لا شك أن وزارة الخارجية السعودية منذ تأسيسها وهي تقوم بمهام وطنية ساهمت على الدوام في وصول المملكة إلى ما وصلت إليه اليوم، منذ أيام أول وزير لها الملك فيصل رحمه الله، ومن ثم عراب الخارجية الأول على مستوى العالم سعود الفيصل رحمه الله، وحتى وصلت اليوم إلى وزارة الخارجية التي حملت فوق ما هو على عاتقها، مسؤولية ملف المملكة بالرؤية الجديدة والمنهج السياسي الجديد، وأحد رجالات الرؤية 2030 وجنود سلمان الحزم والعزم، وأحد أبرز القيادات فارس المملكة سمو ولي العهد محمد بن سلمان، حفظهما الله وأعزهما ونصرهما، وبرز لنا سعودي بروح الرؤية بامتياز صاحب السمو فيصل بن فرحان بن عبد الله، ليحمل الراية ويستمر في النجاح وتميز المسيرة، خاصة أنه يقود فريقاً سعودياً مميزاً من كوادر الوزارة.

وزارة الخارجية اليوم، هي التي تعمل على تأسيس ملف المملكة مستقبلاً، ولكنه ملف بني منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة، ورجالات حملت الراية خلفاً لرجالات سبقوها في العمل السياسي الخارجي، ومن هذا المنطلق تم برعاية سمو وزير الخارجية في الخامس من رمضان هذا العام، حفل تكريم للمتقاعدين من منسوبي كوادر الوزارة، وبحضور معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، ومعالي مساعد وزير الخارجية للشؤون التنفيذية الأستاذ عبدالهادي بن أحمد المنصوري.

معالي المهندس وليد بن عبد الكريم ألقى كلمة قدم من خلالها كل الشكر والتقدير والعرفان لمتقاعدي الوزارة، وثمن ما بذلوه من جهود في خدمة وطنهم، وتفانيهم في مسيرة عملهم داخلياً وخارجياً، مؤكداً على أهمية تعزيز عمل الأسرة الدبلوماسية السعودية، لتحقيق المزيد من التطور والتقدم على كل الأصعدة السياسية الخارجية، وبنفس المسار، كانت كلمة الأستاذ المنصوري التي ثمن من خلالها الجهود الطيبة التي قدمها المتقاعدون لتعزيز عمل المنظومة الدبلوماسية، وأن حرصهم المستمر على التميز هو الذي جعل من نتائج أعمالهم تتعنون بالنجاح دائماً.

لا شك أن مسيرة عمل وزارة الخارجية السعودية، قصة نجاح تستحق أن تقدم بشكل إعلامي وعلمي وعملي، لكي تطلع عليها الأجيال الحالية والمقبلة، ولكي نقدم من خلالها نماذج ناجحة من الدبلوماسيين السعوديين لكي يكونوا نموذجاً يحتذى به وقدوة يتبعها الشباب السعودي، وهذا ما نتمنى أن نراه يتحقق على أرض الواقع، نحتاج إلى سلسلة من الأعمال الإعلامية تتحدث لنا عن فيصل 56 إبان العدوان الثلاثي على مصر، وعن سعود الفيصل 90 إبان احتلال الكويت، ومواد إعلامية غنية بالإنجازات السعودية التي أثرت على العالم وعلى المنطقة والخليج العربي.

نتمنى على سمو الأمير فيصل بن فرحان، أن يتم تأسيس إدارة مستقلة لمثل هذه الأعمال الإعلامية، كأفلام تعد وتنفذ بمستوى عالٍ جداً، تترجم لكل لغات العالم، لنقدم لهم الرواية السعودية الحقيقية كيف حدثت؟ وكيف كان دور السعودية فيها؟ أفلام بمستوى هوليوود، وفيها يتم تكريم الرعيل الأول لتكون وساماً على صدر كل منسوبي وزارة الخارجية وأبنائهم من العاملين والمتقاعدين أحياء وأمواتاً، رحمهم الله.