لَيْلٌ وصَباحٌ لا يلتقيانْ

إلاّ كيْ يفتَرِقا دونَ اِسْتئذانْ

لَيْلٌ تُتْعَقَبُهُ

غيماتٌ ساخرةٌ

تُخفَي عنهُ نُجوماً يَعْشَقُها

وصَباحٌ تُقْلِقُهُ

غيماتٌ عابِثَةٌ

تحجبُ عنه الشّمسَ وبَهجَتَها

لَيْلٌ وصَباحٌ

كلٌّ يبحثُ عَنْ أحلامٍ،

مُنْذُ سنينٍ يَفقِدُها

وأنا لا أبحثُ إلاّ عَنْكِ،

ولكنّ خطايْ

تجهلُ ما مَسْراكِ، وما مَسْرايْ

أتذكّر إنّا

كنّا

نغطسُ في الرّملِ، وكُنّا

نجْهَلُ كَيْفَ يكونُ مِزاجُ الصحراءْ

حِينَ تضيعُ بها الأحلامُ، ويَنْحَبِسُ الماءْ

...........................................................

ليلٌ وصباحٌ

سَئِما مِنْ طُولِ البحثِ فناما

لَمْ يَجِدا شيئاً، والدّربُ تَعامى

أصحابي اِضطربوا

وجميعاً هربوا

لَمْ يَبْقَ سوايْ

لكنّكِ أنْتِ

كُنْتِ وما زُلتِ

تسعينَ إلى كشفِ الأسْرارِ

وفَكِّ رُمُوزِ

الوقتِ المُحتارِ

بدُنْيايْ

هَلْ يأتينا ليلٌ لا يبكي،

وصباحٌ لا يحكي؟

هَلْ يأتي لكلينا

ما يرجو أو ما يختارْ؟