أسامة مهدي: اختتمت في بغداد اليوم أعمال مؤتمر رؤساء برلمانات جوار العراق بمشاركة السعودية والاردن والكويت وسوريا وتركيا وأيران والبلد المضيف بالتأكيد على دعم الاعتدال ومحاربة التطرف بكل أشكاله وتشجيع فرص الاستثمار فيه بمختلف المجالات التعليمية والصحية والصناعية وتكنلوجيا المعلومات والثقافة وحركة التجارة والمال والمناطق الحرة.

ولاحظ مراقبون ان البيان الختامي للمؤتمر وكلمات رؤساء البرلمانات قد تجاوزت الخلافات بين الدول المشاركة فيه وتحدثت عن المشتركات والتهديدات التي تواجه دول المنطقة وفي مقدمتها الارهاب وركزت على تأكيد دعم العراق واستقراره واعماره وتنميته.

وشارك في القمة البرلمانية عن السعودية رئيس مجلس الشورى عبد الله بن محمد آل الشيخ وعن الكويت رئيس مجلس الامة &مرزوق الغانم وعن الاردن رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة وعن العراق رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وعن سوريا رئيس مجلس الشعب حمودة الصائغ، اضافة الى تركيا التي مثلها رئيس برلمانها مصطفى شنطوب واعتذر عن الحضور رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الذي مثله في المؤتمر عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين برجودي.

مواجهة التطرف

وقال رؤساء البرلمانات والمجالس التمثيلية لدول جوار العراق المجتمعون في بغداد السبت في قمة هي الأولى من نوعها بدعوة من رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في بيانهم الختامي الذي حصلت "إيلاف" على نصه "انطلاقًا من علاقاتنا التاريخية المشتركة وتعزيزًا لعُمق علاقاتنا المجتمعية، وحرصًا منَّا على مستقبل العراق وشعبه ومستقبل شعوب منطقتنا عامة نؤكد على دعم استقرار العراق والحفاظ على وحدة أراضيه ووحدة نسيجه الاجتماعي، بعد أن تحقق نصره الكبير على تنظيم داعش الإرهابي، ويعتبرون استقرار العراق ضروريًّا في استقرار المنطقة، ويساهم في عودته بكلِّ ثُقلهِ السياسي والاقتصادي وموارده البشرية الخلَّاقة إلى محيطه العربي والإقليمي، ليكون نقطة جذب والتقاء مثلما أكدت سياسته المُعلنة برلمانيًّا وحكوميًّا في الحفاظ على علاقات الجوار بمسافة واحدة مع الجميع ومن دون التدخل في شؤونه الداخلية".

كما شدد المجتمعون على "أن الانتصار الذي حققه العراق على تنظيم داعش بات يمثل أرضيةً مشتركةً لكلِّ شعوب المنطقة؛ لبدء صفحة جديدة من التعاون والبناء ودعم الحوار المجتمعي، وصولا إلى بناء تفاهمات مشتركة على أسس جديدة في المستقبل تقوم على أساس دعم التنمية والاستثمار وبناء شبكة من العلاقات التكاملية بين شعوبها".
واشاروا الى "أهمية دعم الاعتدال ومحاربة التطرف بكل أشكاله، ولا سيما أن شعوب المنطقة هي من تدفع ثمن التطرف.. واكدوا على "دعم عملية البناء والإعمار والتنمية في العراق، وتشجيع فرص الاستثمار فيه بمختلف المجالات التعليمية والصحية والصناعية وتكنلوجيا المعلومات والثقافة وحركة التجارة والمال والمناطق الحرة ومرافق الحياة الأخرى، سواء منها في القطاع العام أم الخاص، ودعم إعادة إعمار المدن المحررة من تنظيم داعش الإرهابي، وتأهيل البنى التحتية فيها بما يؤمن توفير فرص عمل لإعادة النازحين إلى مدنهم".

