بهية مارديني: أعدم تنظيم "داعش" أحد الرهائن الذين اختطفهم الشهر الماضي من محافظة السويداء جنوبي سوريا.

ونشرت شبكة السويداء للأنباء، تقريرا عن أن الضحية شاب يدعى مهند يبلغ من العمر 19 عاما. وأن أقاربه تلقوا مقطع فيديو يظهر عملية إعدامه وقطع رأسه على يد عناصر التنظيم.

وأوضحت مزن مرشد عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري المعارض في تصريح خصت به "إيلاف" أن تنظيم داعش نشر فيديو اليوم يعود تاريخه الى الثاني من اغسطس للشاب مهند ابوعمار وهو احد مخطوفي مدينة السويداء على يد التنظيم بعد هجومه الاخير على المحافظة نهاية تموز المنصرم.

وأشارت الى أن الشاب مهند ابو عمار يبلغ من العمر ١٩ عاما وهو طالب في مركز البحوث العلمية.

وأكدت مرشد أنه ليست المرة الاولى التي يقوم بها التنظيم بذبح المواطنين الابرياء "فمنذ ظهوره وحتى اليوم عودنا على وحشيته باختيار ابشع انواع الموت لأسراه". ولكن السؤال الذي اعتبرت أنه يطرح نفسه "هو توقيت هذه الهجمة ومكانها لماذا الان ولماذا السويداء ؟!

ولفتت الى أنه في رسالة مهند في الفيديو الذي نشره داعش قال إن أسباب إعدامه "هي تعثر المفاوضات للتبادل بينهم اي اسرى السويداء وبين اسرى لداعش لدى النظام في حين تؤكد مصادر من داخل المدينة أن هذه المفاوضات لم تتعثر لأنها لم تُجرَ حتى الان".

وتحدثت بإسهاب عن أن محافظة "السويداء وطيلة اعوام الثورة استطاعت أن تنأى بنفسها عن الدخول في الحرب وكل محاولات النظام لايقاظ الفتنة بينها وبين جارتها درعا لم تجدِ نفعاً، فلم يفلح النظام بالضرب على الوتر الطائفي السني الدرزي في السويداء لكنه اليوم وعلى ما يبدو وجد في داعش ضالته فاستلمت الاخيرة المهمة لايقاظ حمية الدم ومعاداة السنة واقحام الدروز عنوة في صراع طائفي لم يخطر في بالهم يوماً".

واضافت: "صحيح ان السويداء لم تدخل الحرب ضد الاسد لكنها في ذات الوقت لم تقاتل في صفوفه وجنبت ابناءها الخدمة الالزامية في جيشه ما خلق عند النظام حقداً دفين على هذه المحافظة المسالمة وظهر هذا في اغتيال شيوخ الكرامة وعلى رأسهم الشيخ فايز البلعوس".

وشددت على أن "محافظة السويداء لم يشفع لها حيادها فقدمت خيرة شبابها على مذبح الحرية شهداء تحت التعذيب، ولم يتوانَ النظام يوماً عن تجريع السويداء الويلات وان كانت لا تقارن بما اذاقه لغيرها من المحافظات السورية".

واعتبرت أن "داعش طابور خامس يأتمر بأوامر النظام ويخدم مصالحه ويرسل رسالة قوية للسويداء مفادها إما معنا أي النظام أو الابادة وهذا ما ستظهره الأيام القادمة".

وكشفت عن وصول "تعزيزات من فصائل الجيش الحر المندرجة في تسويات مع الحكومة السورية إلى ريف السويداء الشرقي خلال الأيام الفائتة، للمشاركة في الهجوم المرتقب على تنظيم داعش".

وأكدت المصادر أيضا من داخل المدينة أن فصيلين من الجيش الحر على الأقل، وصلوا ريف المحافظة الشرقي برفقة تعزيزات الجيش السوري والفصائل الرديفة، التي تتحضر لهجوم على بادية السويداء.

وتعد السويداء معقل رئيسيا لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، وقد تدخل عدد من رجال الدين الإسلامي للتفاوض مع قادة "داعش" في محاولة لتأمين الإفراج عن الرهائن.

وأفادت مرشد أن "مهند لم يكن ضحية داعش وحدها بل ضحية النظام الذي نقل عناصر التنظيم إلى ريف السويداء وفق تفاهمات ومصالحات معه غير مفهومة وغير بريئة لم يكن هدفها سوى محاصرة المدينة وبقاءها تحت تهديد هجماتهم في اية لحظة".

وعبّرت عن أسفها لأن "حياة مهند التي انتهت للتو وحياة بقية الاسرى لدى التنظيم يتحمل النظام مسؤليتها وعليه تقع مسؤلية ما وقع من أحداث في يوم الاربعاء الاسود المشؤوم".