في وقت أكد ضابط إسرائيلي كبير جهوزية بلاده التامة لأي تهديدات خارجية وعملها الدؤوب والمستمر على تطوير منظومات دفاعها، رأى أن لا قدرة مطلقة لديها لمنع كل الصواريخ من إحداث أضرار في بعض الأحيان.

إيلاف: هل تستطيع إسرائيل الصمود لفترة طويلة أمام كميات الصواريخ الهائلة المحيطة بها من الشمال ومن الجنوب من القريب ومن البعيد، وماذا لديها لمواجهة هذا التهديد الأمني، وهل صواريخ إس 300 الروسية في إيران وسوريا تهدد الدولة العبرية؟.. هذا ما حاولنا أن نفهمه من خلال لقاء خاص بضابط كبير في الدفاعات الجوية الإسرائيلية.&

التأثيرات ضئيلة
وقال الضابط إن لدى إسرائيل إجابات لغالبية التهديدات، ولكن لا يمكن تغطية السماء بالكامل، وعليه فإن إصابة أهداف حساسة في الداخل الإسرائيلي أمر وارد، وإسرائيل تحاول أن تكون جاهزة لمثل هذه السيناريوهات.

الضابط الكبير من سلاح الجو والمسؤول عن الدفاعات الجوية شرح لنا أن لدى إسرائيل منظومات متعددة، وتشكل طبقات تكمل بعضها بعضًا من المنظومات المضادة للصواريخ، وهي منظومة الحيتس المضادة للصواريخ الباليستية، ومنظومة الباتريوت الأميركية مع تقنيات إسرائيلية المضادة للطائرات والطائرات بدون طيار، ونظام عصا داوود المعد لتهديدات محددة، رفض الضابط الإفصاح عنها، ونظام القبة الحديدية، الذي يعالج الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.&

يضيف الضابط أن وجود هذه المنظومات يجعل الجانب الآخر يحسب كيف سيعمل مستقبلًا وبأي طريقة وكيف. ويوضح أن إسرائيل أمّنت المراكز الحساسة والاستراتيجية بشكل يجعل التأثيرات جراء قصفها قليلة بحسب أقواله.

التطوير الأمني مستمر
وعن المنشآت البحرية ومنصات التنقيب عن الغاز والبترول بالبحر وإمكانية استهدافها، قال الضابط إن المنصات محمية على مدار الساعة من البحر ومن الجو ومن البر، في إشارة إلى احتمال استهدافها بصواريخ بر- بحر من طراز ياحونط الموجودة في سوريا، والتي ربما تكون انتقلت إلى حزب الله.
&
أضاف أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعمل على تطوير نفسها وتقنياتها ومنظوماتها الدفاعية دومًا. والجيد يقول الضابط إن الصناعات كلها إسرائيلية، والصناعات العسكرية والجوية تعكف على تطوير واختراع كل ما من شأنه زيادة الأمان والأمن والدفاع أمام أي اعتداءات، علمًا أن المعارك العصرية هي في الداخل أو ما تسمى الجبهة الداخلية، ومهمة الدفاعات الجوية تأمين أقل ما يمكنه أن يتعرّض لضرر في الداخل الإسرائيلي، والذي يكون له القول الفصل عندما تستمر الحرب طويلًا، ومقدرته على الاستيعاب تحكم كيف تدير إسرائيل أي حرب أو عملية عسكرية.

يقول الضابط إن هناك صواريخ تسقط في أماكن مفتوحة أو غير مأهولة، ولا يتم تشغيل صافرات الإنذار، لأن المنظومات تعمل بطريقة تحديد مكان سقوط الصواريخ، وعليه يتم الاستهداف أو عدمه، لافتًا إلى أن أمر التصدي للصواريخ نسبته ليست مائة بالمائة، وقد تفلت بعض الصواريخ، لتوقع ضحايا وتحدث أضرارًا.&

معرّضون أحيانًا
وأشار إلى أنه من المستحيل تأمين نجاح التصدي للصواريخ بنسبة مائة بالمائة. وقال أيضًا إن لدى إسرائيل معلومات دقيقة عن عتاد ونوعية الصواريخ والطائرات بدون طيار الموجودة لدى الجانب الآخر، وهي تطور أساليب مواجهتها دومًا، ناهيك عن استلام طائرات إف 35، التي ستضيف إلى سلاح الجو قدرات لم يسبق لها مثيل، لأنها طائرات هجومية ودفاعية في الوقت عينه.

وأكد أن "لدى حزب الله صواريخ متنوعة وكثيرة، وأيضًا متطورة، وطائرات بدون طيار سيستخدمها الحزب كطائرات انتحارية، وإسرائيل لديها القدرة على معرفة كل ما يحلق في الأجواء، ونعرف التصدي لكل تهديد، مثلما فعلنا سابقًا لدى إسقاط كل ما يحلق ويهدد أمن إسرائيل".

جاهزون لحزب الله
أضاف الضابط الكبير إن التهديدات باستهداف هذا المقر أو المكان الحساس أو ذاك، في إشارة إلى مفاعل ديمونا، فإن لدينا كل المعطيات وكل الإمكانات لنحول دون تمكينهم من ذلك، ورفض التعقيب أو الدخول أكثر في الأمر، واصفًا استهداف المنشآت الحيوية والحساسة بأنها ستكون ضمن محاولات حزب الله أو حماس في أي مواجهة مستقبلية، لكن إسرائيل ستعرف كيف ترد.&

وعن إمكانية إطلاق صواريخ من سوريا أو إيران على إسرائيل، قال الضابط إن الأمر وارد، وإن الدفاعات الجوية تعرف كيف تعمل. وقال إن الباتريوت كان أسقط طائرة ميغ سورية قبل أكثر من سنتين، عندما اقتربت من مجالنا الجوي، وأيضًا أسقطت إسرائيل طائرة بدون طيار في الجولان المحتل، وأخطأت أخرى قبل أكثر من سنة، معللًا ذلك بأن الدفاعات الجوية تعمل في الأيام العادية كما في أيام الحرب، ولا تترك الأمور للصدف.

وكانت إسرائيل أعلنت قبل أيام عن إسقاط طائرة بدون طيار تابعة لحماس فوق البحر، كانت تطير لجهة منشآت الغاز بغية جمع المعلومات عنها، وربما لتحديدها هدفًا لحماس في أي مواجهة مستقبلية. وكانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت قبل أكثر من شهرين طائرة بدون طيار مجهولة الهوية توجّهت للتحليق إلى جهة منصات الغاز من الشمال الشرقي بحسب المصادر، إلا أن الأمر بقي طيّ الكتمان.

شاملة وموزعة
أشار الضابط خلال الحديث إلى أن المنظومات الدفاعية متحركة ومختلفة وكافية، وأمر تجهيزها لا يحتاج سوى بضع دقائق، وهي موزعة في أماكن مختلفة لتمكنها عند الضرورة إعطاء الإجابات لأي تهديد أو تحدّ.&

ختم قائلًا إن الدفاعات الجوية جاهزة لكل طارئ، وستقدم الغطاء المضمون لأضرار أقل، وتعطي الجيش حرية الحركة وانتقاء السبل والطرق لاستمرار العمل العسكري، وإعطاء الداخل الإسرائيلي الأمن والأمان، لكي يمارس الحياة بشكل اعتيادي أو بشكل لا يعطل الحياة والمرافق الحيوية والعامة.
&