واشارت القمة البرلمانية الى"التأكيد على دعم العملية السياسية والديمقراطية في العراق بكلِّ مساراتها، والتي أسفرت عن إجراء الانتخابات واستكمال اختيار الرئاسات الثلاث وفق الاستحقاقات الدستورية، بما يضمن مشاركة جميع مكوناته وقواها السياسية؛ لتحقيق مستقبل زاهر لشعب العراق".

رؤساء البرلمانات لتجفيف منابع الإرهاب وتصدير الفكر الإرهابي

وفي كلمات لهم تابعتها "إيلاف" فقد اكد رؤساء الوفد المشاركة على دعم العراق وأمنه وشددوا على أهمية الجهود الدولية في القضاء على الإرهاب وسن المزيد من التشريعات لتجفيف منابع الإرهاب وتصدير الفكر الإرهابي ودعم المنظمات الإرهابية .

العراق

واكد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في كلمة بافتتاح المؤتمر "انه يوم تاريخي ان يشرفنا جميع جيراننا بمناسبة عزيزة على قلوبنا".

واضاف "لقد عانى الشعب من ظروف صعبة من احتلال الارهاب ونزوح الملايين ولكنه بقي شامخا مرفوع الراس العراقي لكنه ها هو اليوم يستعيد مكانته بين دول المنطقة التي دعمته بمواجهته التاريخية ضد الارهاب، مشيدا بالشركاء "الدوليين في الظروف الصعبة وان نحقق النصر على الوجود العسكري للارهاب ونمضي للقضاء على فكره ليعود العراق امنا مستقلا من الشمال للجنوب وان يعود جميع النازحين الى مناطقهم بعد اعمارها".

واكد "الحاجة من هذا اللقاء التاريخي ليكون بشكل منتظم لبحث المستجدات ووضع الحلول بين دول المنطقة من اجل امن واستقرار المنطقة وشعوبها عبر التزامات تؤكد ان العراق حريص على امن واستقرار جيرانه والمنطقة".

السعودية

ومن جهته اشاد رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد ال الشيخ بتطور العلاقات الثنائية مؤكدا دعم العراق في جميع المجالات.

وقال في كلمته "اننا نجتمع اليوم في بغداد بعد ان استعاد العراق دوره العربي والاقليمي &ونحرص على الوقوف مع العراق في جميع المجالات".

واوضح "ان العلاقات الثنائية شهدت تطورا ملحوظا وخاصة بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي للرئاض الاسبوع الماضي وتوقيع 13 مذكرة تفاهم وانشاء المجلس التنسيقي العراقي السعودي لتبادل المصالح المشتركة".

واكد "أهمية الجهود الدولية في القضاء على الإرهاب وسن المزيد من التشريعات لتجفيف منابع الإرهاب، وتصدير الفكر الإرهابي ودعم المنظمات الإرهابية".

ودعا، لتظافر عربي - اقليمي للقضاء على الارهاب ومظاهره مدعم بتشريعات" مؤكداً "على أهمية الجهود الدولية في القضاء على الإرهاب، وسن المزيد من التشريعات، لتجفيف منابع الإرهاب، وتصدير الفكر الإرهابي، ودعم المنظمات الإرهابية".

الكويت

اما رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم فقد اشار الى ان العراق المطل على الشام والخليج والاناضول هو في قلب المنطقة ودون استقراره لا استقرار للمنطقة.

وقال الغانم خلال في كلمته ان" هذا المؤتمر يمثل عصر الدخول للسلام وترك النزاعات والصراعات الدولية في المنطقة".

وشدد على دعم الكويت "لعراق مستقر ينعم بالرفاء والعراق جارنا وليس من الصحيح ان نقبل ان يكون جارنا غارقا بالهموم والتحديدات"، مؤكدا ن العراق واستقراره يمثل استقرار المنطقة والعراق المطل على الشام والخليج واىناضول هو في قلب المنطقة ودون استقراره لا استقرار للمنطقة ونحن ننظر اليه في دخول حقبة التنمية الاقتصادية عراقا منفتحا على العالم".

