حسب «لسان العرب»، فإن لفظ الساعة في الأصل يطلق بمعنيين، أحدهما: أن تكون عبارة عن جزء من أربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة، والثاني: أن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل، يقال: جلست عندك ساعة من النهار أي وقتاً قليلاً منه. ونحن نشأنا على استخدام مصطلح «موضوع الساعة» أو «قضية الساعة»، الذي يقصد به ما يشغل الناس ويستأثر باهتمامهم، وفي الغالب يتصل ذلك بقضايا كبيرة، للكثير منها طابع دولي، كالعدوان على غزّة المستمر من شهور، ويمكن أن يكون موضوع الساعة اقتصادياً أو معيشياً كغلاء الأسعار أو ندرة السلع، أو صحياً كتفشي وباء مثل «كوفيد 19» الذي استأثر باهتمام العالم قرابة ثلاثة أعوام متواصلة، وما زالت تداعياته مستمرة.

لكن العالم انتقل من «موضوع الساعة» إلى ما بات يعرف في وسائل التواصل الاجتماعي ب «الترند» الذي يتصل في الكثير من الحالات بموضوعات يمكن إدراجها في خانة الترفيه أو التسلية أو حتى التفاهة، كزواج أو طلاق النجوم، أو فستان مطربة أو ممثلة، أو تغريدة لا قيمة فعلية لها، ولكنها قادرة على شدّ انتباه جمهور التواصل الاجتماعي، عندما تصبح «هاشتاج» يصادف المتابعين أينما ولوا.

في تعريف «الترند»، يصادفنا على موقع «فيوشر فيجن» القول التالي: هو «انتشار خبر أو حدث بشكل كبير في فترة زمنية محددة، ويشمل موضوعات متنوعة مثل الأحداث العالمية الهامة والأخبار الساخنة وأيضاً قد يكون متعلقاً بالملابس أو السيارات أو التكنولوجيا أو السياسة أو أي مجال من مجالات الحياة الأخرى». وثمة إضافة مهمة للقول تفيد بأنه وببساطة، «يمكن تعريف الترند في اللهجة العامية بأنه المرادف لكلمة موضة»، «ويمكن أن يكون الترند مقطع فيديو أو صورة أو منشوراً أو «هاشتاج» وغيرها من المجالات التي تعكس توجهات الجمهور واهتماماته، والتي يمكن للمُسوقين الاستفادة منها في الترويج لمنتجاتهم وخدماتهم».

لا يغفل الموقع المذكور عن التأثيرات السلبية، بل والخطرة ل «الترندات»، حين تتحول «إلى وسيلة لانتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة، وزيادة التعصب والكراهية»، حين تعكس وجهات نظر مجموعات معينة تريد توجيه الرأي العام بطرق معينة.

ينقل الكاتب جوي سليم في مقالٍ له بثته «بي. بي. سي» عن مختصين ملاحظتهم الترابط الوثيق بين «الترند» والسرعة، وبالتالي بينه وبين النسيان، لافتاً نظرنا إلى أنه من الصعب «أن تكتب عن حدث بعد أكثر من أسبوع على وقوعه، ومهما كان الحدث عظيماً، لو كان انفجاراً دمّر نصف مدينة أو رجلاً ذبح امرأةً على مدخل الجامعة. كل ذلك يذهب طيّ النسيان بعد أيامٍ قليلة من انتهاء الحدث».