ازعم باني كنت اول من أشار الى معاهدة جديدة بين الروس والامريكان بدلا من معاهدة سايكس ـ بيكو (مقالتي في ايلاف الغراء بتأريخ 8/ 11/ 2015) وها هي كل الدلائل تشير الى ان الشرق الوسط الجديد الذي بدأ الحديث عنه قبل اكثر من عقد من الزمن يوشك ان يولد من رحم المعاناة الإنسانية الرهيبة التي عاشتها شعوب المنطقة سيما في سوريا والعراق وفقا لمصالح القوتين الكبيرتين روسيا والولايات المتحدة الامريكية مع بعض التعديلات الشكلية في أسلوب التنفيذ اذ يبدو انه سيكون لكل من ايران الإسلامية وإسرائيل دور اكبر من بقية القوى الإقليمية في التنفيذ خاصة مع تراجع الدور التركي وتحجيم الدور السعودي كما ذهب اليه الدكتور ربحي حلوم الخبير الاستراتيجي في مقاربته ( سيناريو الصيف اللاهب ) المنشور في موقع (رأي اليوم ) الأردني
المعاهدة الجديدة تجاوزت مرحلة الاتفاق على الخطوط العريضة واغلب الظن انها تمر حاليا بمرحلة الاتفاق على التفاصيل والجزئيات ومن المهم والضروري ان لا تكرر أخطاء سايكس ـ بيكو التي على سبيل المثال لا الحصر مزقت كوردستان بين أربع دول في أكبر جريمة اقترفت بحق شعب وعلى القوتين العظمتين ان تستوعب ضرورة الاخذ بإرادة شعوب ومكونات المنطقة و الحد الأدنى من العدالة والمساواة في رسم الحدود الجديدة ان إرادة لهذه المعاهدة الحياة وأي تغيب لهذه الإرادة وللعدالة سيؤدي حتما الى نتائج كارثية والى حروب مستمرة والكثير من الدماء والدمار الشامل مع الاخذ بنظر الاعتبار العجز الواضح للتحالف الدولي في القضاء على مجموعة عصابات داعش التي تعيث في الأرض فسادا ودمارا فكيف بمحاربة أبناء المنطقة وشعوبها فيما اذا لم &يؤخذ بمطالبها على محمل الجد
&
صحيح ان مكونات المنطقة القومية والدينية لا تملك الكثير من أوراق الضغط ولكن الصحيح أيضا وبسبب وجود هذه المكونات على الأرض وإمكانية الاستفادة من الثغرات وتصادم المصالح ووجود اطراف أخرى هنا وهناك ان تعرقل أي اتفاق لا يضمن الحد الأدنى من حقوقها المشروعة مما يعني فشل الاتفاق وعدم الوصول الى حالة تعميم السلام والاستقرار وبالتالي تهديد الاهداف التي يريد الطرفان الروسي والامريكي تحقيقها وبقدر تعلق الامر بشعب كوردستان الذي يتطلع الى الحرية والسلام وتحقيق وحدته الوطنية ومع كونه القوة الرئيسة المقاتلة ضد الإرهاب العالمي ونمو واتساع علاقاته بشعوب العالم ومراكز القرار الدولية فان أي تجاهل لهذه الكتلة البشرية التي تربو على الأربعين مليون انسان وفي قلب الشرق الوسط، تحت أي ذريعة كانت كوجود العديد من الأحزاب والكتل السياسية المتعارضة، سيشكل عقبة كبيرة امام تحقيق أي اتفاق لأهدافه العلنية والسرية خاصة وشعب كوردستان موحد ومتفق برمته على استرداد حقوقه المسلوبة ومستعد لدفع الثمن الذي ذكره الزعيم الهندي الراحل جواهر لال نهرو قبل اكثر من ثمانية عقود والذي استمر طيلة القرن الماضي وقد ان الأوان ان ينصف العالم شعب كوردستان وان لا يجبره الى دفع الثمن في القرن الواحد والعشرين ايضا
ان أي سلام حقيقي في منطقة الشرق الأوسط لن يكون حقيقيا ومستمرا مالم يؤخذ بالحسبان إرادة مكوناته القومية والدينية وفي مقدمة هذه المكونات إرادة شعب كوردستان الذي تم حرمانه طيلة القرن الماضي من حقوقه الإنسانية المشروعة التي تتمتع بها شعوب واقوام العالم وكيف يمكن تصور مستقبل افضل للمنطقة ولشرق أوسط متصالح مع نفسه ومع الاخرين مع حرمان مكوناته الأساسية من الحرية وحق تقرير المصير فهل سيهتم السيد لافروف والسيد كيري بذلك هذا ما ستكشفه احداث الصيف اللاهب&
&