عادت الأمور إلى المزيد من التعقيد في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية،&بعدما رفض حزب الله تقديم أسماء وزرائه، في حين كانت حُلت عقدة القوات اللبنانية في تشكيل الحكومة، لكنها خلقت المزيد من التباين بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

إيلاف من بيروت: أطلع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون على نتائج الإتصالات التي أجراها، وأكد له أنه بات جاهزًا لتقديم تشكيلة حكومته من دون الأسماء، فتوزيعة&الحقائب باتت في صيغتها النهائية، لكنّ المشكلة أنّ حزب الله لم يقدّم أسماء وزرائه، بحجّة عدم تسمية أي من النواب السنّة المستقلين وزيرًا.&

وبعدما حسمت "القوات اللبنانية" مشاركتها في الحكومة، فإنّ ما شهدته أزمة تمثيلها خلال مفاوضات تشكيل الحكومة سواء لجهة حجم هذا التمثيل بدايةً ومن ثم نوعيّة الحقائب التي ستُمنح لها، وتنامي الخلافات في شكل خاص مع التيّار الوطني الحر، قد يخلق كل هذا المسار أزمة ثقة متبادلة في علاقة القوّات بالعهد أوّلًا، وربما بينها وبين رئيس الحكومة المنتخب سعد الحريري أيضًا، عدا عن أزمة الثقة الموجودة أصلًا بينها وبين التيّار الحر.

تصاعد الخلاف بين "التيار" و"القوّات" بشكل خاص أخيرًا خلال الانتخابات الطالبيّة الجامعيّة، وهو أمر مرشح للتفاقم، إذا لم يعد الطرفان إلى تفاهم معراب، ولو على أسس أو أرضية جديدة، بما يحصّن مسيرة استقرار الشارع المسيحي واستقرار العهد والحكومة، وبالتالي استقرار البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

السؤال المطروح أمام الطرفين هل ما زالت أبواب العودة إلى المصالحة مفتوحة أم إنّها موصدة إلى حين إيجاد نمط جديد للعلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر؟.

تباينات
يؤكد النائب السابق طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) لـ"إيلاف" أن ما هو معروف وجود بعض التباينات والاختلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وتفاهم معراب يجب أن يستمر بصرف النظر عن كل الإختلافات والتباينات، لأن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رغم عدم اندماجهما كليًا، غير أن التوافق على مسلمات معينة مطلوب اليوم، ولكن يبقى الحراك السياسي مختلفًا بينهما، لأن لكل فريق تطلعاته وثوابته الخاصة.

الاتفاق والإختلاف
وردًا على سؤال أين تتفق القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر وأين يختلفان؟. يؤكد أبو خاطر على الاتفاق على تبريد الساحة المسيحية، وهما وضعا الأمور الخلافية القديمة المترسبة في ذهون الناس جانبًا، وتبقى هذه المرحلة مهمة على الصعيدين السياسي والإجتماعي، ويتفقان على الأسس الوطنية في أن يكون لبنان حرًا ومستقلًا، مع كيفية الإختلاف في ممارسة هذه الثوابت بين الطرفين، وهناك اختلاف بينهما في مقاربة موضوع النأي بالنفس، فالقوات اللبنانية تريد وتطالب بأن يكون السلاح في يد الشرعية، ويد الجيش اللبناني، كذلك قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، بينما التيار الوطني الحر لديه تماهٍ مع محور "المقاومة"، وتحديدًا مع حزب الله، وهو يضرب الشرعية والأسس المتفق عليها سابقًا.

مصلحة اللبنانيين
يشير أبو خاطر إلى أنه ليس فقط من مصلحة المسيحيين أن نشهد تقاربًا بين العونيين والقوات اللبنانية، بل من مصلحة كل اللبنانيين أن نلمس تقاربًا بين مختلف الفرقاء، ومن مصلحة المسيحيين أن يكون كل اللبنانيين متفقين، لأن المسيحيين يبقون جزءًا من الوطن، والاتفاق المسيحي يجب أن يشكل بوابة عبور للآخرين كي يتقاربوا في ما بينهم.

يضيف أبو خاطر: "يجب أن يكون هناك موقف موحد من الجميع لكون لبنان يمر بمرحلة صعبة جدًا. من هنا أهمية التضامن والتلاحم مع الفرقاء عبر توحيد الصفوف كلها.

عودة العلاقات
أليس من هدف لدى كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في إعادة العلاقات إلى متانتها بينهما؟، يشير أبو خاطر إلى إمكانية عودة العلاقات إلى متانتها بين الفريقين، لأن العلاقات اليوم ليست مقطوعة، رغم وجود نفور بين الطرفين واختلاف على بعض النقاط، إن كان على صعيد الحكومة وغيرها، لأن طموح القوات اللبنانية هو بناء دولة على أسس سليمة.

عن وجود النائب إبراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي في الماضي من أجل إعادة العلاقات بين الطرفين، أليس من متطوع اليوم من أجل العمل على تحسين العلاقات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟. يلفت أبو خاطر إلى أن كنعان ورياشي لا يزالان يعملان على حل الخلافات بين الطرفين، وهما على تواصل، والأسس لا تزال قائمة، رغم أن الأمور باردة اليوم بين الفريقين، لكنها ستتفاعل في المستقبل، لأن الهدف يبقى واحدًا في سبيل خلاص البلد من الحالة التي يمر بها.
&