&

عظمت الأمة الإسلامية كل الملتحين الجدد الذين يهولوا في أقوالهم فجعلتهم في ناصية الفتاوى للإصدار ثم التنفيذ! هل حقاُ هم مفتين؟! مع النقص الشديد في ثقافته الإسلامية فلو لاحظتم أن آلية تكوينه ابتدأت من شاب تائب وبعدها طالب علم في المحاضرات المشبوهة واجتهد مع ضلالات عقله وأصبح فضيلة الشيخ المتشدد ؛؛ وكمل الله أخلاق الصحابة حين بعث رسوله الأمين. عندما يتحول الدين إلى تجارة و تسليع فتاوى من الهوى إلى أن يضع المجتمع قبل اسمه (فضيلة الشيخ)!، إنه مجتمع عربي خليجي بأكمله يشاهد هذه اللحى وإن طالت... رجولة و التزام بالدين، يُتبارك بأقوالهم وحديثهم السلفي الذي يخرج العاقل عن عقله ويُصدق حديثهمّ، فتنجيد طلاب العلم لهم يسعفهم إلى الوصول لتحقيق مبتغاهم!

دعاة ومشايخ بعضهم يعيشون عيشة الملوك والتجار بل وأكثر، يعملون بفكرة إعلانات لدى المشاهير فيجنون من شهرتهم الدينية أكثر مما لا يتوقع من مشهور إعلامي أو فني، فهي تجارة مربحة جداً جداً، أسمائهم تستغل.. لا يبنى لهم مساجد بل تبنى شركات لجذب العملاء فهذا ليس سوى قليل من مزيد عن عجائبهم العجاب، ودينهم المتاجر به.

استغلت هذه اللحى في إيهام الناس وأصبحوا يقفون في منابر التجمعات العائلية وأمام كل من صادفهم، لهم الأولوية في أن يكونوا قادة المجلس، فمن حفظ جزء من القرأن وكث اللحى أصبح مؤهلا بأن يكون قائدا مصلحا يعود إليه الناس في حوائجهم وتفسير أحلامهم. شيخ باللحية، يقرأ على الناس وبالأخص النساء فيشبع عينيه منهن، وأصبحت "تفلة منه" مباركة ثمينة قد تشفي من كل داء أو وهم يتوهم به مريض نفسي، تدرج حتى أصبح تاجر الناس يأتون إليه من كل مكان وكل المنتجات مقروء فيها كل القرآن بين قوسين ( منتجات إسلامية )! تطفئ العين وتشعل السكينة والطمأنينة بين المتزوجين، وتفك السحر، زاد الطلب عليه وطفح اسمه وكلما طالت لحيته وقصر ثوبه أصبح ذو كلمة، وإن خُالفه أي تيار أرجم لدرجة أن معظم المتدينين وضعوا أقواله و فتاويه مثل صحيح البخاري ومسلم بل وأشد من ذلك! فلديهم نظريات وفرضيات يؤخذ بها؛ لأنهم صالحين متدينين بشدة،أتونا في فريضة دفن المرأة وهي حية، وتحريم طفولة الأنثى وشرنقتها بالسواد، لأنها تذكرهم بملامح المرأة والشهوة.. إلخ ياللأسف تحتل بعض من هذه العقول مكانة في بلدنا ويصبح يطاردها بحجة القمع كي لا تطغى، ومن هنا يصفق له جمهور" المطاوعة " باسم الدين ولا نستطيع أن نكذب النوايا، ومن يهاجمهم فكأنه هاجم الدين الإسلامي بأكمله وحتماً سوف ينتهي الحكم عليه بالتكفير لكونه محرض على أشباه رجال الدين. يجب علينا أن نجرد هؤلاء ليعي المجتمع الإسلامي المنجرف معهم بأنه ليس كل حرف يسبق اسمه ( د ) تعني عالماً أو مفكرا ربما تصادف داعية ولكنها لا تعكس حقيقة علمه بل تسود إلى الجهل والتخلف في تصاريح الخزعبلات وتحريم الحلال وتوجيب السنة، مرجعنا في الدين هو رسول الله عليه الصلاة والسلام، ونحن لا نعبد الداعية ليفتي بتحريم شيء من أجل غدة أو طالب علم مجتهد بل نعبد الله مباشرة ثم نعود إلى قدوتنا في الدين سيد البشر، تعلق بعض المشفقين على الثواب خلق لكل دال (د) فهم جنود له يطبقون أوامره ويجتنبون ما نهي عنه لذا أصبح تكاثرهم يجعل كل كلماته وأقواله معدن مذهب، فالعجب العجاب في كل ما نشاهده منهم ويقول الحقيقة سوف يعاقب ويفضح ويصورن معه الرذيلة ليتم تشهيره فهذه الحالة يجوز من أجل إكرام وتبييض من تعلقوا به حتى لو خالف حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: من ستر على مسلم..." فهي جائزة في قناعتهم جائزة!

التدين الصحيح والإلتزام بالإعتدال هو أنقى وأطهر من الإنجراف مع متاع الدنيا وجني المال منه، فالتدين الصحي لمشائخ الدين وجدناها في ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله - ماتا ولم يستغلا علمهما الذي وهبهما الله لنفع المسلمين لجذب مشاعر الناس تجاههم، وأيضا من المشائخ الكرام مفتي المملكة فهو زاهد لا يصارع من أجل أحد ويبصر قلوب الناس بعلمه دون استغلال لهم فعلمه ينتفع به مسلمي العالم العربي والمقابل هو احتساب لله رب العالمين،، فلابد علينا أن نحتسب من أجل تنقية الدين من الشوائب ومع التنقية ابتدأت النقطة.