إيلاف من الرباط:صدر للشاعر المغربي طه عدنان، أخيرا، ديوان شعري جديد عن منشورات العائدون للنشر والتوزيع بعمّان، تحت عنوان "قيامة الأشلاء".

وكتب الشاعر المغربي، في تقديم ديوانه ، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،أن عمله الجديد،يأتي في "سياقٍ إباديٍّ قد لا تُجدي معه القصائدُ - كلُّ قصائدِ العالَمِ بما فيها الإلياذَةُ – نَفْعًا".وأضاف موضحا أن "ما يجري ضمن هذي الغرنيكا المُكَبَّرة، يتعدّى حَرْبَ طروادة.

كما تحدث عن تزامن جديده بالاحتفال العالمي بالشعر،"نسبةً إلى عالَمٍ مُعَوْلَمٍ فقد ضميره وضيّع إنسانيته...وفي أجواءَ داميّةٍ لا تَشي بالرّبيع،بل تُنذر بخرابٍ قياميٍّ مُريع".

مما جاء في قصائد المجموعة الشعرية الجديدة لطه عدنان،التي أنجز لوحة غلافها وتخطيطاتها الداخلية الفنان العراقي ستّار نعمة،من تصميم الفنّانة البحرينية من أصل فلسطيني لمى سخنيني، تحت إشراف الشاعر عمر شبانة:"قال بعضكُم لبعضٍ عدوٌّ / فهبَّ قابيلُ في إثْرِ هابيلَ / كانا القاتلَ والقتيلَ / وكان الغُرابُ الدّليلَ / وكان طالوتُ / وكان جالوتُ / وكان يأجوجُ ومأجوجُ / لولا السَّدُّ الذي من حديدٍ وَنُحاسْ / وكان المغولُ / وكان التّتار / والكتبُ التي فاضَتْ بها الأنهار / أنهارٌ من نجيع".

ومما نقرأ على الغلاف الأخير للديوان: "اهدئي أيّتها البشريّة / الكوكبُ مُغلقٌ للتّصليحْ / ستحتجِبُ الحياةُ قليلًا / مثل شمسٍ كَليلةٍ / تناهبَتْ أشعّتَها الغُيومْ / فَلْنتركْ لغز الوجود / يغفو / في دولاب الأسرارْ / ولْنَرْكُن إلى منفانا الدّاجن / نتابعْ هذا السيناريو الجنائزيّ / إلى أن تلتقط الأرضُ / أنفاسَها / لنهدَأْ لوهلةٍ / قد تطولْ / وَلْنبتسم بِقَبولْ / في وجهِ أبديةٍ من غبارْ".

ويقول طه عدنان إن "قيامة الأشلاء"هي "مجموعةُ قصائدَ تُقاوِمُ لإثبات وجودٍ هشّ، وسعيٌ لشَعْرَنة الألم الفردي والجماعي باعتباره ألمًا إنسانيًّا، ومحاولةٌ لاستخدام الشعر منصّةً لإطلاق الصُّراخ الوجودي في وجه عالَم أصمّ يتنصّل من آدميّته".

وطه عدنان من مواليد 1970، نشأ بمراكش ويقيم ببروكسل في بلجيكا منذ 1996، حيث يعمل في الإدارة العامة للتعليم بفيدرالية والونيا - بروكسل. ساهم في إطلاق نشرة "الغارة الشعرية"بمراكش سنة 1994،وأشرف منذ 2005 على إدارة الصالون الأدبي العربي ببروكسل، وعلى تنسيق مهرجان "غزل" لشعر العشق العربي ببلجيكا منذ 2008.وهو عضو اتحاد كتاب المغرب وائتلاف شعراء بروكسل . صدرت ترجمة ديوانه "وليَ فيها عناكبُ أخرى" (وزارة الثقافة، الرباط 2003) إلى الفرنسية عن دار نشر "شجرة الكلام" بلييج سنة 2006،وترجمة ديوان "أكره الحب" (دار النهضة العربية،بيروت 2009)إلى الفرنسية عن منشورات الفنك بالدار البيضاء في فبراير 2010، وإلى الإسبانية في أبريل من نفس السنة بكوستاريكا. كما صدر نصه المسرحي "باي باي جيلو" بالعربية والفرنسية عن دار نشر "إليزاد" بتونس في 2013، فيما صدرت ترجمته إلى الإنجليزية (2012)والإيطالية (2014). كما أشرف على إصدار مؤلّف جماعي باللغة الفرنسية تحت عنوان "بروكسل المغربية" عن منشورات "الفنك" بالدار البيضاء في 2015. وفي 2016، صدر له عن دار المتوسط بميلانو ديوانه الشعري "بسمتك أحلى من العلم الوطني".