يؤكد قرار روسيا الانسحاب من سوريا أن إقامة دويلة علوية على الساحل السوري بات امرًا واردًا، كما يعكس عدم رغبة روسيا بأي مواجهة عسكرية مع السعودية.
&
القدس: أمر فلاديمير بوتين جيشه بالخروج من سورية في خطوة ترى فيها المصادر قناعة لدى الرئيس الروسي بأن قوات التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية لن تتردد في التدخل العسكري الذي أعلنت عنه.
&
من نافل القول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل لا يمكن توقع مفاجآته. فلا أحد توقعه آمرًا قواته الأساسية المنشرة في سورية بالانسحاب من الميادين، وترك الأراضي السورية برمتها. إلا أن مصادر مطلعة قالت لـ«إيلاف» أن في قرار الانسحاب تأكيدًا على أن بوتين كان على قناعة تامَّة خلال الفترة الأخيرة في أن قوات التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربيَّة السعوديَّة، على أكمل استعداد لتنفيذ عمليات بريَّة واسعة النطاق ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد إذا اضطرت لذلك، بهدف تأمين سلامة المناطق السورية في وسط وشرق سوريا.
&
تضيف المصادر لـ «إيلاف» أن روسيا تتفادى أيَّ صدام عسكريّ مع السعوديَّة، في حال فشلت المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة السوريَّة، الأمر الذي دفع بالرئيس الروسي إلى اتخاذ قرار الانسحاب من سوريا، اضافة إلى مجموعة من القرارات الأخرى، بينها مثلا على تقاسم النفوذ بين روسيا والسعودية في سوريا.
&
هل أعلن بوتين نهاية بشار الأسد والحرب السورية؟

ويقول المصدر الذي تحدث لـ «إيلاف» إن وساطة غربية جرت في الآونة الأخيرة بهدف الاتفاق على تقاسم النفوذ بين روسيا والسعودية من دون أن ينفي حصول تنسيق بين روسيا وأميركية قبيل اعلان روسيا عن قرارها بالانسحاب من سوريا.&

&
الدويلة العلوية آتية
&
ولا شك أن مستشاري بوتين منكبون على دراسة تداعيات هذا قراره المفاجئ بالانسحاب من سوريا.
&
يقول مصدر روسي تحدث لـ «إيلاف» إن الأهم بالنسبة للقيادة الروسية الحفاظ على مصالحها ونفوذها في منطقة المتوسط.
&
يؤكد المصدر لـ «إيلاف» أنَّ تقسيم سوريا وإقامة كونفدراليَّة بات أمرًا واردًا، لافتًا إلى أن مباحثات مباشرة وغير مباشرة تمت مع السعوديَّة.
&
ولا يستبعد المصدر الروسي لـ «إيلاف» تقسيم سوريا، &لافتًا إلى أنَّ احتمال إقامة «دويلة علوية على الساحل» بات امرًا واقعًا، على أن تكون المنطقة مؤمنة من روسيا، بحيث تحافظ هناك على مصالحها وأسطولها ومطاراتها العسكرية.
&
مصير الأسد
&
ورفض المسؤول الروسي تسمية رئيس للدولة العلوية التي ستقام على الساحل السوري، مؤكدًا أن «لا خطوط حمراء لدى روسيا تجاه من يرأس هذه الدويلة»، ولافتًا إلى أن مصير الأسد تقرره الانتخابات والاتفاقيات التي من الممكن ان تعقد بين أطراف النزاع السوري وبرعاية دولية.
&
من جانب آخر، تؤكد مصادر موثوقة لـ «إيلاف» أنَّ الرئيس السوري تبلغ قرار روسيا بالانسحاب عبر وسائل الإعلام ومن دون أي تنسيق مسبق، ما شكل صدمة للقيادة السوريَّة.