نصر المجالي: تتواصل جهود رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ومعركتها المحمومة في محاولة لتحقيق اختراق في شأن صفقتها مع الاتحاد الأوروبي، وذلك غداة موافقة قادة الاتحاد على تأجيل موعد الخروج الذي كان مقررا يوم 29 مارس 2019.

وقالت تقارير إن رئيسة الحكومة التي تواجه تحديات صعبة، استدعت وزراء رئيسيين يوم الجمعة الى مقر 10 داونينغ ستريت، للتشاور حول دعم صفقتها أو إيجاد بدائل جديدة، في محاولة لإنقاذ طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واقترحت تقديم 7 مسارات جديدة للخروج.

واضافت أن ماي ستواصل مشاوراتها على مستويات عليا بهدوء وبعيدا عن الأعين، في مقرها الريفي شتوي في "تشيكرز" على بعد 70 كلم في شمال غرب لندن.
وعلم أن زعيم حزب العمال المعارض يعتزم الاجتماع مع رئيسة الحكومة يوم لاثنين المقبل في محاولة لاتفاق على ارضية للخروج.

وتسربت معلومات تشير إلى أن حكومة ماي تفكر في دعوة مجلس العموم للتصويت على سبعة اتجاهات جديدة تتيح المجال لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فبل المهلة التي حددها قادة الاتحاد وهي 22 مايو المقبل.

فشل

وكانت قمة بروكسل فشلت مساء الخميس، الماضية بتحقيق اتفاق حول شروط التأخير في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ يوجد الآن تاريخان يمكن لبريطانيا البقاء في الاتحاد الأوروبي أحدهما حتى 12 أبريل سواء تم أو لم تتم الصفقة.&

وإذا وافق نواب مجلس العموم على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مايو المقبل، فيمكن لبريطانيا البقاء في الكتلة حتى 22 من ذات الشهر لإقرار القوانين اللازمة بالخروج.

وقال تقرير لـ(ديلي ميل) إن ماي اتُهمت يوم الجمعة بـ "إعلان حرب مفتوحة" على نوابها في البرلمان الأوروبي عن طريق وعدها بإجراء تصويت مجاني على الاستفتاء الثاني أو إلغاء المادة 50 إذا تم إنهاء صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.

واضاق التقرير إن داونينغ ستريت من نواب من جميع الأطراف مساعدتها في العثور على "الخطة ب"، حيث قال متمردو حزب المحافظين إن على زعيمتهم "المحاصرة" تحديد موعد لاستقالتها بعد إخفاقها في تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس.

مسارات جديدة

ومن المتوقع أن تجري السيدة ماي تصويتًا لتقييم الدعم بين النواب على 7 مسارات رئيسية مقترحة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي: صفقة رئيس الوزراء القائمة، لا صفقة، إجراء استفتاء ثانٍ، صفقة الاتحاد الجمركي المفضلة لدى حزب العمال، صفقة نموذج النرويج في شأن المنطقة الاقتصادية الأوروبية، صفقة نموج كندا التجارية مع أميركا، أوإلغاء المادة 50 والبقاء في الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي وافق على تأجيل موعد خروج بريطانيا الذي كان مقررا في التاسع والعشرين من الشهر الجاري حسب المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تطلق عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.

تأجيل

وأكد دونالد توسك،رئيس المجلس الأوروبي في تصريحات على هامش قمة بروكسل، أن أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين وافقوا بالإجماع على طلب الحكومة البريطانية تأجيل موعد الخروج، مشيراً إلى إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وافقت على عرض من مسارين من قبل الاتحاد بشأن تمديد الموعد النهائي لخروج بلادها من التكتل.

وأوضح توسك أن 12 أبريل، وهو الموعد النهائي لتقرر بريطانيا ما إذا كانت ستشارك في انتخابات الاتحاد الأوروبي، "ستظل كل الخيارات متاحة".

ويمكن لبريطانيا تأجيل موعد (بريكست) حتى الثاني والعشرين من مايو المقبل، إذا وافق مجلس العموم على الاتفاق الذي ستطرحه ماي عليهم للتصويت الأسبوع المقبل.

وفي حال رفض مجلس العموم خطة الحكومة البريطانية للخروج من الاتحاد الاوروبي سيدفع الاتحاد باتجاه تأجيل البريكست إلى موعد أقرب في حدود الثاني عشر من أبريل المقبل.