&قام الأستاذ مسعود برزاني في 29 أيلول بزيارة الى بغداد، بعد غياب اكثر من ثلاثة سنوات بسبب خلافات مع السيد نوري المالكي، حول الأمور السياسية وبالأخص العلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد. وقام بالزيارة مستصحبا معه وفدا كبيرايمثل توجهات سياسية متعددة ومنها ممثلي عن الاتحاد الوطني الكوردستاني والاتحاد الإسلامي &والحزب الاشتراكي الكوردستاني والسيد فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان.

مجتمع إقليم كوردستان، مجتمع متعدد، ليس حزبيا وعشائريا ومناطقيا، فقط، بل قوميا ودينيا، ولخلق مجتمع متكافئ قادر على مواجهة المعيقات والتحديات، يجب ان تشعر كل مكونات هذا المجتمع او الشعب، انها جزء من القرار، انها تشارك في بناء المصير والمستقبل، وليس هناك من يحدد ما يجب وما لا يجب، وعلى الاخرين تلقف النتائج. ان أي قرار تتخذه رئاسة الإقليم او رئاسة الوزراء، يتعلق بمجموع كل أبناء الشعب، وهنا اليس من اللازم اشعار الجميع انهم جزء من القرار؟

لم تخلق السياسة كفن او كعلم الا لكي تحل الإشكالات الناتجة عن الشعور بالغبن او عدم الثقة. ولكن ما يحز في النفس حقا، انه رغم كل ما يقال عن المشاركة والاخوة وان فلان اصل العراق، الا انه في اللحظات الأساسية والمفصلية، يتم نسيان المشاركة والاخوة ويتم تهميش اصل العراق او اصل المنطقة.

بالأمس كان الأستاذ مسعود برزاني رئيس إقليم كوردستان، في زيارة لبغداد، واصطحب معه وفدا، كاد ان يمثل كل ألاطياف السياسية للاخوة الكورد في إقليم كوردستان، وهي لفتة ذكية، تجاه المقابل الذي يراد التفاوض معه، انه رسالة تقول ان جل الأحزاب متفقة في الملفات التي لا تتعلق بالصراع السياسي في الإقليم. ولكن لنا حق التساؤل &الم تكن تلك الرسالة اقوى واكثر تاثيرا، لو تم إضافة عضو اشوري وايزيدي الى الوفد، الم تكن تمنح المزيد من التأكيد على الرسالة المار ذكرها، ليس هذا ولكن الأهم رسالة داخلية، خاصة بالاقليم، وتقرن القول بالفعل، مضمونها انتم حقا شركاء، ليس في ما يتحملة الإقليم من الخسائر والويلات، ولكن الأهم في القرار، في معرفة خلفيات ما يحدث، لكي تنقلوا الصورة الى من تمثلونهم او الى شعبكم.

لا احد يمكن ان ينكر ان ما يتمخض او تمخض عن هذه المفاوضات، سيكون متعلقا، بالخلافات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الدعوة باجنحته المتعددة، ودليلنا ان الرئس مسعود اصطحب حتى بعض معارضيه ضمن الوفد، ولان الوفد لم يذهب للتكلم باسم الكورد مع العرب، بل ليتحدث باسم الإقليم مع بغداد، فان كل النتائج سلبا وايجابا ونحن نتمنى ان تكون كلها إيجابية للجميع، سيتحمل كل فرد نتائجها الاقتصادية او السياسية او أحيانا حتى الثقافية.

من هنا نحن نرى ان عدم تمثيل أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوفد، قصورا، لا بل تجاوزا لكل ما يقال عن الشراكة. لا بل انه تهميش واهمال للمخاوف المستقبلية التي يعيشها شعبنا. ان إزالة أسباب عدم الثقة يتطلب وضع مخارج سياسية مقبولة، فان ادعاء أي طرف بانه يعمل للمصلحة العليا، قد لايعني ذلك حقا، فالمصلحة العليا او مصلحة الجميع يجب ان يتشارك الجميع في تحديدها، وهنا نحن لا نحاول ان نشكك في النيات، قد تكون النيات طيبة وفي الغالب هي كذلك، ولكن العمل السياسي لم يبنى ابدا على النيات، بل على الوثوق، ولكي تكون كل الأطراف المشككة او التي تشعر بانها مهمشة حقا من القرار الخاص بمستقبلها وبموطنيها، كان المخرج الوحيد هو مشاركة ممثلين عنها في الحوارات السياسة المؤدية الى وضع التطلعات وتحديد الأوليات والرقابة على الممارسات والمفاوصات المصيرية، وهذا ما لم نجده في الوفد المشارك مع سيادة الأستاذ مسعود البرزاني، والذي تحدث عن الكثير من الأمور التي كان يجب ان يكون لشعبنا راي فيها، لانه جزء من الإقليم وجزء من العراق ككل ايضا.

[email protected]