إيلاف من بيروت: ما هي تداعيات محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا على المنطقة ككل ولبنان تحديدًا، ولو نجحت العملية الإنقلابية ما الذي كان سيتغيّر في لبنان والمنطقة؟

يعتبر النائب كامل الرفاعي في حديثه لـ"إيلاف" أن محاولة الإنقلاب التركية الفاشلة كانت ستكون لها تداعيات على المنطقة نظرًا للتدخل التركي الواضح في أمور المنطقة، وخصوصًا الشؤون السورية، بخاصة على الوضعين العسكري والإقتصادي، أما بالنسبة للبنان فرأينا ردة الفعل الشديدة والمتناقضة، عن حالات مذهبية، لا أكثر ولا أقل.

ويلفت الرفاعي إلى أن التداعيات على المنطقة في سوريا والعراق كبيرة بعد محاولة الإنقلاب التركية الفاشلة ستظهر بالنسبة لموقف الحكومة التركية وتعاطيها إن كان مع المعارضة أو النظام في سوريا والعراق.

أما النائب السابق مصطفى هاشم فيؤكد في حديثه لـ "إيلاف" أن تركيا تبقى لاعبًا إقليميًا في المنطقة، والوضع فيها يؤثر على المنطقة ككل، خصوصًا في ما يتعلق بالنظام السوري، ولو نجح الإنقلاب التركي لكانت تداعياته كبيرة على لبنان والمنطقة، وكان يجب معرفة توجهات الإنقلابيين، وبالنسبة لأردوغان وفريق عمله يبقى التوجه معروفًا بعكس الإنقلابيين.

ماذا لو نجحت؟

وردًا على سؤال لو نجحت العملية الإنقلابية في تركيا، ما الذي كان سيتغير في المنطقة وفي لبنان تحديدًا؟ يجيب الرفاعي أن التركي يبقى دائمًا تحت السقف الأميركي، وتبقى تركيا لاعبًا أساسيًا في المنطقة، ولكن مجال تأثير تركيا يرتبط بما تسمح أميركا بذلك، وغالبية دول المنطقة تبقى تحت راية الأميركيين، وتنفذ أجندتها إلى حد كبير، ويبقى لديها هامش خفيف للتحرك المستقل، وهذا يجعلنا نربط كل الأمور بالموقف الأميركي وما يجري في المنطقة.

يلفت هاشم في هذا الخصوص إلى أن الموقف حيال تركيا كان سيتغيّر، وما هو مرسوم للمنطقة من قبل الدول الكبرى كان سيبقى، خصوصًا مع الحديث عن سايكس بيكو جديد في المنطقة، مع التفاهم الأميركي الروسي الأوروبي، وهناك قوى إقليمية مثل تركيا وإيران والسعودية ومصر تؤثر كلها في القرارات الدولية.

تشجيع خارجي

ولدى السؤال هل كانت محاولة الإنقلاب في تركيا بتشجيع خارجي وكيف يستفيد الخارج من هذا الإنقلاب لو أنه نجح؟ يجيب الرفاعي أن الخارج ونتيجة التعاطي مع الإنقلابيين يوحي أن هناك نوعاً من الإذن الأميركي أو الأوروبي لضرب أردوغان و"شد أذنه" من ناحية معينة، لكن ضمن السقف المسموح به أوروبيًا وأميركيًا.

ويشير هاشم إلى أن الأتراك يشيرون بأصابع الإتهام إلى تدخل أميركي بطريقة غير مباشرة.

التدخل التركي

وردًا على سؤال هل ستنكفىء تركيا إلى الداخل ولن تكون مؤثرة خارجيًا بعد محاولة الإنقلاب ضد أردوغان؟ يؤكد الرفاعي أن تركيا ستبقي على نفوذها في المنطقة، لكن ضمن حدود معينة، وبوتيرة أقل مما كانت عليه في السابق.

يؤكد هاشم بدوره أن تركيا بعد هكذا محاولة إنقلاب ستتغيّر سياستها نحو الخارج، وسيؤثر الأمر سواء سلبًا أو إيجابًا على تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
&