&يخوض عشرات ضباط الشرطة والجنرالات السابقين، الإنتخابات البرلمانية في مصر ضمن مشهد جديد ينذر بـ "عسكرّة الدولة".

صبري عبدالحفيظ من القاهرة: تشهد الانتخابات البرلمانية الحالية في مصر ظهور عدد كبير من لواءات الجيش والشرطة المتقاعدين، الذين يطمحون الى دخول الندوة البرلمانية كممثلين عن قوائم انتخابية كبرى، مثل "في حب مصر" و "الجبهة الوطنية" و"تيار الاستقلال"، فضلًا عن "العسكريين" الذين يخوضون الانتخابات عن الأحزاب التي أسسوها، والتي تُعرف بـ "أحزاب الجنرالات"، وهي تضم عددًا كبيرًا من جنرالات الجيش المتقاعدين. فيما يُعد حزبا "حماة الوطن" و"فرسان مصر" أشهر هذه الأحزاب وأكثرها حضورًا وشعبية.

&
يتنافس ضباط الشرطة وجنرالات الجيش السابقين بقوة في الإنتخابات البرلمانية الحالية، ورغم أن ترشحهم في الإنتخابات النيابية ظاهرة بدأت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أنها تعممت بشكل واضح في هذه الإنتخابات، لاسيما مع وصول الرئيس السيسي الذي يحيط نفسه بالعسكريين، ويكاد لا يثق إلا بهم.&
&
إلى ذلك، يستطيع الجنرالات وضباط الشرطة السابقين، أن ينافسوا رجال الأعمال وأعضاء الحزب الوطني المنحل، كونهم يتمتعون بنفوذ كبير في الأجهزة الأمنية ويحظون بثقة النظام، بحيث أنهم الأقدر على منازلة المال السياسي الذي يمتلكه رجال الأعمال، وعلى مقارعة الخبرة والدهاء الذي يتمتع به أعضاء الحزب الوطني.&
&
قوائم حزبية
&
من الملفت، أن اللواء سامح سيف الليزل، المسؤول السابق في جهاز المخابرات، هو من يقود قائمة "في حب مصر" المدعومة من السيسي شخصياً، لاسيما بعد فشل رئيس الحكومة الأسبق، كمال الجنزوري، في تشكيل القائمة. وتضم القائمة مجموعة كبيرة من الجنرالات، منهم: اللواء مدحت الحداد، واللواء محمد غباشي، بالإضافة إلى اللواء عبد الرافع درويش، رئيس حزب "فرسان مصر".
&
&بينما تضم قائمة "تحالف الجبهة المصرية" و"تيار الاستقلال" المدعومة من الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية عام 2012، في منطقة غرب الدلتا، مرشحين من الجنرالات مثل: اللواء عصام الدين بدوي، والعميد يونس أبوجبير.
&
مشاركات فردية
&
وفي النظام الفردي، يخوض المنافسة عدد أكبر من الجنرالات وضباط الشرطة السابقين، ومنهم: قائد الحرس الجمهوري السابق، اللواء نجيب عبد السلام، المرشح على المقعد الفردي في الفيوم. اللواء تامر الشهاوي، الملقب بصقر المخابرات، مرشح عن دائرة مدينة نصر. &المدير الأسبق لسلاح المركبات بالقوات المسلحة، اللواء أركان حرب حسن السيد، &المرشح على المقعد الفردي بالدائرة الأولى. فيما يخوض اللواء مرسى خلف الله، وكيل جهاز المخابرات السابق، الانتخابات البرلمانية عن مركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، واللواء طه طه، نائب رئيس هيئة القضاء العسكري السابق، عن دائرة مدينة نصر، واللواء إبراهيم قطاطو، رئيس المحكمة العسكرية العليا السابق، عن دائرة البرلس بمحافظة كفر الشيخ.
&
بالنسبة &للمرشحين من جنرالات الداخلية السابقين، فيظهر منهم: حسنى عبد الفتاح، ضابط شرطة متقاعد، مرشح في محافظة الجيزة. اللواء سفير نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، مرشح بدائرة إمبابة. ضابط الشرطة أحمد سعيد، عن دائرة قويسنا ضمن مرشحي حزب المصريين الأحرار. والضابط عادل زكى الصعيدي، في دائرة الباجور عن حزب "مصر العروبة"، وفى الإسماعيلية اللواء أشرف عمارة، مدير سابق في إدارة تأمين محور قناة السويس. وكذلك، ينافس المقدم أحمد شعيب عن مدينة أبو صوير، فيما يتنافس اللواء صلاح الدين حسين، وعبد الناصر حسين، عن دائرة أبو قرقاص بمحافظة المنيا.
&
ومن الأسماء الأخرى: اللواء سعيد طعيمة، مدير إدارة مرور الغربية السابق، عن دائرة طنطا، اللواء شفيق محمود على البنا، عن دائرة شبين الكوم بالمنوفية. اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الإسكندرية السابق، عن دائرة القناطر الخيرية. اللواء مليجى فتوح، مدير أمن الشرقية السابق، عن دائرة قويسنا وبركة السبع، بمحافظة المنوفية.
