نصر المجالي: حشدت حكومة أردوغان وحزبه كل طاقاتهما الإعلامية للتأكيد على أن أنقرة لم تخضع لأية ضغوط لإفراجها عن القس أندرو برونسون الذي كان اعتقاله سبب ضربة قاصمة للاقتصاد التركي وسط تهديد أميركي بالمزيد من العقوبات.&

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عند استقباله في البيت الأبيض للقس أندرو برونسون الذي عاد إلى الولايات المتحدة بعد قضاء عامين في السجن بتركيا. أن عملية الإفراج خطوة مهمة لتحسين العلاقات بين واشنطن وأنقرة.

ومن جهته، قال الرئيس التركي في تغريدة على (تويتر) مخاطبا الرئيس الأميركي: "كما أكدت دائماً فإن القضاء التركي بت في القضية بطريقة مستقلة".&

وكان ترمب أكد، على حسابه بموقع (تويتر)، أنه لم يعقد أي صفقة مع تركيا لإطلاق سراح برونسون، ولكنه شكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الجهود التي بذلها لضمان الإفراج عنه. على أن مصادر دبلوماسية ووسائل إعلامية أكدت مثل هذه الصفقة.&

وتسبب اعتقال برونسون في توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وهو ما أدى بكل دولة إلى فرض عقوبات على الأخرى.

وقضت محكمة إزمير التركية، يوم الخميس بسجن برونسون 3 أعوام، لكن أطلق سراحه بسبب المدة التي قضاها بالفعل رهن الاعتقال. وأسقطت عن القس تهم التجسس.

&

&

&

&

وكانت السلطات التركية ألقت القبض على القس الأميركي بتهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن، اللتين&تعتبرهما تركيا منظمات "إرهابية" وهو ما ينفيه محامو برونسون والولايات المتحدة نفيا قاطعا.

إصرار

كانت تركيا، مصرة على عدم إطلاق سراحه بسبب التهمة الموجهة إليه، وهي الانخراط في أنشطة بالنيابة عن جماعة غولن، وحزب العمال الكردستاني المحظورين في تركيا، بناء على أدلة قدمها شهود لم يفصح عن هويتهم.

وفي تصريحات سابقة عديدة، أصر أردوغان، على أنه لن ينحني لمحاولات واشنطن لتأمين إطلاق سراح برونسون، رغم العقوبات الأميركية التي دفعت بالليرة التركية إلى التراجع بشدة مقابل الدولار، وتدهور العلاقات بين البلدين.

وكان أردوغان، قد اقترح في شهر سبتمبر من العام الماضي الإفراج عن برونسون مقابل تسليم واشنطن لفتح الله غولن في صفقة تبادل، لكن الأخيرة رفضت الفكرة. وتتهم تركيا غولن، المقيم في الولايات المتحدة، بتدبير محاولة الانقلاب العسكري، وتطالب حليفتها في حلف الناتو بترحيله.

كلام جليك

وعلى هذا الصعيد، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، إنّ إطلاق سراح القس الأميركي، لم يكن نتيجة أي ضغوط خارجية، بل نتيجة لعمل القضاء التركي المستقل.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في ولاية "أضنة" جنوب&تركيا، يوم السبت: "رغم الإملاءات والتهديدات، لم تتخذ أي من مؤسسات الجمهورية التركية بما في ذلك الرئاسة أي إجراء بشأن قضية أندرو برونسون، نتيجة الضغوط".&

وأوضح أن قرار الإفراج عن القس يعود إلى "اكتمال العملية القضائية عند تلك المرحلة (التي شهدت اتخاذ القرار)". وتعليقاً على مزاعم المنتقدين بأن برانسون أُطلق سراحه بسبب ضغوط خارجية، شدّد "جليك" أنّ "هؤلاء المنتقدين لم يتابعوا العملية (القضائية) عن كثب".