تقاطر عشرات الكويتيين إلى مطار الكويت الدولي لاستقبال محمد الفجي، المعروف بقائد المقاومة خلال الغزو العراقي للبلاد، في مطلع تسعينيات القرن الماضي.

إيلاف: جاءت عودة الفجي إلى الكويت بعد مكوثه فترة طويلة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلها عام 2003.

قبيل الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، اكتظت صالة المطار بالكويتيين، استعدادًا لاستقبال الفجي، الذي يُنظر إليه على أنه رمز&وطني، وقائد&للمقاومة الكويتية ضد الغزو العراقي خلال تسعينات القرن الماضي. ووصل الفجي برفقة وكيل وزارة الداخلية السابق، الفريق أول متقاعد محمود الدوسري، وأبدى "قائد المقاومة" سعادته وترحيبه بالجموع التي استقبلته على أرض المطار.

علاقات مميزة مع صدام
ولعب الفجي دورًا بارزًا إبان الغزو العراقي، حيث سخّر تجارته وعلاقاته لحماية بلاده، ومقاومة الاحتلال آنذاك، علمًا بأنه كان يرتبط بعلاقات مميزة مع الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، وأركان نظامه، وسبق له أن ساهم في دعم بغداد إبان الحرب مع إيران من خلال الأعمال التي كان يمتلكها.

إلقاء القبض عليه
نظرًا إلى دوره بعد غزو الكويت، أمر صدام حسين أجهزته الأمنية بالبحث عمّا أسماه "المجرم الهارب" الفجي، وبعد فترة قصيرة ألقت الاستخبارات العراقية القبض عليه مع العقيد محمود الدوسري في السابع من نوفمبر عام 1990 داخل العراق، وتم نقله إلى مكان يُعرف بالحاكمية، وهو سجن الرعب التابع للاستخبارات.

كتابة المذكرات
روى الهيفي التعذيب الذي تعرّض له، وإقامته في زنزانة انفرادية، وطُلب منه كتابة ما حدث من يوم الثاني من شهر أغسطس 1990 إلى يوم اعتقاله. أشرف سبعاوي إبراهيم، الأخ غير الشقيق لصدام حسين، على التحقيق معه، وأخبره أن صفحته كانت بيضاء قبل أن ينقلب 180 درجة، وحكم عليه بالإعدام، قبل أن يتم الإفراج عنه.

شارب الشاي
للتدليل على العلاقة المميزة التي كانت تربط بين الفجي وحسين، ثم دوره في مقاومة جيش الأخير، توجّه إليه المحقق أثناء جلسة التحقيق معه بالقول: "أليس من المعيب أن تشرب الشاي مع صدام حسين؟".

أعماله مُقدرة؟
مغادرة الفجي للكويت عام 2004 يربطها كثيرون بتدهور أوضاعه المالية بشكل كبير نتيجة الخسائر التي تعرّض لها في فترة الغزو.&

وفي مقابلة له عام 2015 مع شبكة (MBC) قال ردًا على سؤال محاورته حول ما إذا كان يرى أن الأعمال التي قدمها إلى بلاده مقدرة، "الحمد لله الشعب الكويتي من صغيره إلى كبيره وفيّ، ويعرفون من هو محمد الفيجي، وأنا أرى في عيونهم كل الحب، وفي الإمارات أتواجد وسط أهلي وربعي. كثيرون يسألون هذا السؤال، ولكن كمواطن عندما أرى إخواني الشهداء والتضحيات التي قدموها، أرى نفسي لا شيء، ولا أقدم المال على الكويت".