يرى المتابعون أن ما يجري في لبنان مشابه تمامًا لما يجري في العراق على المستوى السياسي، لأن اللاعبين المؤثرين هم أنفسهم على الساحتين اللبنانيّة والعراقيّة.

إيلاف من بيروت: يرى المتابعون أن الأمور متشابهة بين لبنان والعراق. ففي لبنان كما في العراق هناك أزمة حكومية.

ويشدد هؤلاء المتابعين على أن في العراق هناك أزمة تأليف، لا تكليف، وحكومة عالقة عند مقعد واحد. في العراق عقدة مقعد وزارة الداخلية، الذي يصر الحشد الشعبي المدعوم من إيران على أن يؤول إلى القيادي فالح الفياض، وهذا ما يرفضه الرئيس المكلف عادل عبد المهدي، مدعومًا من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

سياسة تعطيل إقليمية
أما في لبنان فهناك عقدة "المقعد السني السادس"، الذي يصر "حزب الله" على أن يؤول إلى حلفائه في اللقاء التشاوري السني، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف سعد الحريري، ويلقى موقفه تفهمًا من رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحفظًا من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويرى محللون في بيروت أنه لا يمكن قراءة ما يجري في لبنان وعلى حدوده بمعزل عن جملة التطورات في الإقليم، والتي تحصل في معظمها تحت مظلة المواجهة الأميركية ـ الإيرانية.

فتعطيل تأليف الحكومة في لبنان جزء من المواجهة، ويتم ربط الإفراج عنها بشكل أو بآخر، بمسار إتمام تأليف الحكومة في العراق ومدى الاستجابة لمعركة تكريس نفوذ أذرع إيران السياسية والأمنية والعسكرية فيه، والتي يتجسد فصلها الراهن في الموافقة على ترشيح فالح الفياض لحقيبة وزارة الداخلية، وعودته إلى موقع رئاسة هيئة الحشد الشعبي.

العراق ميزان لبنان؟
وبات اليوم ينظر، وفق قراءة البعض، إلى أن "بارومتر" لبنان هو العراق، وليس سوريا، إذ إن اللاعبين المؤثرين هم أنفسهم على الساحتين اللبنانية والعراقية، فيما اللاعبون مختلفون في سوريا. فالأوراق هي بيد روسيا وأميركا وتركيا، في وقت ثمة تلاقي مصالح روسية ـ أميركية ـ إسرائيلية، وحتى تركية، في خروج القوات الإيرانية وأذرعها العسكرية من سوريا.

وفي وقت تضيق فيه قدرة التحرك أمام طهران في ساحات الصراع الأخرى، لاسيما في اليمن، التي أصيب فيها الحوثيون بخسارة عسكرية أضعفت موقعهم، وفي غزة، حيث يتم العمل مصريًا على احتواء حركة حماس، وتشتد مفاعيل ضغوط العقوبات الأميركية على إيران، ما يجعل لبنان الملعب الأكثر توافرًا وملاءمة لإيران في مقارعة واشنطن من بوابة إسرائيل.

في هذا الصدد يشير النائب السابق سليم سلهب في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن "هناك تقاربًا في بعض الملفات بين لبنان والعراق يجب تباحثها بين البلدين، خاصة من الناحية الأمنية ومن ناحية مكافحة "الإرهاب"، وكذلك النزوح السوري في البلدان المجاورة في العراق والأردن ولبنان، وهناك أجواء إيجابية في التعاطي بين لبنان والعراق، من خلال اتخاذ مواقف موحدة في مجمل المضوعات".

عمق عربي
وردًا على سؤال "هل القواسم المشتركة في الملفات بين لبنان والعراق تساهم في توطيد العلاقات أكثر بين البلدين؟"، يلفت سلهب إلى العلاقات بين لبنان والعراق في الوقت الحالي جيدة، وسوف تتوسع، وسوف نستمر في تحسين العلاقة، ليس فقط مع العراق، بل مع الكل الدول العربية، ونبدأ بالعمل سوية ضد كل ما يواجهنا.

ولدى سؤاله ما مدى أهمية تبادل الملفات الإقتصادية بين البلدين؟. يؤكد سلهب أن العراق يملك معادلة إقتصادية مهمة، وخاصة بعد مؤتمر إنماء العراق، حيث تم تخصيص 30 مليار دولار لإنمائه، ولدينا الكثير من المصلحة في أن ننفتح إقتصاديًا على العراق، رغم وجود المنطقة السورية بيننا وبين العراق، ويبقى أن العراق يبقى بالنسبة إلى لبنان حاجة، ونحن أيضًا حاجة إقتصادية بالنسبة إليه.

التنسيق عامل استقرار
كيف يساهم دعم العراق للبنان في تعزيز استقرار لبنان وأمنه؟، يؤكد سلهب أن التنسيق الأمني والمعطيات الموجودة بين البلدين يمكنها أن تساهم في تعزيز الإستقرار بين البلدين، فهناك هموم مشتركة، والمعلومات المشتركة تساعد الحكومة العراقية وكذلك اللبنانية على حد سواء.

وعن الملفات الإقليمية والدولية التي تجمع بين البلدين، يلفت سلهب إلى أنه إقليميًا يتبع العراق سياسة النأي بالنفس، مثل لبنان، وهما متشابهان في هذا الخصوص، وكذلك عدم الذهاب في اتجاه محور معيّن، ونحن نجرب على الصعيد الإقليمي في لبنان ألا نأخذ طرفًا مع أحد.

عن تشابه الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية بين لبنان والعراق، يؤكد سلهب أن الجيش العراقي قام بجهود جبارة في الحرب ضد داعش و"التكفيريين"، وكذلك الجيش اللبناني قام بمهمات بطولية في هذا الخصوص، والمعلومات المتبادلة بين الطرفين قد تفيدهما معًا، ومصلحتنا إيجابية في التعاون مع العراق في هذا الخصوص، إن كان اقتصاديًا وماليًا أو أمنيًا، مع وجود فروع لمصارف لبنانية كثيرة في العراق، واستثمارات لبنانية هناك أيضًا.&
&