أسامة مهدي: أثار الاعلان في بغداد اليوم عن وفاة طفلة عمرها سبع سنوات نتيجة تعذيب ذويها بالصعقات الكهربائية والحرق، غضبا شعبيا ودعوات بانزال اشد العقوبات بهم والاسراع بتشريع قانون لحماية اطفال العراق وضمان حقوقهم المشروعة.&

وأكدت وزارة الصحة العراقية في بيان صحافي الجمعة اطلعت على نصه "إيلاف"، وفاة الطفلة "رهف نصير شكر" ذات السبع سنوات اثر تعرضها الى تعذيب شديد من ذويها شمل صعقات كهربائية وحرقا وتعذيبا خطيرا نقلت على اثره الى احدى مستشفيات بغداد قبل ثلاثة ايام ووضغت في العناية المركزة لكن صحتها تدهورت خلال الساعات الاخيرة حتى توفيت متأثرة بشدة الاصابات بالتعذيب الذي تعرضت له.

واوضح اطباء اشرفوا على إسعاف الطفلة رهف وعلاجها أن تجاوبها للمعالجة كان بطيئا للغاية لأنها فقدت الوعي بسبب العنف الشديد الذي تعرضت له وتسبب في اصابات في الرأس ونزف بالدماغ.

ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية إن زوجة والد الطفلة نقلت الطفلة الى المستشفى زاعمة انها مصابة بالحمى وتحتاج الى العلاج، ولكن عند الكشف عليها لوحظت آثار التعذيب على جسدها فأمر قاضي التحقيق بتوقيفها.
& &
وأشار مدير حماية الاسرة والطفل في الداخلية العميد الحقوقي علي محمد الى أن زوجة الأب جاءت برهف إلى المستشفى الاربعاء الماضي بذريعة ارتفاع درجة حرارتها لكنه لم يمضِ وقت كثير حتى اكتشف العاملون في المستشفى آثار تعذيب على جسد الطفلة نتيجة تعرضها إلى الصعق الكهربائي. واضاف انه تم كشف قيام زوجة الاب بتعذيبها فتم اعتقالها من قبل القاضي المختص لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.

وكان مستشفى الصدر العام في بغداد قد كشف أمس الخميس عن إسعاف طفلة في السابعة من عمرها وإدخالها الى العناية المركزة بعد إصابتها بنزيف في الدماغ جراء تعرضها لإعتداء وحشي بالضرب والحرق من قبل ذويها.

واوضحت ادارة المستشفى في بيان صحافي ان المستشفى "لاحظت وقوع جريمة بشعة بعد وصول طفلة في السابعة من عمرها فى حالة إعياء شديد ثم لوحظت آثار تعذيب وحروق في أنحاء متفرقة من جسمها".

واشارت الى انه "عند الكشف الطبي عليها تبين وجود آثار ضرب مبرح وتعذيب وحروق على الظهر والصدر، وفى أنحاء متفرقة من جسم الطفلة مع اصابتها بنزيف حاد في الدماغ اثر ضربة على الرأس من قبل اهلها".

غضب شعبي ودعوات لانزال اشد العقوبات بذوي الطفلة

وقد اثار الاعلان عن وفاة الطفلة رهف غضبا شعبيا واسعا وطالب عديدون في تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي تابعتها "إيلاف" السلطات الى انزال اشد العقوبات بذوي الطفلة واتخاذ اجراءات لحماية الطفولة بتشريع قوانين تكفل ذلك.

كما طالبت النائبة رحاب العبودة بإنزال اشد العقوبات بحق ذوي الطفلة، منوهة في بيان صحافي الجمعة الى انه "عندما نرى ان هذه الوحشية والعدوانية تصل الى ان الاهل تعنف وتقتل ابناءها فيجب ان تأخذ هذه الاسرة اشد العقاب على هذا الفعل الشنيع".

اما وزير العدل باسم عبد الزمان فقد عبر عن الغضب "لحدوث مثل هذه الانتهاكات الصارخة تجاه الطفولة والتي تعد خرقا قانونيا منافيا للاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطفل التي صادق عليها العراق".. مطالبا رئاسة الادعاء العام بتحريك شكوى جزائية ضد المسؤول عن الحادثة من ذوي الطفلة.

واكد ان الوزارة ماضية في تشريع قانون حماية الطفولة بما يؤمن بيئة آمنة للطفولة وبما يتلاءم مع قيم المجتمع العراقي.

ومن جانبها، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية وزارة الداخلية الى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من تثبت إدانته بجريمة الاعتداء على الطفلة بهذا الشكل الوحشي وإحالتهم إلى المحاكم المختصة.

وشددت على مجلس النواب العراقي بضرورة الإسراع بتشريع قانون حماية اطفال العراق وضمان حقوقهم المشروعة.