في جريمة جديدة أصابت الرأي العام في مصر بصدمة، أطلق شخص يتعاطى المخدرات الرصاص عشوائيًا على مجموعة من أسرته وجيرانه، وأسفر الحادث عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 6 آخرين، بينهم ضابط وعنصر من قوات الشرطة، ولقي مصرعه في مواجهات مع قوات الأمن.

إيلاف من القاهرة: في صدمة جديدة للمصريين، شهدت منطقة أوسيم الريفية على أطراف مدينة الجيزة في مصر، واقعة قتل، سقط فيها 12 شخصًا ما بين قتيل وجريح، بينهم ضابط وعنصر شرطة، إضافة إلى والدي المتهم، الذي لقي حفته في مواجهات نارية مع قوات الأمن.

جنون عشوائي
في وقت الظهير أو "عز الضهر"، كما يقول المصريون، فوجئ أهالي منطقة أوسيم الريفية بأصوات إطلاق نار متتالٍ صادر من منزل جارهم محمود، البالغ من العمر 36 سنة. وخرج جاره محمود أبو عقلة، البالغ من العمر 40 سنة، لاستطلاع الأمر، لكن الجاني أطلق الرصاص عليه، وأرداه قتيلًا، ولما خرجت زوجة الجار نعمة، البالغة من العمر 40 سنة، وراء زوجها، أطلق عليها الجاني الرصاص أيضًا، فسقطت غارقة في دمائها إلى جوار زوجها.

عندما شاهد الطفل يوسف أبويه مضرجين في دمائهما، خرج من المنزل متجهًا نحوهما، إلا أن الجاني عاجله بدفعة من الرصاص، وأصابه بطلقات نافذة في الذراع والخصية والبطن، ويرقد في حال حرجة في المستشفى.

حتى الجمل لم يسلم
وحسب شهود العيان الذين تواصلت "إيلاف" معهم، فإن الجاني محمود كان في حالة هياج غير مسبوقة، وكان يطلق الرصاص بطريقة عشوائية على كل من يقابله، حتى إنه أطلق الرصاص على جمل كان مربوطًا في شجرة وأرداه قتيلًا.

أضاف شهود العيان أن محمود خرج من منزله، ولا يعرف سبب غضبه، إلا أن أربعة أشخاص قتلهم بسبب غضبه، ولفظت الضحية الخامسة أنفاسها الأخيرة في المستشفى ليلة أمس، بينما أصاب ستة أشخاص آخرين، أربع من جيرانه واثنان من قوات الأمن، هما الضابط إسلام عطيتو، وأمين الشرطة علي صلاح.

&

وحسب إفادة شهود العيان، فإن الجاني محمود استمر في إطلاق النار، واتصل أحد جيرانه بقسم الشرطة، وحضرت قوة صغيرة على رأسها النقيب إسلام عطيتو، لكن الجاني عاجل القوات بإطلاق النار، فأصيب الضابط بثلاث طلقات نارية في البطن والقدم، ويرقد في المستشفى في حالة خطرة، بينما أصيب أمين الشرطة علي صلاح بطلقة في القدم.

انتشار أمني كثيف
طلبت قوة الشرطة الدعم من مديرية الأمن، وحضرت قوات كبيرة، ودخلت في مواجهة بالأسلحة مع الجاني، حتى لقي مصرعه متأثرًا برصاصه من القوات الأمنية.

تنتشر قوات الأمن في المنطقة، التي تحوّلت إلى ثكنة عسكرية، وتسيطر حالة من الحزن على المنطقة كلها، بعدما شيّعت جثامين الضحايا الخمس&والجاني، وتنتظر شفاء المصابين، الذين يرقد بعضهم في حال خطرة في المستشفى.

وحسب بيان وزارة الداخلية المصرية، فإنه قد ورد بلاغ إلى مركز شرطة أوسيم يفيد قيام أحد الأشخاص بإطلاق أعيرة نارية بطريقة عشوائية تجاه المارة، أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المواطنين.

انتقلت أجهزة الأمن إلى محل الواقعة، وتبيّن قيام محمود .م.س 36 سنة، عامل، بإطلاق أعيرة نارية من بندقية آلية كانت بحوزته تجاه المارة بالقرب من كوبري الصفيرة، أسفر عن وفاة أربعة مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بأعيرة نارية. وقامت القوات بمبادلته النيران، مما أدى إلى وفاته، وإصابة ضابط وأمين شرطة بأعيرة نارية، تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.

أعراض إدمان
قال محمود الصعيدي، عضو مجلس النواب عن دائرة أوسيم، إن "الحقائق المؤكدة أن هذا الشخص خرج بسلاح في يده، ووصل إلى المكان الذي يعمل فيه والده كتاجر مواسير مياه"، مشيرًا إلى أن "الحادثة أي مسرح الجريمة لم يكن أمام البيت، ولكنه أمام المخزن الخاص بوالده".

أضاف في تصريحات له: "الشخص قتل 4 أفراد من عائلات مختلفة، وإحدى الضحايا كان جالسًا يتناول الشاي مع والده، وآخر كان جالسًا في الأرض الزراعية الخاصة به، وجاء على صوت ضرب النار، فأطلق عليه المجرم النار، وآخر كان يمر في المنطقة بالصدفة فأطلق عليه النار".

تابع: "كان هناك شخص يجلس أمام منزله يتناول الإفطار مع أسرته، فأطلق عليهم النار، فأصيبوا جميعًا"، لافتًا إلى أن الشرطة وصل إليها بلاغ من النجدة بأن هناك شخصًا يطلق النار عشوائيًا في المنطقة، فجاءت لكي تتولي الأمر، فقام المجرم بالتعامل معهم بالنار، وأصاب معاون مباحث بثلاث طلقات نارية، وأصاب أمين شرطة، واستطاعت الشرطة القضاء عليه"، مشيرًا إلى أن "الحادثة وقعت في وقت الظهيرة، ويقال إن هذا الشخص كان يتعاطى المخدرات".