عشرون عاماً انقضت على رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تصادف ذكراه التاسع عشر من شهر رمضان. وتجسد المناسبة قيم الوفاء لإرث القائد المؤسس في العمل الإنساني والحرص على مواصلة نهجه في العطاء ومد يد العون، ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة والدول العربية الشقيقة والعالم الإسلامي أجمع تتذكر الفقيد بشجن وفير!.

فالمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بنى الإنسان وعمَّر المكان، وترك في كل الإمارات بصمة لا تمحوها السنوات.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي أسسها «زايد» على المحبة والخير كانت ولا تزال رمزاً للتسامح والمودة ومد يد العون والمساعدة لجيرانها ومحيطها العربي، وفي كل عام في ذكرى رحيل الباني المؤسس تحيي دولة الإمارات «يوم زايد للعمل الإنساني»، الذي يصادف يوم ذكرى وفاته، رحمة الله عليه.

وذلك، عندما أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أن عام 2017 في دولة الإمارات سيكون عام الخير، ليكون تركيز العمل خلاله على 3 محاور رئيسة، هي:

«ترسيخ المسؤولية المجتمعية في مؤسسات القطاع الخاص لتؤدي دورها في خدمة الوطن، والمحور الثاني ترسيخ روح التطوع وبرامجه لفئات المجتمع كافة، والمحور الثالث ترسيخ خدمة الوطن في الأجيال الجديدة كإحدى أهم سمات الشخصية الإماراتية، لتكون خدمة الوطن رديفاً دائماً لحب الوطن، الذي أسسه زايد الخير وطناً لخدمة وخير الإنسانية جمعاء».

أما عام 2018 فكان أيضاً عام الوفاء والعرفان للقائد الذي خلد ذكره في صفحات ناصعة في كتاب تاريخ زعماء الإنسانية والمواقف المشرفة لرفعة وتقدم أوطانهم ونصرة وعون شعوب الأرض المحتاجة والمستضعفة، حيث حمل شعار «عام زايد» بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد.

لقد استطاع مؤسس دولة الاتحاد وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يرسخ قيم الود والتسامح والعطاء في نهج وسياسة دولة الإمارات، ما كان له الأثر الكبير لجعلها تتبوأ المراتب الأولى إقليمياً، وتنافس بقوة عالمياً في سيادة القانون والعدالة الاجتماعية والعطاء والإحسان في المساعدات الإنسانية، وذلك في تقرير مشروع العدالة العالمي.

كان ذلك إيماناً وتفهماً منه كونه حاكماً وقائداً ملهماً بقيم الحق والعدل وبأن العدالة الاجتماعية تعد مبدأً أساسياً من مبادئ التعايش السلمي والتسامح بين الأمم، وهي أكثر من مجرد ضرورة أخلاقية، فهي أساس الاستقرار الوطني والازدهار العالمي لشعوب الأرض.

لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن تمثل نموذجاً للعطاء الإنساني، ما يؤكد أنها ماضية بثبات على نهج مؤسسها وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد عندما حصدت المراكز المتقدمة في العطاء وعمليات الإغاثة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال تبنيها نهجاً إنسانياً ينطلق من ثوابت وأسس واضحة الرؤى ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية لأن فلسفة العمل الإنساني الإماراتي تنطلق من ثوابت واضحة تعلي من قيم التضامن مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات والكوارث.

إن المراكز المتقدمة التي حققتها دولة الإمارات في الأعوام السابقة والحالية والتحسن المستمر في ترتيب الإمارات ضمن كبار المانحين الدوليين للمساعدات الخارجية، جاءت نتيجة الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة في الارتقاء بقطاع المساعدات الخارجية الإماراتية، وهذا ما تؤكده تصريحات المسؤولين الأمميين بتصدر دولة الإمارات قائمة الدول المانحة للمساعدات.

وإثباتها من خلال بعثاتها الإنسانية ومبادراتها المبدعة والبناءة على هذا الصعيد أنها جديرة باحتضان المبادرات الأممية لما تمثله من مكانة عالية لدى الشعوب التي تواصلت مع بعثاتها واستفادت من مساعداتها، ولما تتمتع به أيضاً من مصداقية دولية تمنح العمل الأممي من دولة الإمارات ما يحتاج إليه من عوامل النجاح والاستدامة».

رحل «زايد الخير» في وقت كانت الأمة العربية بأسرها في أمس الحاجة إلى سياسته الحكيمة وفكره الناصح المشبع بقيم العدالة والعطاء والتسامح وحب الخير، رحل بجسده وبقي بأثره ونستذكر كل يوم خيره وبقيت ذكراه العطرة راسخة في أذهاننا إلى الأبد، رحمه الله وطيب ثراه.