أثبتت المملكة أن «الترفيه» صناعة مثل أي صناعة أخرى، قابلة للتطور والتوسع والانتشار، إذا ما وجدت الاهتمام اللائق بها، وحظيت بالأفكار التي تُعلي من شأنها، ومن هنا، لم تكن المملكة مُخطئةً عندما راهنت على قطاع الترفيه، ليكون إحدى الأوراق الرابحة في تنفيذ رؤية 2030، وتحقيق أهدافها العامة، بتنويع مصادر الدخل، واستقطاب السياح والزائرين إلى المملكة، ورفع شعار «السياحة إلى الداخل»، في إشارة إلى إقناع المواطن بأن الترفيه داخل المملكة، لا يقل جودةً عنه في الدول الأخرى، التي ظلت تستقطب المواطن، لينفق فيها مليارات الدولارات سنوياً.

وبعد تأسيس الهيئة السعودية للسياحة خلال سنوات رؤية 2030 التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- نجحت المملكة في تطوير صناعة الترفيه، ووضعت له أسساً ومعايير ينطلق منها، وذلك بعدما اعتمدت على العلم في صناعة قطاع ترفيهي متكامل، ينمو بشكل متسارع، ويدل على ذلك أن القطاع بات ربحياً بالمقام الأول، وارتفع عدد شركاته من عشر شركات فقط، إلى ما يقارب أربعة آلاف شركة اليوم، تتنافس فيما بينها في تقديم برامج الترفيه الجاذبة، فضلاً عن قدرة هذه الشركات على توفير نحو 150 ألف وظيفة مستدامة.

ولم يكن لقطاع الترفيه السعودي أن يحقق النجاح الذي حققه اليوم، لولا أنه منح الفرصة الكاملة للقطاع الخاص، كي يثبت نفسه في إدارة عمليات القطاع، من خلال تنافس شريف في صناعة أشكال ترفيه جديدة، بما يضمن جذب المستهلك، وجذب رؤوس الأموال، والباحثين عن فرص عمل.

ولأن المملكة أجادت في صناعة الترفيه، فكانت الأعمال التي أنتجها موسم الرياض عام 2023 مرشحة لنيل جوائز النسخة الـ 45 لجوائز «Sports Emmy Awards» العريقة التي تقدمها الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم التليفزيونية (NATAS)، مع العلم أن موسم الرياض سبق أن فاز في النسخة الأخيرة بـ 12 جائزة من أصل 32 ترشيحاً في مجال الإبداع الإعلاني والتسويقي في المهرجانات الدولية للإبداع.

ما حققه قطاع الترفيه السعودي حتى الآن من نجاحات، خلال ما مضى من سنوات الرؤية، يشير إلى قدرة القطاع على تحقيق أضعاف هذا النجاح مستقبلاً، من خلال ابتكار أفكار جديدة، تعلي من شأن المملكة، وتجعلها وجهةً سياحيةً وترفيهيةً أساسيةً في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ويساعد على تحقيق هذا الهدف، الإعلام السعودي الذي واكب تطورات قطاع الترفيه، وساعد في انتشار برامجه وفعالياته بحرفية عالية.