد 10 سنوات ستكون معظم الصحف الورقية التي لم تستطع الصمود ومنافسة الاعلام الالكتروني قد اختفت من تلقاء نفسها باستثناء الصحف الورقية القوية منها.

وحول تجربة صحيفة إيلاف قال النجار أنها تمثل تجربة رائدة في الإعلام الالكتروني ووقد استطاعت خلال ال 9 سنوات الماضية أن تحقق تقدما ملموسا فيه ، وبات ولها جمهورها الخاص على الانترنت وهم يزدادون بشكل كبير، وقال:quot; إيلاف تعد اليوم مصدرًا مهمًّا من مصادر الأخبار والمعلومات لكثير من القراء، كما أنها باستمرار محدثة وتطور ذاتها ، ولكنها بحاجة إلى أن تكون أكثر حيادية في تغطياتهاquot;.

لكن حافظ البرغوثي لا يجد اي جديد في الاعلام الالكتروني قائلاً: quot;صحيح ان الاعلام الالكتروني ادخل الفيديو والصوت والصورة والبث المباشر وكل وسائل الاعلام المتقدمة والخبر السريع ولكنه حتى الآن بلا ضوابط قانونية او مهنية بعكس الاعلام المطبوع، وفي الدول العربية ينظرون الى الرقابة او القانون باعتبار كل شيء ممنوع الا الاستثناءات ولكن العكس هو الصحيح كل شيء مباح الا الاستثناءات ويركزون على الجنس والاخبار السياسية التي تهم النظام وهذه ليست رقابة وانما محفز للناس لكي يبحثوا عن الممنوع.

وخلص البرغوثي الى القول: quot;ان الكلمة المطبوعة تبقى في عالمنا العربي اكثر تأثيرًا من الكلمة الالكترونية، على الرغم من وجود قراء للاعلام الالكتروني اكثر من الاعلام المطبوع.

وحول صحيفة quot;إيلافquot; أكد حافظ البرغوثي أن quot;إيلافquot; هي الصحيفة الرائدة في مجال الصحافة الالكترونية، مشيرًا إلى أن مؤسسها عثمان العمير عمل في مجال الصحافة المطبوعة وكايدها وعرفها، ويعلم جيدًا أن الصحافة المطبوعة اصعب من الالكترونية. وأشار البرغوثي إلى أن العمير بات واحدًا من رواد الصحافة الإلكترونية وقادتها. وقال:quot; انا شخصيًّا اقرأ ايلاف يوميًّا واتصفحها وقد استعين بأشياء منها لأنني واثق من مصداقيتها والمهنية الصحافية التي تتمتع بها، كما أن مؤسسها انسان مهني فهو ولد من رحم الصحافة المطبوعة ويعرف قيمتها ويلتزم بالموضوعية والمصداقية الصحافية، ولكن في المقابل هنالك مواقع اثارة وأخرى موجهة لا اقرؤها ولا اهتم بها quot;.

وأضاف: quot;اعتبر تجربة ايلاف مغامرة ذاتية لصحافي يحقق النجاح حتى الآن ولكن ما مدى هذا النجاح؟ فالأمر بجاحة الى قفزات اخرى واستثمار لكي تتطور ايلاف ويكون لها النكهة الخاصة من كتاب ومراسلين مؤهلين ولكن يبقى ان رأس المال العربي جبان ولا يستثمر في الصحافة الالكترونيةquot;.

من جهته، يؤكد ياسر البنا أن صحافة الإنترنت ينتظرها مستقبل باهر وسوق غير محدود، وستواصل ازدهارها وتطورها إلى مستوى ربما صعب التنبؤ به، بالنظر إلى الاهتمام الكبير من قبل الجمهور بالإنترنت، وقال:quot;يوميًا هناك مرتادون جدد للإنترنت، والإعلاميون يفتحونه بشكل كبير، كذلك السياسيون والشركات، فالجميع يهتم به، بالنظر إلى تطور قدرات شبكة الإنترنت في التصفح والسرعة، وسوف تزداد مسألة التفاعل من قبل الجمهور، ونتنبأ بمستقبل أفضل للمنتديات الإجتماعية، والمدونات. وعلى الرغم من ذلك إلا أنني غير متشائم بمستقبل الصحافة المطبوعة، لأن لها جمهورها الخاص، ومن الصعب أن تؤثر مثلاً على موضوع الإعلانات، لأن كافة المواقع العربية الإلكترونية تواجه صعوبات جمة في الإعلانات وتغيير ثقافة المعلن تجاه صحافة الإنترنت، وهناك شكوك في جدوى الإعلان عبر الإنترنتquot;.

وحول quot;إيلافquot; قال البنا:quot; هي مشهورة، وهي من أوائل المواقع الإلكترونية العربية الأولى، وقد تركت بصمة، حيث أن لها جمهورها الواسع على امتداد العالم العربي، وأتمنى لها مزيد من التقدم والإزدهارquot;.