توفي فيصل الحجيلان عن تسعين عامًا، بعدم وهب حقبة طويلة من حياته لبلاده، دبلوماسيًا وسفيرًا لحكومة خادم الحرمين الشريفين في دول عدة، ووزيرًا في أكثر من حكومة.

أحمد العياد من الرياض: توفي الأربعاء في بيروت الوزير والدبلوماسي السعودي السابق فيصل بن عبدالعزيز الحجيلان، الذي شغل مناصب دبلوماسية ووزارية عدة، واهبًا المملكة العربية السعودية قسمًا كبيرًا من حياته المهنية.

الراحل من مواليد جدة في عام 1929. حصل على الإجازة في الحقوق من جامعة فؤاد في القاهرة في عام 1951. بعد التخرج مباشرة، التحق بوزارة الخارجية ليشغل وظيفة ملحق في عام 1952، وعمل في الديوان العام للوزارة، وفي السفارات السعودية في واشنطن ومدريد وبيونس أيرس وكراكاس.

تدرج في السلك الدبلوماسي، فترقى إلى منصب سكرتير ثانٍ في عام 1954، ثم سكرتير أول في عام 1958، ليُنقل بعدها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء مستشارًا للملك سعود بن عبد العزيز في عام 1960.

عُيّن الحجيلان سفيرًا للسعودية لدى عدد من الدول، مثل أسبانيا في عام 1961، وفنزويلا ثم الأرجيتين في عام 1968، فبريطانيا ثم الدانمارك في عام 1976، ثم عُين سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1979.

بعد ذلك، عمل الراحل وزيرًا للدولة وعضوًا لمجلس الوزراء في رئاسة مجلس الوزراء في عام 1984، ثم عُيّن وزيرًا للصحة في عام 1985.

ترأس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر السعودي، وعُيّن مندوبًا مفوضًا في مستشفيي الملك فيصل التخصصي والملك خالد التخصصي. وبعد ذلك، عاد إلى الخرجية سفيرًا للسعودية لدى فرنسا في عام 1996.

يعتبر الحجيلان من المثقفين والدبلوماسيين السعوديين الأوائل، من جيل ابن معمر والمنقور وأبالخيل ورفاقهم. استقر في آخر حياته بين جنوب فرنسا وبيروت، وكان يزور الرياض من وقت إلى آخر.

نال الراحل وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، ووشاح الملك عبد العزيز، سام غراند كروز ووسام إيزابيلا لاكاتوليكا من إسبانيا، ووسام مايوغراند من الأرجنتين، ووسام الفارس للإمبراطورية البريطانية من بريطانيا، ووسام ريوبراتكو من البرازيل، ووسام لوبير أنادو ووسام أوفيسيال من فنزويلا.

نجد الفتاة وحكايتها

اتهم فيصل الحجيلان إضافة إلى ناصر المنقور وعبدالعزيز المعمر وعبدالله الطريقي من قبل مفيد الزيدي في كتابه (التيارات الفكرية في الخليج العربي) ومضاوي الرشيد في مقالاتها، بتأسيسهم وتنظيمهم لتنظيم نجد الفتاة والتي أنشأت في الستينات من القرن الماضي.

&ورد على هذا الإتهامات محمد السيف رد تفصيلي في كتابه (ناصر المنقور أشواك السياسة وغربة السفارة) تحت عنوان (نجد الفتاة وحكاياتها) ومما كتبه: "إن السنوات التي حددها مفيد الزيدي في كتابه لظهور تجمع أو تنظيم ما أسمي بـ (نجد الفتاة) مطلع الستينات في القرن الماضي، ولو تتبعنا سيرة الحجيلان الوظيفية من بداية الخمسينات حتى نهاية السبعينات، هنا أسأل: أين ومتى وكيف استمالت حسب تعبير الزيدي الحكومة السعودية فيصل الحجيلان إلى جانبها خاصة وأنه حتى مع اقالة حكومة الشباب في عهد الملك سعود ظل على رأس عمله سفيرًا في أسبانيا.&

والأهم من هذا تفنيد أنه كان عضوا في تنظيم (نجد الفتاة) أنه لاصلة له بمنطقة نجد إلا من حيث إن عائلته الكبيرة هم من أهل بريدة وهي إحدى مدن منطقة نجد، أما أبوه وأعمامه وقسم من عائلته فهم من سكان القاهرة، وكانوا يعملون بتجارة الخيول وتدريبها وأبوه كان من عقيلات مصر، إضافة إلى أن أباه يملك إسطبلاً كبيرًا من الخيول في مصر وثمة شارع في القاهرة يحمل اسم أبيه، اضافة إلى أن فيصل الحجيلان من مواليد جدة ونشأته ودراسته حتى تخرج من الجامعة كانت في القاهرة، ولم يعش في نجد سوى مدة زمنية بسيطة أثناء عمله في الديوان الملكي وزوجته سيدة سورية مرموقة وهذا الشرح الخاص به وبعائلته الصغرى يبعد عنه شبهة العصبية لإقليم نجد وتاريخ الخاص ذو الهوية المتعدد والمنفتحى ينأى به عن "ان ينحبس في هوية محلية".

ويذكر أن زوجة فيصل الحجيلان من السيدات القلائل إضافة إلى عصمت الحجاز زوجة&السفير عبدالله الملحوق وسوسن عبدالسميع زوجة السفير ناصر المنقور من اللاتي كانوا يشاركون أزواجهن حفلات السفارة السعودية، وكانت السعودية ذلك الوقت تعاني في هذه المسألة أي حضور زوجاتهم معهم للمناسبات الرسمية في السفارة.

فيصل&الحجيلان مع الملك سلمان - أرشيفية
&