ناقشت صحف عربية مستقبل العلاقات الأمريكية-التركية بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعهد "بتدمير تركيا اقتصادياً" إذا هاجمت الأكراد في شمال سوريا.

ورد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قائلاً: "نحن لا نخشى هذه التهديدات. فالتهديدات الاقتصادية ضد تركيا لن تحقق شيئاً".

ويرى بعض الكتاب أن العلاقات الأمريكية التركية تمر بالكثير من "الضعف والترهل" ووصف آخرون الأزمة بأنها "الأخطر من نوعها".

"تهديدات استفزازية"

ويقول عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية إن "التهديدات العلنية والاستفزازية التي أطلقها مساء الأحد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي إذا هاجم الرئيس التركي القوات الكردية في شمال سوريا، بعد انسحاب القوات الأمريكية، قد تعنى بداية انهيار الشراكة الاستراتيجية الأمريكية التركية، وانسحاب أنقرة من حلف الناتو، وانتقال تركيا إلى الخندق الإيراني الروسي كلياً إذا لم يتم تطويق هذه الأزمة بشكل وبآخر مثل أزمات سابقة مماثلة".

ويضيف الكانب أن الأزمة تعد "الأخطر من نوعها في الأعوام السبعة الماضية، ليس لأنها تؤكد أن الولايات المتحدة هي التي وقفت خلف الحرب الاقتصادية على الليرة التركية في آب الماضي على أرضية رفض إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون وانتهت بالإفراج عنه، وإنما أيضا لأن إدارة الرئيس ترامب قررت الوقوف في الخندق الكردي، وفضلته مجددا على الخندق التركي".

وتقول "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها إن العلاقات الأمريكية التركية تمر "بالكثير من الضعف والترهل. ويبدو أن الحسابات الأمريكية في منطقة الصراع، التي تعد تركيا لاعباً رئيسياً فيها، لا تتوافق وأهواء أنقرة، التي ترغب في إبقاء نفوذها قائماً في المناطق التي يهيمن عليها الأكراد، الحلفاء المفترضون للولايات المتحدة، التي فرطت بهم مؤخراً، بعد أن كشفت ظهورهم للقوات التركية إثر القرار المفاجئ، الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا".

وتضيف الجريدة أنه "مقابل التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، هناك خطوات روسية تبدو أكثر مرونة في التعاطي مع تركيا، إلا أن موسكو لا تزال تعارض وجود قوات أجنبية في الأراضي السورية، ويشمل ذلك تركيا إضافة إلى إيران، وبالطبع الولايات المتحدة".

"مشهد عاصف"

ويرى محمد خروب في "الرأي" الأردنية أن "عملية خلط الأوراق الأمريكية التركية متواصلة، وإن أخذت في الساعات الأخيرة بعداً جديداً قد يعيد إنتاج مشهد عاصف في المنطقة، ليس فقط في شأن العلاقات الأمريكية التركية التي يبدو أنها في طور الدخول إلى مرحلة أقرب إلى القطيعة".

هل تؤدي الأزمة إلى ترك أنقرة للناتو وتحولها لروسيا؟
EPA
هل تؤدي الأزمة إلى ترك أنقرة للناتو وتحولها لروسيا؟

ويقول الكاتب: "ليس ثمة شكوك في أن تغريدة الرئيس الأمريكي الأخيرة المسربلة بالغموض مرشحة لأن تعيد العلاقات التركية الأمريكية إلى المربع الأول واحتمال تدهورها أصبح واردا أكثر من أي وقت مضى، بعد أن تجاوز ترامب كل الخطوط الحمراء متحدياً أردوغان ومهدداً إياه باستهداف اقتصاد بلاده المتعثر الذي يواجه صعوبات غير خافية".

ويضيف خروب أن "وصول علاقات الحليفين الأطلسيين إلى هذه الدرجة من التوتر والاحتمالات لمزيد من تدهورها يشي بأن إدارة ترامب تريد رفع منسوب المواجهة في المنطقة".

ويقول علي قاسم في "الثورة" السورية إن "(العواقب) في قراءة أولية تتدحرج على بساط العلاقة الأمريكية التركية على نحو لم يسبق لها أن شهدته من قبل، وبالتالي من الصعب الجزم بالنهايات المتوقعة أو القاع الذي ينتظرها، وهو ما يتيح المقارنة على نحو ملح قياساً إلى تجربة بعض العقوبات الأمريكية، التي أوصلت الاقتصاد التركي إلى عنق الزجاجة، إذ إن سجال الوهم الذي كان يتشدق به النظام التركي كشف أنه نمر من ورق، وتؤشر إرهاصاته الأولى أن التورم السياسي التركي بدأ رحلة الاضمحلال، والاستطالات المرضية الناتجة عن أوهامه بدأت بالانحسار على ضوء مقاربة تعيد النظام التركي ورئيسه إلى الواقع بعد سنوات من تورم الوهم والمتاجرة الرخيصة بتبعاته ومرفقاته.. والأكثر بكذباته".