&
ربما يعد خطاب السيد عمار الحكيم في ضرورة تشكيل تحالف وطني جديد, هو اعلان لموت التحالف الوطني الموجود حاليا, او تعبيرا عن عجزه في مواجهة الاحداث السياسية الصعبة, كونه أَثقل من كثرة الخلاف بين مكوناته, والارادة المتعمدة لتعطيله, واختصار دوره في جني استحقاق الكتلة الكبيرة وحسب. &
المتتبع لتاريخ هذا الكيان, يجد بان عوامل الضعف دبت فيه قبل انتخابات 2010 بحوالي سنة, اذ شن السيد رئيس الوزراء, حملة قاسية على مجلس النواب بصورة عامة, والائتلاف العراقي الموحد في حينها بصورة خاصة, فقد قام بعض النواب المنشقين من كتلهم بالتقرب من رئيس الحكومة, بعد ان اغدق عليهم العطايا ليس اقلها اراضي سكنية فاخرة على ضفاف دجلة, فأخذوا على عاتقهم حملة التوهين بذلك التكتل البرلماني, تمهيدا للانسلاخ منه في انتخابات تلك السنة تحت مسمى ائتلاف دولة القانون, والذي لم تساعده الأقدار في جني الاغلبية, لذا عاد مرة اخرى للتحالف مع مكونات الائتلاف العراقي الموحد, لتشكيل التحالف الوطني الذي اريد له ان يكون قاربا يوصل ذوي الطموح الى شاطئ رئاسة الوزراء, ليتم بعد ذلك تكتيفه, من خلال اختيار زعامة ليس لها سلطة على اي فرد من مكوناته, فكان مشلولا عن المراقبة والمحاسبة للحكومة, التي انبثقت منه, فساد التفرد في المقدرات, وظهر التناحر بين المكونات لسنوات اربع كان حصيلتها ذهاب الارواح العزيز, والاموال الهائلة والاراضي الكبيرة.
اما في هذه الدورة البرلمانية فاقتصر دور التحالف الوطني على كونه الكتلة الاكبر, التي حظيت بتكليف رئيس الجمهورية لاختيار رئيس الوزراء, ليتم بعدها التنكر له, ليس من قبل جناح السيد المالكي وحسب بل حتى ممن يظهرون انهم مع جناح السيد العبادي (المكسور), فإنهال النقد لهذا التكتل, وشل بالكامل, بعد عدم الاتفاق على نظامه الداخلية ورئيسه.
لم يكن السيد الحكيم طول هذه الفترة التي شهد فيها التحالف ضعفا كبيرا, الا محرضا على وحدته, أملاً &في عودته قويا من اجل تخطي الصعوبات, واصلاح الفساد المستشري والانطلاق في علاقات قوية مع شركاء الوطن المؤمنين بالعملية السياسية, ولكن عندما يكون التهديد للعملية السياسية, وحماية الفاسدين والابقاء عليهم والاستئثار بالمواقع وتحريف اي نهج اصلاحي يهدف الى استئصال الفساد وتبني رئيس الحكومة مع عدم دعمه وترشيد حركته وتركه يتخبط في قرارات ارتجالية, عندما يخرج كل ذلك من بعض مكونات التحالف الوطني, فمن الخطأ المضي بهذا المشوار لان الاختلاف لم يعد في التفاصيل والاليات إنما في المنهج والمسار.
الاسهل والافضل في تجاوز هذه الازمة, صحوة التحالف الوطني بجميع مكوناته, او غالبيتها والحفاظ على المكتسبات السياسية التي عمدت بالدماء الطاهرة, ولكن بقاء التناحر, وعدم المبالات بهول ما يحدث, فضلا عن التصعيد يفرض على من لديهم الحرص على مستقبل هذا البلد, البحث عن مساحات للعمل السياسي الفاعل, وهجرة هذا البيت الذي انهكه عبث ساكنيه (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ ...... يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً).
&