إيران

اما ممثل مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي فقد اكد دعم ايران لاستقلال العراق ووحدة اراضيه واستقراره السياسي وقال بروجردي في كلمته "ما زلنا نواجه الفكر الداعشي والظروف التي ادت الى ظهور اخطر تنظيم ارهابي"، واكد اهمية الامن الاقليمي الذي يتحقق من خلال التعاون المشترك".

سوريا

ومن جانبه اكد رئيس مجلس الشعب السوري حموده يوسف الصباغ ان الارهاب سيدفن في العراق وسوريا. وقال "ان القوى الارهاب تسعى الى نشر الظلم في جميع دول العالم ، وان منطقتنا كانت تحارب هذا الفكر ومنذ الاف السنين ".
وطالب بخروج الاحتلال من اراضينا مشيرا الى ان جميع قرارات مجلس الامن تؤكد وحدة الاراضي السورية، ونحن نؤكد التزامنا بالقضية الفلسطينية ، ونؤكد ان الجولان سورية وان الشعب لن يهنأ الا بتحريرها.

تركيا

كما شدد رئيس مجلس الشعب التركي مصطفى شنطوب على دعم تركيا لامن العراق واستقراره.

وقال في كلمة له "ان العراق بلد مهم بحجمه في المنطقة منذ تاسيسه، مؤكدا ان تركيا على اتم الاستعداد الكامل لتقديم الدعم للعراق".

ودعا الى "بذل اقصى الجهود لحل كل المشكلات الاقليمية عن طريق سياساتنا الخارجية"، مشددا على دعم تركيا لخطوات العراق لتاسيس علاقات متوازنة مع دول الجوار".

الاردن

من جهته قال رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطروانة ان "العراق يستحق منا مد يد العون له بعد ان وقف سدا منيعا ليحمي جيرانه والعالم من الارهاب".

واضاف "نقف اليوم على مفترق مهم امام تحديات جسام تتطلب منا ان تتحد جهودنا للوقوف بوجه من يريد بامتنا السوء وتنمية مستدامة عابرة للجغراقية ولا تستقيم هذه المفاهيم الا بعملنا الخير لشعوبنا عبر تجسيد المصير المشترك فالخير لنا والشر علينا".

وشدد على الحاجة "لفتح ابواب التعاون بيننا ولن يفيدنا ان نقفل ابوابنا تاركين فرص التكامل فنكون مثالا حيا للامرالالهي وعلينا ان نتفق على بناء الاولويات وانهاء الظلم الكبير التي تتعرض فيه الارض العربية الفلسطينية من احتلال واعتداءات وخاصة اولى القبلتين وثالث الحرمين القدس".. وحذر من ان استمرارغياب العمل المشترك سيصب لصالح الارهاب.

تعزيز الامن وتوسيع الاستثمار

وانعقد المؤتمر الذي أستمر يوما واحدا تحت شعار"العراق.. استقرار وتنمية" بهدف الاتفاق على اجراءات تحقق مكاسب سياسية واقتصادية تسهم في تعزيز الامن وتوسيع الاستثمار وتقريب وجهات النظر لتحسين العلاقات بين شعوب المنطقة.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس مجلس النواب شاكر حامد خلال مؤتمر صحافي في ختام القمة ان نتائج هذه القمة ستدفع حكومات دول الجوار الى الاستثمار داخل العراق.

واشار الى ان انه كانت هناك تدخلات من دول الجوار قبل تشكيل الحكومة ولكنها لم تكن كبيرة.. مؤكدا بالقول "لا نسمح بأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية ولا نتدخل نحن بشؤون الغير".

واضاف ان اهم محاور المؤتمر كانت بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والسيطرة على قضايا المخدرات وعمليات تهريبها فضلا عن التنمية الاقتصادية.