محمد بن عبدالرحمن البشر

محاولة بائسة من داعش لعمل إجرامي في وزارة الدفاع السعودية، كان لها رجال الأمن بالمرصاد، فيقظتهم لم تترك لداعش وأعوانها مجالاً لتنفيذ ما ترمي إليه، ولم تكن هذه الأولى ولن تكون الأخيرة، وطالما أن هذا الفكر قائم وله منتفعون فستظل المحاولات مسخرة في المملكة وجميع أقطار العالم، والمحركون لذلك ذوو أطماع، أما وقودها فهم عدد غير قليل من المغفلين، والمغرر به، وأصحاب السوابق، وصغار السن، وقليلي التجربة.

والمملكة وضعت مركزاً لمحاربة الفكر المتطرف إيمانا منها بأن الفكر الداعشي والقاعدي هما أسس البلاء، ومصدر الداء، والوقود الذي يعمل على استمراره، ولهذا تحارب المملكة هذا الفكر، وتسعى إلى إستئصاله، والمملكة جهودها معلومة مشكورة، وهي أكثر الدول محاربة له، بشتى الوسائل، وهي الساعية دائما إلى استئصال تمويله.

فكر داعشي كهذا، لابد من حرب شعواء عليه من قبل العالم أجمع، بالكلمة والمال وتبادل المعلومات، وتتبع الأفراد، وقبل ذلك وضع القوانين الصارمة لمروجيه، وتنفيذ الأنظمة والقوانين بحقهم، لو تتبعنا ما حدث في الأشهر القليلة الماضية لوجدنا أن داعش، قد فعلت أو حاولت فعل عدد من الأفعال الإجرامية في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا وأمريكا، وفي العالم أجمع، وستستمر في ذلك طالما أن الفكر قائم. 

والحقيقة أن مثل هذا الأسلوب الإجرامي التخريبي لم يكن له مثيل فيما سبق من أفعال إجرامية عبر التاريخ، فالخوارج القتلة حاربوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحاربوا الدولة الأموية والعباسية، لكن التاريخ لم ينقل لنا، أنهم كانوا يسيرون في الأسواق ليقتلوا من مر في الطريق أو دخلوا مسجدنا ليقتلوا المصلين، مع أنهم قتلوا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو يصلي في المسجد، وحاولوا في ذات الوقت قتل معاوية بن أبي سفيان، وأصابوه إصابة خفيفة، كما أنهم حاولوا قتل عمرو بن العاص فمرض ذلك اليوم، وخرج رئيس الشرطة ليصلي بالناس، وعندما تبين لذلك الخارجي أن الذي صلى بالناس لم يكن عمرو بن العاص، وإنما خارجه، قال قولته التي ذهبت مثلاً «أردنا عمرو وأراد الله خارجه».

هذا النمط الإجرامي الجديد، تنوعت أساليبه من تفجير، وطعن، ودعسٍ بالسيارة، وتفجير محطات القطار، وإطلاق نار، واختطاف، وغيرها كثير، وهم أيضا لا يميزون، فهم يقتلون كل من سار على هذه الأرض من البشر، وتدمير كل ما يمكن تدميره دون وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني، أو غاية بعينها سوى القتل والتدمير، دون حدود أو قيود.

أمر آخر أعلنت عنه الجهات الرسمية وهو أن الجهات الاستخبارية قد رصدت اتصالات بين بعض الأفراد، ودول أخرى، وتنظيم مؤتمرات لغرض زعزعة الأمن، وهذا العمل الإجرامي، لا يقل عن فعل الدواعش فهو خيانة ظاهرة، فلا يمكن لمن في قلبه ذرة حب للوطن أن يتعاون مع دولة أخرى للمساس بأمن قادته ووطنه وأهله، فمن البديهي أن يكون ذلك خط أحمر لا يمكن تجاوزه لمن ثبت أنه يفعل مثل ذلك الفعل السيء.

هناك قنوات كثيرة مباشرة يمكن للمرء توصيل ما يراه إلى متخذي القرار، وطرح ما لديه من أفكار، والوقوف مع وطنه والدفاع عنه في كل محفل، وأمام كل منبر إعلامي.

ليس من المقبول إطلاقا أن يتخابر مواطن مع الآخرين ضد وطنه، وليس من الدين أو الوطنية أو الأخلاق أن يكون طابورا خامسا بتعاون مع الآخرين، وقد أثبتت تجارب الشعوب الأخرى، أن مثل هؤلاء أشد خطراً من الجيوش الزاحفة التي يمكن التعامل معها بالوسائل المتاحة. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان، وأن يكفيها كيد الكائدين.