&
وينافس اللواء محمد صلاح أبو هميلة، مساعد رئيس هيئة الرقابة الإدارية الأسبق، عن دائرة العياط. واللواء طه غلوش، دائرة مركز كفر الشيخ. واللواء مصطفى باز، عن دائرة هيها والإبراهمية. واللواء أشرف عمارة، عن مدينة الإسماعيلية، واللواء مصطفى عطوة عن دائرة بندر الفيوم.
&
وفي قنا، الدائرة الأولى، يتنافس عدد من ضباط الشرطة والجيش، منهم 7 مرشحين من أصل 42 مرشحًا، وهم: اللواء محمد سعيد محمد، واللواء إبراهيم عبد المطلب، وضابط الشرطة المسلحة أسامة السنوسي، بالإضافة إلى اللواء نظامي سالم محمد سالم، واللواء شرطة أحمد راجي أحمد، وضابط الشرطة عياد خليل، والعميد جمال النجار.
&
أما الدائرة الثانية في قنا، أيضاً، ومقرها مركز شرطة قوص وقفط، يتنافس اللواء سيف النصر إبراهيم، والكابتن محمود ياسين، كبير ضباط مركز لاسلكي في "مصر للطيران".&
& &
ويتنافس بالدائرة الثالثة، ومقرها مركز شرطة نقادة، ضابط ولواء شرطة من أصل 13 مرشحًا، وهما الضابط زكريا عبادي عبيد، وخيري حامد.
&
أما في الدائرة الرابعة، ومقرها مركز شرطة نجع حمادي، يتنافس 6 من ضباط القوات المسلحة والشرطة للفوز بـ3 مقاعد، وهم اللواء شرطة خالد خلف الله، والعميد شرطة نبيل بخيت، واللواء شرطة عمر الطاهر، والمقدم شرطة محمد الغول، والعقيد قوات مسلحة محمد الأمين، والعقيد قوات مسلحة أشرف شمروخ.
& & & & & & & & & & & & &
وفي دائرة دشنا والوقف، يظهر اسم اللواء سيف الله نصر الدين، واللواء محمد علاء الدين. بينما ينافس اللواء عبد المنعم الأنصاري للفوز بمقعد الدائرة الخامسة ومقرها مركز شرطة فرشوط.
&
في الدائرة السادسة ومقرها مركز شرطة أبوتشت، يتنافس 3 من ضباط الشرطة من أصل 29 مرشحًا للفوز بمقعدين، وهما اللواء شرطة جمال عبد العال، وضابط الشرطة عصام سليم، واللواء شرطة ماهر الدربي. &&
& & & & &&
في محافظة سوهاج، يظهر اسم اللواء حازم حمادي، النائب البرلماني السابق عن الحزب الوطني، واللواء صلاح عقيل، المرشح عن دائرة طما، واللواء ممدوح مقلد، عن دائرة جهينة.
&
بين مؤيد ومعارض
&
ليس هناك من يمنع ترشح الجنرالات السابقين بالجيش أو قيادات وضباط الشرطة السابقين، قال اللواء عبد المنعم سعيد، قائد الجيش الثالث الأسبق، لـ "إيلاف"، مؤكدًا بأن أي مصري له الحق في الترشح للانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن لواءات الجيش السابقين أنهوا الخدمة العسكرية، وخرجوا إلى الحياة المدنية، وبالتالي لا يمكن منعهم من مزاولة النشاط السياسي والحزبي.
&
وأضاف "سعيد" بأن لواءات الجيش دائمًا ما يكون لهم خبرة بالأمور التي تتعلق بالأمن القومي للبلاد، منوهًا إلى أن هؤلاء اللواءات سيكونون إضافة قوية للبرلمان القادم، لاسيما أن الأوضاع الحالية في البلاد، تحتاج إلى مساهماتهم في الأمور الخاصة بالدفاع عن أمن وسلامة البلاد.
&
وقال هاني الحسيني، عضو الهيئة العليا لحزب "التجمع"، إنه لا يستطيع أحد منع لواءات الجيش والداخلية السابقين من الترشح في الانتخابات، لاسيّما أن هذا حق طبيعي لهم، طالما خرجوا من مؤسساتهم الأمنية التي تحّظر عملهم السياسي، وأضاف لـ"إيلاف": "القليل من هؤلاء اللواءات سيكون وضعهم مجديًا في الحياة السياسية المصرية".
&
وأشار "الحسيني" إلى أن العمل السياسي يحتاج إلى خبرة، ونشاط اجتماعي، وثقافي، منوهًا إلى أن لواءات الجيش والشرطة يفتقدون هذه المواصفات التي لا غني عنها في البرلماني الناجح. ولفت إلى أن اللواءات تقدموا لخوض غمار المعركة الانتخابية من منطلق الحرص على مصالح البلاد العليا، معتبرًا أن هذا الشعار من الشعارات الرنانة التي لن يتم تطبيقها على أرض الواقع.
&
وتابع: "ترشح لواءات الجيش والشرطة السابقين للبرلمان، ظاهرة ليست إيجابية، لأنه من الأفضل أن يتكون البرلمان من عناصر مدنية يكون لها دور اجتماعي"، مطالبًا بأن يعبّر البرلمان الجديدعن مصالح الأمة ككل، وليس ظهيرا سياسيًا للرئيس السيسي.
&